الهمزية في مدح الرسول تجمع مئات التونسيين بالزيتونة

تونس (إينا) – توافد مئات التونسيين، اليوم الخميس، إلى جامع الزيتونة في مدينة تونس العتيقة، لحضور موكب قراءة متن الهمزية في مدح الرسول، للإمام شرف الدين محمد البصيري. والهمزية، كما تعرف اختصارا في تونس، هي قصيدة من 435 بيت، في مدح الرسول، كتبها الإمام شرف الدين البصيري، من أصل أمازيغي صنهاجي، عاش في مصر من(608هـ/ 1213م إلى 696هـ/ 1295م)، وتُقرأُ في إنشاد جماعي، حيث يتزود كل شخص بنسخة من القصيدة، من مكتبات عتيقة قريبة من جامع الزيتونة، فيما يحفظها أئمة الزيتونة عن ظهر قلب. مئات التونسيين قصدوا اليوم جامع الزيتونة لقراءة الهمزية، في موكب تصدره وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ، وكبار أئمة الجامع. شيراز عبد النبي (40 عاما)، أستاذة لغة فرنسية، كانت بصحبة أطفالها، قالت: كل عام نأتي إلى جامع الزيتونة لحضور قراءة مدح الهمزية. وأضافت أنا آتي بصحبة أطفالي وأمي وأبي من مدينة قليبية (100 كلم شرق العاصمة تونس)، وكما ترى الجميع يأتي. وتابعت شيراز عندما لا نجد كتاب الهمزية نقتنيه من المكتبة، ونتبع مدح الرسول صلى عليه وسلم، وجامع الزيتونة يبقى جامعا كبيرا يستقطب الجميع. معز الساسي، صاحب مكتبة عتيقة قبالة جامع الزيتونة، قال، إن الزبائن يتدافعون لاقتناء نسخهم، وإن كتاب الهمزية يشتريه الجميع هنا في كل مولد نبوي حتى أنه ينفد من المكتبة. من الذين جاؤوا لحضور قراءة الهمزية، طلاب أندونيسيون في العشرينيات من العمر، يدرسون بجامعة الزيتونة، أحدهم محمد أرياندي، قال: أنا من أندونيسيا جئت اليوم وزملائي إلى جامع الزيتونة للاحتفال المولد النبوي الشريف، وأردف كأمة محمد، نحاول التمثل بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو قدوة حسنة لنا، وأرسل رحمة للعالمين، والإسلام بالمحبة والتسامح، وينتصر الإسلام بالأخلاق الحسنة وليس بالقتل والسيف. ولاء غزواني (20 عاما)، قالت، إن من عادتنا الاحتفال بمولد النبي عليه الصلاة والسلام ، مضيفة: كنت أعتقد أن الذين يأتون إلى هنا (جامع الزيتونة) هم من الشيوخ المتقدمين في السن لكن وجدت شبابا كثر. وعن تأثير الوضع الأمني، وشبح الإرهاب المخيم على تونس، قالت ولاء: لا شيء يمنع التونسيين من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. وجامع الزيتونة يعود تأسيسه إلى عام 79 للهجرة (699 ميلادية)، على يد أحد قادة الفتوحات الإسلامية، ويدعى حسان بن النعمان، ويعتبر أول جامعة إسلامية تخرج منه عدد من كبار الفقهاء التونسيين والعرب، منهم المؤرخ ابن خلدون، وابن عرفة إمام تونس، ومحمد الطاهر بن عاشور صاحب تفسير التحرير والتنوير، ومحمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر. كما تخرج منه مصلحون وأدباء، منهم المصلح الزعيم عبد العزيز الثعالبي، وشاعر تونس أبو القاسم الشابي صاحب ديوان أغاني الحياة، ومن حلقاته العلمية برز المصلح الجزائري ابن باديس، والرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، وغيرهم كثير من النخب التونسية والمغاربية والعربية. (انتهى) زع / الأناضول

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى