أخبار الاتحادفلسطينمنظمة التعاون الإسلامي

بمشاركة مدير عام “يونا”.. دورة الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان تناقش دور الإعلام والشباب في بناء مجتمعات ما بعد النزاع

جدة (يونا) – بمشاركة المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي الأستاذ محمد بن عبدربه اليامي، عقدت اليوم الاثنين (15 ديسمبر 2025) في جدة جلسة عن “دور الإعلام في تعزيز مشاركة الشباب في مجتمعات ما بعد النزاع”، وذلك في إطار الدورة العادية السادسة والعشرين للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي و المنعقدة في مدينة جدة بعنوان: “صحة الشباب في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي: التحديات والفرص من منظور حقوق الإنسان”.

وفي مستهل الجلسة، أكد المشرف العام على الإعلام الرسمي في دولة فلسطين الوزير أحمد عساف أنَّ الشباب الفلسطيني دفع الثمن الأكبر خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، مشيراً إلى أنَّ هناك أكثر من 20 ألف شهيد من طلاب الجامعات، الأمر الذي يؤكد أنَّ الاحتلال يستهدف الشباب.

ونوَّه عساف بدور المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة في دعم القضية الفلسطينية وقيادة المؤتمرات الدولية الرامية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأشار إلى أهمية دور الإعلام في مناطق النزاع، مشيراً إلى أنَّ الإعلام يستطيع خلق بيئة إيجابية في هذه المناطق، وذلك من خلال تعزيز الحوار، وتعزيز مبدأ سيادة القانون، وحث الحكومات على إشراك الشباب في صنع القرار، إضافة إلى اقتراح قوانين وتشريعات تمكن الشباب على مستوى مؤسسات الدولة ومراكزها القيادية.

وأكد أنَّ خطر التهجير في قطاع غزة لا يزال قائماً، مشيراً إلى أنَّ الحكومة الفلسطينية تعمل على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وبقائه في أرضه، مشدداً على أنَّ الشعب الفلسطيني لن يهاجر من فلسطين إلا إلى فلسطين.

من جانبه، أوضح المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي الأستاذ محمد بن عبدربه اليامي أنَّ الإعلام أهم أداة للتأثير في الجماهير، لافتاً إلى أنَّ منطقة منظمة التعاون الإسلامي هي موطنٌ للعديد من النزاعات، كما أنها موطنٌ لثلث شباب العالم، وهو ما يحتم توظيف الإعلام في التواصل مع الشباب لتعزيز دورهم في بناء سلم مجتمعاتهم واستقرارها.
وأوصى اليامي في هذا الصدد بتوظيف الإعلام في نشر سرديات التقارب والمصالحة، وإيجاد فضاء مفتوح للحوار مع الشباب حول رؤيتهم لقضايا السلام.

كما أوصى بتعزيز دور الإعلام في تحصين الشباب ضد مفاهيم التطرف، وهو أمر في غاية الأهمية بالنظر إلى اعتماد الجماعات المتطرفة على وسائل الإعلام ولا سيما الإعلام الجديد لنشر أفكارها الضالة، ومحاولة استقطاب الشباب إلى صفوفها.

وحثَّ على تكثيف المضامين الإعلامية التي تعزز الانتماء الوطني لدى الشباب وتُنمِّي مسؤوليتهم تجاه أمن أوطانهم واستقرارها، إضافة إلى تفعيل دور وسائل الإعلام في رصد وتحليل أوضاع الشباب في المناطق المتأثرة بالصراعات، من أجل بناء وتحديد الاستجابة المناسبة تجاه هذه الأوضاع.

وتضمَّنت التوصيات أيضاً تشجيع الشباب على الظهور إعلامياً للحديث عن تجاربهم في بناء السلام واستدامته في مجتمعات ما بعد النزاع، وتقديم نماذج وقدوات في هذا المجال، يمكن للآخرين الاحتذاءُ بها، والسيرُ على منوالها.

وشدَّد اليامي على أنه لتطبيق هذه المقترحات يجب اعتماد مواثيق مهنية إعلامية تلزم الإعلام بالامتناع عن بث الخطابات المثيرة للانقسامات والتوترات، مشيراً في هذا الصدد إلى “ميثاق جدة للمسؤولية الإعلامية” الذي أصدره الاتحاد بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي.

كما شدَّد على ضرورة سد الفجوة الرقمية في الدول الأعضاء لضمان وصول الشباب في جميع أنحاء العالم الإسلامي إلى الإنترنت.

ونوَّه اليامي بتضحيات الشباب الفلسطيني وإسهاماته الكبيرة في إيصال القضية الفلسطينية إلى العالم، داعياً وسائل الإعلام إلى الاستمرار في تكثيف التغطية الإعلامية للقضية الفلسطينية لتسليط الضوء على معاناة الشباب الفلسطيني في ظل الاحتلال، واستدامة الزخم الإعلامي الذي اكتسبته هذه القضية.

من جانبه، أكد مدير عام الديوان في منتدى التعاون الإسلامي للشباب يونس سونماز أنَّ الجيل الحالي من الشباب الفلسطيني هو جيل السلام، ومشاركتهم مهمة الآن أكثر من أي وقت مضى، لافتاً إلى أنَّ هذا الجيل تشكله التكنولوجيا الرقمية، فالجوال قد يكون وسيلة التواصل الوحيدة للشباب في غزة مع العالم.

وأوضح أنَّ الإعلام يسمح للشباب بتوثيق تجاربهم وإيصال صوتهم، منبهاً إلى بعض المخاطر التي يواجهها الشباب في الفضاء الرقمي، بما في ذلك خطاب الكراهية، والمحتوى المضر الذي يؤدي إلى تطبيع العنف.

ودعا سونماز إلى بناء “المرونة الفكرية” لدى الشباب، التي تمكنهم من التفكير نقدياً، ومكافحة التلاعب والتضليل الإعلامي، مبيناً أنَّ هذه المرونة الفكرية يمكن بناؤها من خلال التربية الإعلامية والإرشاد اللازم عبر منظمات الشباب.

واستعرض جانباً من إسهامات منتدى التعاون الإسلامي للشباب في تأهيل الشباب في الدول الأعضاء إعلامياً وتزويدهم بمهارات التفكير النقدي، مؤكداً استعداد المنتدى للتعاون مع الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان وأجهزة المنظمة الأخرى في هذا المجال.

وفي مداخلته، أوضح رئيس قسم البرامج الوقائية في المجال الفكري بالتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الدكتور يحيى بن محمد أبو مغايض أنَّ الإعلام أطلق عليه “السلطة الرابعة” في انعكاس لتأثيره الكبير على الأفكار.

وأشار إلى أنَّ دور الشباب في النزاعات على جانبين، فقد يكونون منخرطين في النزاعات لأسباب متعددة، وقد يكونون ضحايا ومتأثرين بالنزاعات سواء بشكل مباشر، أو بشكل غير مباشر وذلك من حيث تأثير هذه النزاعات على الخدمات المقدمة لهم.
وشدَّد أبو مغايض على أنه لكي يقوم الإعلام بدوره لا بد أن يكون على وعي ودراية كاملة بالنزاعات وأسبابها ومآلاتها وما يقف خلفها من دعوات وأفكار منحرفة، ثم بعد ذلك يمكن للإعلام صناعة رسالته التوعوية.

وأكد أنَّ الإعلام لن يكون مؤثراً ما لم تكن هناك مشاركة فاعلة من الشباب، وهذا يقتضي تمكينهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة.

وتطرَّق إلى دور التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في هذا الجانب، مشيراً إلى أنَّ التحالف تنضوي تحته 43 دولة، ويركز على تنسيق جهود الدول في مجال محاربة الإرهاب، مبيناً أن التحالف لديه أكثر من 22 مبادرة، وأنه يقدم خدماته وفقاً لاحتياجات الدول.

وأشار إلى أنَّ بيئة النزاع تشكل بيئة خصبة لعدم الاستقرار الأمني وظهور التطرف الفكري وجماعاته، لافتاً إلى أنَّ الإعلام، في المقابل، مقوٍ لبيئة الاستقرار وله إسهامه في مواجهة المهددات للمجتمعات، بما في ذلك النزاعات.

وحثَّ أبو مغايض على أن تضطلع جميع المنظمات الدولية بدور فاعل في تعزيز مشاركة الشباب في بناء مجتمعات ما بعد النزاع، كل منظمة بحسب اختصاصها.

(انتهى)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى