الفلسطينيون يُعيّدون في المقابر

القدس المحتلة (إينا)- على غير ما جرت العادة، لن يحتفل الفلسطينيون في عيد الفطر هذا العام، ودماء شهداء غزة وجرحاها، وبيوتهم المدمّرة وتشردهم منها والرعب في عيون أطفالهم في كل مكان. 1064 شهيدا وأكثر من 6 آلاف جريح هم ضحايا العدوان الإسرائيلي الغاشم المستمر منذ ثلاثة أسابيع وأكثر من 150 ألف فلسطيني هجّروا من بيوتهم تحت وطأة القصف الجوي والبري والبحري، إضافة إلى تدمير آلاف المنازل. القصف الهمجي لم يرحم صغيرا ولا كبيرا، فكل فلسطيني هدف للاحتلال.. 53 أسرة أبيدت بالكامل داخل بيوتها، مزقت أجسادهم قذائف زاد وزن الواحدة منها عن طن في بعض الأحيان، فتناثرت أشلاؤهم في كل مكان. عشرات الآلاف أخرجوا من بيوتهم وهاموا على وجوههم في الشوارع والقصف يلاحقهم في كل مكان، فمنهم من التجأ إلى قريب أو صديق ومنهم من اتخذ من المدارس مأوى له. في كل غرفة صفية لا تتجاوز مساحتها 20 مترا مربعا تعيش 3 أسر في ظروف غير إنسانية، في ظل نقص المياه والطعام. كيف لهؤلاء أن يحتفلوا بالعيد وما من بيت إلا وفيه من المآسي الكثير؟ سيكتفي هؤلاء بصلاة العيد، وسينتشرون بعدها إلى أضرحة الأحبة والأصدقاء وفلذات الأكباد من الشهداء الذين قضوا في العدوان الإسرائيلي. في الشق الآخر من الوطن الفلسطيني، الضفة الغربية، التي قدمت أيضا الشهداء والجرحى في تظاهرات ضد العدوان، لا مظاهر للعيد، فلا رائحة للكعك ولا حركة في الأسواق لشراء ملابس العيد، باستثناء قمصان تحمل شعارات التضامن مع غزة التي شهدت رواجا منقطع النظير. وبدل التهاني بالعيد انتشرت عبارات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي مثل عيد شهيد بدل عيد سعيد، وأي عيد وفي كل يوم شهيد وكل عام وغزة والمقاومة بألف خير وعيدنا يوم انتصارنا. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات بكل قواه ومؤسساته إلى اقتصار مظاهر عيد الفطر على الشعائر الدينية، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل عليه. وتمنى عباس أن يكون عيد الفطر مناسبة للتعاون والتضامن وتعزيز أواصر الأخوّة الراسخة بين أبناء الشعب الواحد، ودعا الله العلي القدير، أن يعيده على الشعب الفلسطيني بالخير والأمن والبركات، وتحقيق أمانيه بإنهاء الاحتلال، ولمّ شمل الشعب في دولته الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف. معظم الفلسطينيين لن يقدموا الشوكولاتة والحلويات والفواكه للمهنئين بالعيد، وسيكتفون بتقديم فنجان من القهوة السادة وحبة من التمر. فلا عيد في فلسطين وغزة بلا عيد. (انتهى) خالد الخالدي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى