غروزني (يونا) – أكد رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف على الأهمية الكبيرة لمنطقة شمال القوقاز في النقل والتجارة وربط روسيا بالشرق الاوسط والعالم.
جاء ذلك خلال كلمته أول أمس الاثنين في أعمال الجلسة العامة لمنتدى القوقاز للاستثمار الذي يعقد في غروزني بالشيشان بمشاركة نحو 4 آلاف ما بين مسؤولين ورجال أعمال وخبراء اقتصاديين يمثلون أكثر من 50 دولة.
ورحب رمضان قديروف بالمشاركين في المنتدى، معرباً عن امتنانه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعقد المنتدى في الشيشان، ومؤكدا أن استضافة المنتدى شرف كبير للجمهورية.
وأشار قديروف إلى أنه على الرغم من الوضع العالمي الصعب وضغوط العقوبات، فإن روسيا تتطور بنشاط، مشدداً على أهمية العمل المنسق بشكل جيد والاستراتيجية الصحيحة لمزيد من التقدم في البلاد.
وأكد قديروف أنَّ شمال القوقاز يلعب دورا رئيسيا كمركز للنقل والتجارة يربط روسيا ببلدان ما وراء القوقاز والشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم.
وشدَّد على ضرورة تعزيز التعاون وتوسيعه مع الدول والمناطق الأخرى من خلال إنشاء شرايين نقل جديدة وإشراك ممر النقل الدولي في العمل، مشيراً إلى أن الشيشان ومنطقة شمال القوقاز الفيدرالية تتمتعان بموارد كبيرة من العمالة والطاقة والمواد الخام لتنفيذ مشاريع استبدال الواردات الكبرى.
كما شدد قديروف على أهمية بناء سلاسل إنتاج جديدة وزيادة الطلب المحلي وعائدات الضرائب. وأعرب عن ثقته في أن المقترحات والآليات التي تم طرحها في المنتدى ستحدد اتجاهات جديدة للتنفيذ العملي لمفهوم «القوقاز الكبرى من البحر إلى البحر».
وفي ختام كلمته، أعرب رمضان قديروف عن أمله في أن يحفز المنتدى نمو التدفق السياحي ويزيد من جاذبية الاستثمار في شمال القوقاز وروسيا بأكملها. وتمنى لجميع المشاركين في المنتدى عملاً نشطاً ومثمراً، وتنفيذاً ناجحاً للخطط.
من جانبه، أعرب نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك عن امتنانه لرمضان قديروف وفريقه لتنظيم منتدى الاستثمار القوقازي، مؤكداً أن منطقة القوقاز منطقة فريدة من نوعها ذات ثقافة وطبيعة غنية، وتجذب السياح والمستثمرين من جميع أنحاء العالم.
وأوضح نوفاك أيضاً أن المنتدى سيناقش قضايا تعزيز التكامل الأقاليمي وتطوير سلاسل تجارية ولوجستية جديدة، معرباً عن ثقته في أنْ يصبح المنتدى منصة لتنفيذ الأفكار والمشاريع الجديدة، وتمنى للمشاركين العمل الناجح.
وتطرق نائب رئيس الوزراء الروسي إلى مهام وأهداف تنمية البلاد التي حددها الرئيس فلاديمير بوتين، بما في ذلك تعزيز الأسرة والحفاظ على السكان وتنمية المواهب والريادة التكنولوجية.
وشدد نوفاك على الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها منطقة شمال القوقاز في تحقيق هذه الأهداف، وذلك بفضل موقعها ومواردها الفريدة، مشيراً في هذا الصدد إلى الطفرة الاستثمارية التي تشهدها المنطقة، حيث ارتفعت الاستثمارات العام الماضي بنسبة 17%، وهي نسبة أعلى بكثير من متوسط المستوى الروسي.
كما حدد نوفاك القطاعات الرئيسية لتنمية المنطقة، بما في ذلك الزراعة والصناعة والنقل والسياحة، مؤكداً على تنفيذ مشاريع استثمارية كبيرة تبلغ قيمتها أكثر من 1.7 تريليون روبل.
وأشار نائب رئيس الوزراء الروسي إلى أن البنوك كانت حذرة قبل بضع سنوات بشأن إقراض المشاريع في شمال القوقاز بسبب المخاطر العالية. ومع ذلك، على مدى السنوات الثلاث الماضية، تحسن الوضع بشكل كبير: تضاعف حجم الإقراض في المنطقة، وبدأت أكبر البنوك في العمل مع مشاريع في المنطقة.
وتطرق نوفاك إلى تنمية السياحة التي أصبحت الاتجاه الرئيسي للاستثمار في المنطقة، مبيناً أن 60% من إجمالي الاستثمارات في شمال القوقاز موجهة إلى قطاع السياحة. وبفضل ذلك، وصلت حصة السياحة في اقتصاد المنطقة إلى 4.7%، وهي نسبة قريبة من تلك التي حددها الرئيس الروسي.
وأعرب نائب رئيس الوزراء الروسي، خلال كلمته في الجلسة العامة، عن انطباعاته عن الأجواء الإيجابية في المعرض والمنتدى، مشدداً على التواصل الملهم مع الشباب الذين أبدوا اهتماما كبيرا بآفاق تنمية شمال القوقاز.
وأعرب نوفاك عن امتنانه لجميع المشاركين في الجلسة العامة لمشاركتهم النشطة واستعدادهم للاستثمار في تنمية المناطق. كما شكر دول الجوار على مشاركتها في المنتدى، مؤكدا أهمية روابط التكامل للحصول على حوافز جديدة للتنمية.
كما أعرب نوفاك عن امتنانه الخاص لرمضان قديروف لتنظيمه المنتدى والمشاركة الشخصية في جلسة اللجنة، مشدداً على أنه بفضل الأفكار التي تم طرحها في الجلسة وحماس جميع المشاركين، سيكون من الممكن تحقيق الأهداف التي حددها الرئيس الروسي لتنمية البلاد وشمال القوقاز.
يذكر أن منتدى القوقاز للاستثمار يعقد في غروزني خلال الفترة من 15 إلى 17 يوليو، حيث تقام الأحداث الرئيسية للمنتدى في كل من مقر إقامة رئيس جمهورية الشيشان، وجناح سترويكار (EXPO).
ويتضمن المنتدى أكثر من 60 حدثا وموائد مستديرة وجلسات عمل ومحادثات مفتوحة واجتماعات ومحاضرات ودروس رئيسية وعروض تقديمية.
(انتهى)