تقارير وحواراترمضان في دول منظمة التعاون الإسلامي

رمضان في موريتانيا.. عبادة وطاعة وتقاليد راسخة منذ القدم

نواكشوط (يونا) – يترقب الموريتانيون حلول شهر رمضان المبارك بلهفة وشوق كبيرين لإحياء أيامه ولياليه بالصيام والقيام وقراءة القرآن وصلة الأرحام وبذل الخير للناس.

وللمجتمع الموريتاني عادات وتقاليد رمضانية راسخة منذ القدم، حيث يستقبل هذا الشهر الرباني المبارك بالفرح والترحاب وتبادل التهاني والتبريكات.

وتشهد المساجد خلال هذا الشهر الفضيل إقبالا منقطع النظير من المصلين والمتعبدين من مختلف الأعمار، وسط أجواء روحانية مفعمة بالإيمان. كما تقام في غالبية المساجد بعد صلاة العصر حلقات ودروس دينية في الفقه والحديث والسيرة النبوية، وبعد صلاة التراويح تكثر السهرات الرمضانية والمديحية وزيارة الأقارب.

وتنشط الجمعيات الخيرية والأهلية خلال هذا الشهر الكريم حيث تقوم بإفطار الصائمين وعابري السبيل وتقدم السلات الغذائية للعائلات الفقيرة والمعوزة تجسيدا لروح التضامن والتكافل الاجتماعي.

وتحرص بعض العائلات على تعويد الأطفال على الصيام من خلال إلزامهم بصوم جزء من اليوم بالتدرج حتى إكمال اليوم.

كما يحرص الموريتانيون في العشر الأواخر من رمضان على إحياء لياليه وأيامه بالمزيد من الذكر والصلاة وقراءة القرآن والاعتكاف وكلهم رجاء وأمل في بلوغ “ليلة القدر” التي ((فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)).

وتتميز المائدة الرمضانية الموريتانية بالبساطة، رغم تسلل الحداثة إلى بعض أطباقها، فالصائم يفطر على التمر والماء أسوة بسنّة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يتناول لاحقا الحساء المعد من الزرع أو الشعير أو القمح أو الخضار، ومشروب يعرف محليا بـ “إزريق”، وهو خليط من اللبن أو الحليب المجفف والماء والسكر.

وهناك أكلات رمضانية تقليدية يتم تناولها بعد أداء صلاة التراويح، أشهرها وجبة “أطاجين” وتحضر من اللحم والبطاطس والخضروات، أو وجبة “الكسكس ولحم الضأن” أو “الأرز مع الدجاج أو السمك”.

أما وجبة السحور فغالبا ما تكون خفيفة مثل الأرز المسلوق مع الحليب ويعرف محليا بـ “كوسي”.

ويتخلل الشاي أو “أتاي” باللهجة المحلية، جميع الوجبات والجلسات العائلية وأثناء السمر، وهو مشروب محبوب لدى جميع الموريتانيين وله حضور كبير في الثقافة والأدب والشعر الموريتاني، حيث يقول فيه أحد الشعراء:

ألا فاسقني كاساتِ شايٍ ولا تَذَرْ

بساحَتِها مَنْ لا يُعِينُ علَى السَّمَرْ

فوقْتُ شَرابِ الشَّايِ وقْتُ مَسَرَّةٍ

تزُولُ به عن قلْبِ شاربِه الكَدَرْ

ومن طقوس هذا الشهر الكريم حلق شعر رؤوس الأطفال وأحيانا الكبار في مستهل رمضان حتى ينبت شعر جديد يسمى “زغبة رمضان” تيمنا وتبركا بهذا الشهر الكريم.

وتحتل ليلة السابع والعشرين من رمضان أو ليلة القدر كما يطلق الموريتانيون عليها مكانة خاصة في المخيلة الشعبية، ففيها يختمون القرآن وتمثل تلك المناسبة خصوصا لدى بعض أهل القرى والأرياف فرصة للتبرك بالقرآن الكريم ونشر آثار هذه البركة في منازلهم.

(انتهى)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى