تشنغتشو(يونا/شينخوا) – توقع خبراء ومسؤولون عرب أن تشهد العديد من الدول العربية تعزيزا للتعاون الإعلامي مع الصين ودول منظمة شنغهاي للتعاون، عقب اختتام قمة وسائل الإعلام ومراكز الفكر لمنظمة شانغهاي للتعاون غدا الأحد 27 يوليو في مدينة تشنغتشو بمقاطعة خنان بوسط الصين، بعد أن انطلقت فعالياتها الأربعاء 23 يوليو.
وجاء في تقرير وكالة شينخوا: قال محمد اليامي، المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي “يونا”، إن “الاتحاد يُولي أهمية كبيرة للتعاون مع وسائل الإعلام ومراكز الفكر في الصين”، لافتا إلى أنه “لا يزال هناك نوع من الفجوة البحثية والمعرفية، فيجب ملؤها وسدُّها، بما يتناسب مع تطلعات الجوانب المعنية فيما يتعلق بالتبادل المعرفي والعلمي، وتعزيز العمل المشترك في مواجهة التحديات التنموية، وإقامة هذا العمل على أسس متينة من البحث العلمي والاستشراف الاستراتيجي المحكم مع الجنوب العالمي”.
وفيما يتعلق بالتعاون المستقبلي، أوضح أن “الاتحاد سيعمل خلال الفترة المقبلة على توسيع أنشطته البحثية في مجال الدراسات الإعلامية، وسيحرص في هذا الصدد على التعاون مع المؤسسات البحثية البارزة في الصين، والاستفادة من الخبرة الكبيرة لهذه المؤسسات في إنتاج دراسات علمية رصينة تغطي مختلف الجوانب المتعلقة بالاتصال والإعلام الدولي”.
وفي معرض إشارته إلى أن الاتحاد وقع مذكرة تفاهم مع وكالة أنباء “شينخوا”، قال “نتطلع إلى أن تمثل هذه المذكرة نقطة انطلاق لتعاون أوسع وأكثر استدامة مع المؤسسات الإعلامية في الصين وفي دول منظمة شانغهاي للتعاون”.
أما أحمد مصطفى، رئيس مركز آسيا للدراسات والترجمة مصر، فقال لوكالة أنباء “شينخوا” إن هذه القمة تمثل منصة لتبادل الأفكار، وإن مراكز الفكر والإعلام تلعب دورا محوريا في التقريب الحقيقي بين دول الجنوب والإنجازات الصينية.
وأشار إلى أن مركز آسيا للدراسات والترجمة مصر لديه علاقات تعاون مع مراكز الفكر الصينية، مضيفا بقوله “لقد تعاملنا مع مراكز فكر ووسائل إعلام صينية في ملفات عدة إقليمية وعالمية ومحلية”.
جدير بالذكر أنه على الرغم من أن بعض الدول العربية لا تزال تندرج ضمن فئة شركاء الحوار في منظمة شانغهاي للتعاون، إلا أنها تولي اهتماما بالغا بجميع برامج المنظمة وأنشطتها، وتشارك بفاعلية في دفع مسيرتها التنموية.
وفي هذا الإطار، أكدت نجلاء الزرعوني، أستاذة مساعدة في كلية السياسات العامة بجامعة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن منظمة شانغهاي للتعاون لم تعد اليوم مجرد تحالف أمني، بل غدت منصة ذات إمكانات هائلة في المجالات الاقتصادية والثقافية والتنمية المستدامة. كما أن انضمام دول جديدة بصفة مراقبين وشركاء حوار، لا سيما من دول الخليج، يعكس تحولا أوسع نحو تعزيز التعاون بين دول الجنوب.
وأضافت أنه على الرغم من أن دول الخليج ليست أعضاء كاملين في منظمة شانغهاي للتعاون، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة قطر قد طورت شراكاتها الاستراتيجية مع الدول الأعضاء في المنظمة عبر آليات المراقبة والحوار الثنائية، لا سيما مع الصين.
وأردفت قائلة “إننا لا ننظر إلى منظمة شانغهاي للتعاون على أنها مجرد تجمع أمني أو ممر اقتصادي، بل نراها حاضنة للتنمية الشاملة المستدامة، حيث تتكاتف آسيا والعالم العربي لابتكار حلولٍ للتحديات المشتركة – بدءا من المناخ والربط البيني، مرورا بالطاقة، وصولا إلى التعليم”.
وقد شهدت القمة مشاركة أكثر من 400 ممثلٍ من 156 جهة، شملت مؤسسات إعلامية رائدة ومراكز فكر مرموقة وهيئات حكومية، من دول منظمة شانغهاي للتعاون، إلى جانب منظمات دولية وإقليمية على غرار الأمم المتحدة والأمانة العامة للمنظمة.
(انتهى)



