أخبار الاتحادالعالم

مدير  عام “يونا” خلال قمة شنغهاي: انعقاد مثل هذه القمم سيوحد الجهود بين المؤسسات الإعلامية ويعزز بناء جسور  التفاهم والتواصل

تشنغتشو (يونا) –  شارك المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي “يونا” الأستاذ محمد بن عبدربه اليامي، في قمة وسائل الإعلام ومراكز الفكر لمنظمة شانغهاي للتعاون، التي تعقد حاليًا في مدينة تشنغتشو في الفترة من 23 إلى 27 يوليو، بهدف تعزيز التعاون الإعلامي الدولي، وتبادل الخبرات في مختلف المجالات الإعلامية، بما في ذلك الإعلام الجديد والذكاء الاصطناعي ومكافحة الإرهاب.

وقال مدير عام “يونا” خلال كلمته بهذه المناسبة” يشرفني أنْ أكون معكم في هذه القمة الإعلامية المهمة التي تأتي في إطار جهود جمهورية الصين الشعبية لتعزيز التواصل الحضاري والثقافي بين شعوب العالم، في إطار من التعددية التي تحتفي بالتنوع، وتحترم الخصوصيات الثقافية”.

وأضاف” في عالم تتهدَّده أشباح القطيعة والانعزالية والصدام الحضاري، فإنَّ مثل هذه القمم تعدُّ في غاية الأهمية للخروج بمقاربات جديدة لدرء هذه المخاطر، وتوحيد الجهود بين المؤسسات الإعلامية والجهات المعنية من أجل بناء جسور التفاهم والتواصل”.

وشدد اليامي على الدور المهم الذي تضطلع به وسائل الإعلام في تعزيز الحوار الحضاري واستفادة الحضارات المختلفة من بعضها البعض، قائلا” الإعلام هو الذي يقوم بالعمل الأساس في هذا الجانب، وأعني هنا “الاتصال الجماهيري” الذي تنتقل من خلاله الأفكار والمقاهيم، ويتأسس بواسطته الفضاء العام المفتوح لمناقشة هذه المفاهيم، وتقويمها، وتقديمها إلى الجمهور العام بشكل دقيق وموضوعي، ولكي تضطلع وسائل الإعلام بهذه المسؤولية بصدق وأمانة، فإنَّه يجب عليها مراعاة المبادئ المهنية، والامتناع عن ترويج الشائعات التي قد تسيء لصورة الدول والشعوب وتقدِّم معلومات مغلوطة عنها”.

وطالب بضرورة ابتعاد وسائل الإعلام  في خطابها عن التنميط، وعن المحتوى الملتبس بأشكال العنصرية المختلفة ككراهية الأجانب، والإسلاموفوبيا ونحوها حتى يكون الإعلامُ وسيلةً للتقارب بين الشعوب، وتعزيز التعاون بينها في مواجهة تحدياتها المشتركة؛ تلك التحديات الهائلة والمتشعبة التي لا يمكن لدولة واحدة أنْ تواجهها بمفردها، وذلك مثل التطرف، والإرهاب العابر للحدود، والتغير المناخي، والأوبئة الصحية، والفقر، وغيرها من المشكلات العديدة التي يواجهها عالم اليوم، والتي تتطلب تآزراً وتحرُّكاً مشتركاً لمواجهتها، والتخفيف من تداعياتها على أجيال المستقبل.

وأوضح أنَّ هذا الدور المناط بوسائل الإعلام للتقريب بين الشعوب والحضارات يصبح أكثر إلحاحاً في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، والانتشار المتزايد لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في بيئة المعلومات الدولية، وما قد ينتج عن هذا الانتشار من مخاطر مثل التضليل الإعلامي، والتزييف العميق، وغيرها من التحديات التي تهدِّد بتقويض مصداقية الإعلام بالكلِّية، وإيجاد بيئة خصبة لنشر الشائعات المغرضة، وتشويه ثقافات الدول والشعوب، وخلق صور مغلوطة عنها في وسائل التواصل الجماهيري.

ودعا المدير العام إلى المسارعة بإيجاد آليات ومبادئ منظمة لاستخدام “الذكاء الاصطناعي” في الإعلام، بما من شأنه ضمان المصداقية، والحيلولة دون استخدام تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى الضار بالسلم والتعايش الحضاري والثقافي.

كما نبه إلى ضرورة اضطلاع وسائل الإعلام بدورها الإيجابي في مناصرة القضايا العادلة، والتأكيد على ضرورة معاملة الشعوب كلها بسواسية وبدون ازدواجية في المعايير.

وأضاف” في هذا المقام لا يسعني إلا أنْ أشير إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من حرب وتجويع وحصار، وهو ما يلقي بمسؤولية أخلاقية على وسائل الإعلام لتسليط الضوء على هذه الأزمة الإنسانية، والضغط باتجاه إنهائها، والدعوة لضمان الحياة الكريمة والآمنة للشعب الفلسطيني في إطار دولته المستقلة، أسوة ببقية الشعوب حول العالم”.

وتطرق اليامي إلى حرص اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي والذي يعدُّ أحد التكتلات الإعلامية الكبرى في العالم الإسلامي، على ترسيخ هذا المفهوم للإعلام، بوصفه أداةً لتعزيز التفاهم بين الأمم والشعوب، وخطاباً مسؤولاً لنشر الوعي والمعرفة، وتهيئة المناخ المناسب للحوار والتبادل الحضاري، مبينا أنه في هذا الصدد، أطلق الاتحاد عام 2023، وبالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي، “ميثاق جدة للمسؤولية الإعلامية” الذي تضمن مبادئ بخصوص الالتزام بالمثل الأخلاقية المشتركة في العمل الصحفي، وصيانة حقوق الإنسان واحترامه أيًا كانت هويته الدينية والوطنية والإثنية، والامتناع عن بث ونشر ما من شأنه المساس بحقوق الآخرين أو انتهاك خصوصياتهم، كما أطلق الاتحاد “جائزة يونا للمهنية الإعلامية”، وذلك لتكريم الهيئات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والأفراد الملتزمين بالقيم الإعلامية في مجال مكافحة خطاب الكراهية وتعزيز ثقافة التسامح والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة.

وأكد” إننا نؤمن في الاتحاد بالدور المحوري للإعلام في إرساء التفاهمات، ومن هذا المنطلق، جاءت مشاركتنا في هذه القمة الإعلامية التي تجسد التزام دول منظمة شانغهاي للتعاون بتوظيف الإعلام لدعم الأجندات والخطط التنموية للمنظمة، وتسهيل عملية إنجاز الأهداف المرجوة في هذا الصدد”.

وجدد استعداد الاتحاد، بوصفه الذراع الإعلامية لمنظمة التعاون الإسلامي، للتعاون مع المؤسسات الإعلامية الدولية في جمهورية الصين الشعبية، وفي جميع دول منظمة شانغهاي، من أجل إطلاق برامج ومبادرات مشتركة لتعزيز التقارب الحضاري والثقافي بين دول منظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة شانغهاي، بما من شأنه إرساء أساس متين للتعاون في جميع المجالات الأخرى، وبناء عالم يقوم على تعددية الأقطاب والتنوع والاحترام المتبادل، آملين أن تكلل مداولات هذه القمة بالنجاح والتوفيق، وأنْ تحقق النتائج المرجوة منها.

وقدم اليامي شكره إلى جمهورية الصين الشعبية وقيادتها على حسن تنظيم القمة الحالية، وعلى كرم الضيافة والاستقبال.

(انتهى)

 

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى