الأقليات المسلمة

التويجري: السياحة الثقافية سياحة مستدامة ووسيلة لتقوية العلاقات العربية-العربية

صلاله (يونا) – أكد الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو، أن السياحة هي تربيةٌ وثـقافةٌ في المقام الأول، وأن السياحة الثقافية سياحة مستدامة ووسيلة لتقوية العلاقات العربية – العربية. جاء ذلك في كلمة ألقاها الدكتور التويجري في جلسة افتتاح مؤتمر (الإعلام ومستقبل السياحة المستدامة) الذي عقده المركز العربي للإعلام السياحي اليوم الأحد في مدينة صلالة بعمان، بحضور عبدالعزيز الرواس مستشار السلطان قابوس بن سعيد للشؤون الثقافية وعدد من الوزراء ومحافظ ظفار وشخصيات حكومية وإعلامية. وأشار المدير العام للإيسيسكو، الذي اختير ضيفَ شرفٍ ومتحدثاً رسمياً في المؤتمر، إلى أن الإيسيسكو وضعت استراتيجية تنمية السياحة الثقافية في العالم الإسلامي لتكون خريطة الطريق للعمل متعدّد المجالات الذي تنهض به في إطار اختصاصاتها، وقد اعتمدها المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة المنعقد في باكو عاصمة جمهورية آذربيجان عام 2009، واعتمدها أيضاً المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء السياحة المنعقد في طهران عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 2010. وأوضح: إن هذه الإستراتيجية حددت المسار للسياحة الثقافية، انطلاقاً من المفهوم الشامل الذي تتبنّـاه الإيسيسكو، وهو أن السياحة الثقافية سياحة مستدامة أكثر من غيرها من أنواع السياحات، وتأتي في طليعة العوامل المؤثرة في العلاقات الثنائية بين الدول، وما يترتَّب عليها من آثار بالغة الإيجابية، تقوّي الوشائجَ بين الشعوب العربية، وترسّخ أواصرَ الإخاء والصفاء، بقدر ما تساهم في النماء الاقتصادي والبناء الحضاري، وفي دعم التنمية الشاملة المستدامة. وذكر أن الإعلام السياحي العربي الذي يخدم السياحة المستـدامة، هو أداةٌ لتـقوية العلاقات العربية-العربية، وأن المبدعين في الإعلام السياحي العربي هم رسلُ وئامٍ وسلامٍ ومحبة، في هذا الزمن العصيب الذي ضعُفت فيه روابط الأخوة العربية الإسلامية، وكادت تنضب منابعُ المودة والصفاء بين الأشقاء الذين تجمع بينهم قيم عليا، ومصالح حيوية مشتركة، ومصير مشترك. وأكد أن الإعلام السياحي العربي، وهو يسير في هذا الاتجاه البنّاء، ويحمل هذه الرسالةَ النبيلة، يضطلع بمسؤوليةٍ جليلة القدر، وينهض بمهمةٍ عظيمة الشأن. فهو إحدى الوسائل الفاعلة والمؤثرة التي بها يتم استدامة السياحة، بجميع أنواعها، وتعزيز الروابط بين شعوب العالم العربي الإسلامي. وبـيَّــن أن مستقبل السياحة المستدامة في عالمنا العربي، هو مستقبل التنمية الشاملة المستدامة؛ لأن في ازدهار السياحة، إنماء للاقتصاد، ورواج للتجارة. فالسياحة مجال واسع الأرجاء لتبادل المعارف والخبرات والتجارب والفوائد والعوائد ولتحقيق المصالح المشتركة من أجل أن يعرف العرب بعضُهم بعضاً، وهي عامل حيويٌّ من عوامل تنشيط الاقتصاد لتحقيق التراكم الذي يدعم التنميةَ الشاملة المستدامة. وقال: إن استدامةَ السياحة العربية بتأمين مستقبلها من خلال تطوير الوضع الحالي، وتشجيعَـها ودعمَـها من الوجوه كافة، وتكريمَ المبدعين المتفوقين من الإعلاميين العاملين في هذا المجال الحيوي، من شأن ذلك كله، أن يؤثر إيجابياً على الواقع العربي، من خلال تشكيل رأي عام عربي مؤمن بضرورة تَـجَـاوُز الخلافات الظرفية، وإغلاق المنافـذ التي تأتي منها التوترات التي تُـضعف الأسرة العربية الواحدة، حتى يتجدَّدَ الأمل ويزدهرَ التفاؤل، وتَـشيعَ أجواء الثقة المتبادلة بين الشعوب العربية كافة، فتمتلك شروط النهضة الحضارية الكبرى، وتتوجه مسيرةُ العمل العربي المشترك في الاتجاه الصحيح، لرأب الصدْع وجمع الشمل، خلال هذه المرحلة التي تَـتَـزَايَـدُ فيها الحاجة إلى من يوحّـدُ ولا يُـفرّق، ويبدّدُ السحبَ الداكنة التي تمتلئ بها سماء العالم العربي، فتحجب الرؤية السليمة إلى الذات، وإلى الواقع. وخلص المدير العام للإيسيسكو إلى القول: إن الرسالة الإعلامية التي يحملها الإعلاميون العرب العاملون في الإعلام السياحي، هي رسالةٌ ثقافيةٌ بالدرجة الأولى، تجعلهم ينهضون بمهام ثقافية، بالمفهوم الشامل للثقافة، تُـختصر في السياحة الثقافية، بصورة عامة، وتهدف على وجه الإجمال، إلى بناء مستقبل السياحة المستدامة. مشيداً بالدور المتميّـز الذي يقوم به المركز العربي للإعلام السياحي لاستدامة السياحة وبناء مستقبلها، وقال: إن هذا الدور هو من وجوه كثيرة، من صميم المهام التي تضطلع بها السياحة الثقافية، كما هي موضحةُ المعالم في استراتيجية الإيسيسكو. (انتهى) ص ج/ ح ص

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى