المخاوف الأمنية تحد من فرحة الأفغان بالعيد

كابول (إينا) – يحتفل الأفغان، بعيد الفطر السعيد، ثاني أكبر مناسبة دينية يحتفي بها المسلمون في كل أنحاء العالم، في ظل تهديدات أمنية تعكر لهم فرحتهم. ورغم المخاوف الأمنية، والتهديدات في هذا البلد الذي لم يستقر بعد، شهدت أسواق بيع الملابس الجاهزة أو محلات الخياطة ازدحاما منقطع النظير في أواخر رمضان، حيث يقبل الزبائن بكثافة على التبضع للظهور بأزهى حلة في العيد، كما يقدمون على شراء الحلويات والكعك لتقديمها لضيوفهم الزائرين أيام العيد. ويحل عيد الفطر السعيد هذا العام في العالم الإسلامي يوم الإثنين أو الثلاثاء حسب رؤية الهلال. وفي هذا الإطار صرح محمد عزيم، مواطن أفغاني مقيم بالعاصمة كابول، لوكالة الأنباء الصينية: أنا بانتظار جلب الملابس التي طلبت تفصيلها لي ولزوجتي وأولادي. وفي الوقت الذي لم يخف فيه عزيم خشيته من هجمات طالبان، أعرب عن أمله في أن يحترم مقاتلو الحركة هذه المناسبة الدينية العظيمة حتى يستمتع مع باقي الأفغان باحتفالات العيد. ولم تتوقف حركة طالبان طيلة الأسابيع الماضية عن شن هجماتها في مناطق مختلفة من البلاد، لذلك يشك الكثير في إمكانية أن يلتزم مقاتلو الحركة بهدنة أيام العيد. وكانت حركة طالبان، وفق تقارير إعلامية، قد قتلت مؤخرا 16 مسافرا كلهم من المدنيين، في مقاطعة غور وسط البلاد، وذلك قبل حلول عيد الفطر. وأجازة العيد في أفغانستان ثلاثة أيام كاملة، تغلق كل المؤسسات والمكاتب الحكومية والخاصة، ويحتفل الأفغان كغيرهم من المسلمين بالعيد في إطار نفحات روحانية مفعمة بالمودة والتصافح والتصالح. على صعيد آخر، يظهر عيد الفطر الوجه الآخر لأفغانستان كبلد ممزق ومثقل بإكراهات الحروب وتداعيات النزاعات المسلحة، حيث ينتشر الفقر مجسدا في تكاثر المتسولين وتوزعهم على المساجد والطرقات، رجالا ونساء وأطفالا من مختلف الأعمار. وبهذا الصدد تنقل الوكالة عن إحدى المتسولات: لقد قُتل زوجي في كابول نتيجة هجوم انتحاري وقع قبل سنتين. ومنذ ذلك الوقت أجبرت على التسول لإعالة أسرتي. وأضافت أنها بواسطة المال الذي تجنيه من التسول ستتمكن من شراء ملابس مستعملة لأطفالها الأربعة لإسعادهم أيام العيد، معربة عن خشيتها من تجدد هجمات طالبان وقتل ناس أبرياء مثل زوجها. (انتهى) ترجمة: خالد الشطـيـبي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى