
الرباط (يونا) – انطلق في العاصمة المغربية الرباط أمس 17 فبراير 2025، مؤتمر الصحة الدولي تحت عنوان:”تحويل مجال الصحة العالمي: معالجة الأمراض الاستوائية المهملة” الذي تنظمه منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) واللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي “كومستيك”، بالتعاون مع جامعة محمد الخامس بالرباط. وتستمر أعمال المؤتمر ثلاثة أيام بمقر الإيسيسكو في الرباط.
ألقى المنسق العام للجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي البروفيسور الدكتور محمد إقبال تشودري، كلمة رئيسية شدد فيها على الحاجة الملحة لمكافحة الأمراض الاستوائية المهملة من خلال الحلول العلمية، وبناء القدرات، والتعاون الدولي.
وأعرب البروفيسور تشودري عن امتنانه للإيسيسكو وحكومة المغرب والشركاء الدوليين لتنظيم هذا الحدث المهم، قبل أن يسلط الضوء على الأمراض المدارية المهملة، مبيناً أنها لا تزال تؤثر على الفئات الضعيفة، مما يسبب معاناة كبيرة وأعباء اقتصادية، مشيرا إلى إنها لا تزال تعاني من نقص التمويل والإهمال في مناقشات الصحة العالمية.
وأكد البروفيسور تشودري التزام منظمة التعاون الإسلامي بمكافحة هذه الأمراض من خلال البحث العلمي والابتكار، وبناء القدرات والتدريب، وصياغة السياسات والدعوة لها، والاستثمار في الحلول المحلية.
وأوضح أنه منذ عام 2022، نفذت “كومستيك” بالتعاون مع الشبكة العالمية للأمراض المدارية المهملة في المملكة المتحدة سلسلة من الندوات التدريبية وورش العمل البحثية الدولية في المناطق المتأثرة بهذه الأمراض، بما في ذلك تدريبات حديثة في كينيا (2023) وإثيوبيا (2024)، مع التوسع في الجهود من خلال هذا المؤتمر.
كما استعرض البروفيسور تشودري برامج رئيسية نفذتها كومستيك من بينها إنشاء “اتحاد التميز” CoE، وهو شبكة من أفضل المؤسسات البحثية في دول منظمة التعاون الإسلامي، وزمالات بحثية في علم الفيروسات وتطوير اللقاحات بالتعاون مع مؤسسات مضيفة في إندونيسيا وباكستان، وكذلك تنفيذ برامج منح دراسية للطلاب الفلسطينيين والأفارقة، بجانب برنامج بوابة كومستيك للتكنولوجيا وخدمة الخبراء لتعزيز التعاون البحثي، وبرامج تدريبية للكوادر الفنية على استخدام المعدات البحثية والمخبرية المتقدمة، وأخرى لبناء القدرات الصحية والعلمية في الدول الأقل نمواً في إفريقيا، إضافة إلى معسكرات طبية للعيون وورش تدريب طبية في بنين وتشاد وأوغندا.
وشدد البروفيسور تشودري على أن المؤتمر يشكل فرصة لتعزيز تبادل المعرفة والتعاون بين الخبراء وصناع القرار والباحثين، داعياً إلى زيادة الاستثمار في البحث العلمي والحلول المحلية لمكافحة الأمراض المدارية المهملة بفعالية وتحقيق العدالة الصحية العالمية.
من جانبه، أكد المدير العام لمنظمة الإيسيسكو الدكتور سالم بن محمد المالك، أن هذا المؤتمر يعكس التزاما مشتركا بمكافحة أحد التحديات الصحية الأكثر إلحاحا، موضحا أنه وعلى الرغم من التقدم الكبير في البحوث الطبية، لا تزال الأمراض الاستوائية المهملة تؤثر على أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم، لا سيما في المجتمعات الفقيرة، مشيرا إلى أن تحقيق العدالة الصحية الشاملة، يستدعي القضاء على هذه الأمراض.
وأعلن الدكتور المالك التزام الإيسيسكو باستمرار إسهامها في معالجة أمراض المناطق الاستوائية المهملة، من منطلق إدراكها للحاجة الملحة إلى تعزيز أنظمة الرعاية الصحية في دولها الأعضاء، وتوطيد التعاون الدولي، وحشد الخبرات العلمية لتحقيق هذه الغاية، مشددا على أن القضاء على هذه الأمراض يتطلب تعاونا متعدد الأطراف، واستثمارا طويل الأجل. وهو ما يصبو إليه هذا المؤتمر عبر تقديم تدريب عملي لـ 50 مشاركا، وتزويد العاملين في الرعاية الصحية بالمهارات والخبرات اللازمة.
عقب الافتتاح، انطلقت أعمال الجلسة الأولى من المؤتمر حول ” القضاء على أمراض المناطق الاستوائية المهملة: ضرورة صحية عالمية” والتي أدارها وزير الصحة المغربي الأسبق السيد أنس الدكالي، وشارك بها مسؤولون وخبراء دوليون، إذ تناولت تعريف الأمراض الاستوائية المهملة.
أما الجلسة الثانية التي أدارها رئيس قطاع العلوم والبيئة في الإيسيسكو الدكتور رحيل قمر، فأتت تحت عنوان ” مكافحة الأمراض الاستوائية المهملة.. وجهات نظر ميدانية وأفضل الممارسات”، حيث ناقش فيها خبراء ومسؤولون دوليون، ممارسات بعض الدول في مكافحة انتشار الأمراض الاستوائية.
(انتهى)