تقرير ( فلسطين في أسبوع )فلسطين

فلسطين في أسبوع.. استمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة وتصعيد عمليات الهدم واعتداءات المستعمرين بالضفة

فلسطين (يونا/ وفا) – واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، من قتل واعتقال وهدم للمنازل وإحراقها وتدمير للبنية التحتية وتهجير قسري، واقتحامات للمدن والقرى والمخيمات، وتضييق على المواطنين من خلال الحواجز العسكرية وإغلاق مداخل القرى والبلدات.

وخلال هذا التقرير الذي يغطي الفترة ما بين 5 إلى 10 أبريل 2025، واصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، مستخدما مختلف أصناف الأسلحة، ما أسفر عن استشهاد 50.886 مواطنا أغلبيتهم من الأطفال والنساء، والإصابات إلى 115.875، منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وارتكب الاحتلال، خلال الفترة التي يغطيها التقرير، عدة مجازر في القطاع، كان أبرزها مجزرة حي الشجاعية شرق مدينة غزة، التي راح ضحيتها 30 مواطنا من بينهم 8 أطفال، وإصابة نحو 50 آخرين، إثر قصفه منزلا مكونا من 4 طوابق في شارع بغداد بحي الشجاعية، ما أدى إلى تدمير المنزل وإلحاق أضرار بعشرة منازل مجاورة جميعها مأهولة بالسكان.

كما استهدف الاحتلال مجموعة من الصحفيين الفلسطينيين خلال وجودهم في خيمة بساحة مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد صحفي وإصابة تسعة آخرين.

وقتل الاحتلال 10 مواطنين مدينتي غزة ورفح في قطاع غزة، إذ ارتقى 5 شهداء في قصف مجموعة مواطنين في محيط الخدمة العامة وسط مدينة غزة، بينما استُشهد مواطن عقب إطلاق قوات الاحتلال الرصاص على مواطنين في منطقة الشاكوش بمواصي رفح جنوب قطاع غزة، بينما استشهد 4 مواطنين بعد قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة “أبو العون” بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وفند مقطع مصور في هاتف محمول يعود لمسعف عثر على جثته قي مقبرة جماعية تضم جثث 15 شهيدا من عمال الإغاثة الذين اغتالتهم قوات الاحتلال في 23 آذار/ مارس الماضي بمدينة رفح، ادعاءات الاحتلال بأنه لم يهاجم مركبات الإسعاف عشوائيا، ولم يتعرف عليها لأنها كانت دون إضاءة أو إشارات طوارئ.

وأظهر المقطع المصور أن مركبات الإسعاف والإطفاء، التي كان يستقلها المسعفون وطواقم الدفاع المدني، كانت مُعلّمة بوضوح، وأضواء الطوارئ كانت مضاءة، أثناء تعرضهم لإطلاق النار من قبل قوات الاحتلال.

وواصل الاحتلال إصدار أوامر إخلاء لآلاف المواطنين من عدة مناطق في قطاع غزة والتوجه نحو ما يسمى “أماكن آمنة”، تمهيدا لقصفها، وواصل نسف المباني في رفح جنوب القطاع.

كما استمر الاحتلال في إغلاق معبري قطاع غزة (رفح، وكرم أبو سالم) للشهر الثاني على التوالي، الأمر الذي يُنذر بحدوث مجاعة في القطاع.

وفي الضفة الغربية، بما فيها القدس، واصلت قوات الاحتلال والمستعمرون انتهاكاتهم بحق المواطنين وممتلكاتهم من قتل وحرق وتدمير وتنكيل.

وقتلت قوات الاحتلال بالرصاص، الطفل عمر محمد سعادة ربيع (14 عاماً) في بلدة ترمسعيا، شمال شرق رام الله، والفتاة أمانة إبراهيم محمد يعقوب (30 عاماً) غرب سلفيت، وواصلت حملة الاعتقالات التي تنفذها بحق المواطنين يوميا وطالت العشرات منهم، من مختلف محافظات الضفة الغربية التي تشمل جميع فئات الشعب الفلسطيني من شبان ونساء وأطفال ومسنين.

وصعدت قوات الاحتلال من عدوانها على مدينتي طولكرم وجنين ومخيماتهما، حيث  واصلت عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ74 على التوالي، ولليوم الـ61 على مخيم نور شمس، وعلى مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ 80 على التوالي، وسط تنفيذ اقتحامات واسعة واعتقالات، وعمليات تخريب وترويع للمواطنين وتهجيرهم قسريا.

وشهدت هذه الفترة تصعيدا في سياسة هدم المنازل والمنشآت في الضفة الغربية، بهدف تهجير الشعب الفلسطيني، فقد هدمت وفجرت قوات الاحتلال نحو 15 منزلا، وعددا من المنشآت الزراعية والتجارية في محافظات: القدس، ورام الله والبيرة، والخليل، وطولكرم، وبيت لحم، ونابلس، وسلفيت، وأجبرت مواطنا على هدم منزله في صور باهر بالقدس المحتلة.

كما أخطرت قوات الاحتلال بهدم 12 منزلا في بلدة ترقوميا، شمال غرب الخليل جميعها مأهولة بالسكان.

وواصلت قوات الاحتلال حربها على الطرقات الرئيسية والفرعية ومداخل المدن والبلدات والقرى والتجمعات السكانية في الضفة الغربية، من خلال وضع الحواجز الحديدية (البوابات) والمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية، ضمن سياسة العقاب الجماعي والتضييق على المواطنين.

وحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن عدد حواجز الاحتلال الدائمة والمؤقتة (بوابات، وحواجز عسكرية أو ترابية) التي تقسم الأرض الفلسطينية وتفرض تشديدات على تنقل الأفراد والبضائع بلغت ما مجموعه 898 حاجزا.

وشهدت هذه الفترة تصعيدا في عمليات اقتحام منازل المواطنين في الضفة الغربية وتفتيشها وتحطيم محتوياتها، واحتجاز الشبان والتنكيل بهم.

كذلك، أقدمت قوات الاحتلال على وضع أقفال على جميع أبواب غرف الحرم الإبراهيمي في الخليل، كباب مقام سيدنا يوسف عليه السلام، وباب غرفة “المبخرة”، وباب غرفة الأذان، وباب غرفة السدنة في القسم المغتصب، في خطوة خطيرة تهدف إلى المسّ بشكل واضح بسيادة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية على الحرم الإبراهيمي الشريف بأروقته وساحاته وغرفه، والأبواب الداخلية والخارجية فيه.

كما أقدمت قوات الاحتلال، خلال الفترة التي يغطيها التقرير، على إغلاق 6 مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مخيم شعفاط، وسلوان، ووادي الجوز، وصور باهر بمدينة القدس المحتلة، ما يعني حرمان مئات الطلبة من حقهم في التعليم وضرب مستقبلهم ومحاولة فرض المنهاج الاسرائيلي عليهم وتضرر العملية التعليمية، في انتهاك صارخ للحصانة والامتيازات التي تتمتع بها الأمم المتحدة والمقرات والمؤسسات التابعة بها، واعتداء جسيم على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد بشكل واضح أن القدس جزءً لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام ١٩٦٧وعاصمة لدولة فلسطين.

وفي تقاسم للأدوار بين المستعمرين وجنود الاحتلال، صعد المستعمرون من اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وواصلوا اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، اقتحم مئات المستعمرين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، فيما واصلت شرطة الاحتلال تشديد إجراءاتها العسكرية على أبواب البلدة القديمة من القدس، والمسجد الأقصى.

واعتدى مستعمرون على رعاة ومواطنين في مسافر يطا جنوب الخليل، ما أدى لإصابة عدد منهم برضوض وكدمات، وجرفوا أراضي جنوب بيت لحم، واعتدوا على منزل المواطن مفلح حمد في بلدة رامين شرق طولكرم، وسرقوا أسطوانات غاز منه، واقتحموا تجمع عرب المليحات شمال غرب أريحا، وهاجموا ، رعاة أغنام في قرية المنية جنوب شرق بيت لحم، واعتدوا على رئيس المجلس القروي في ابزيق شمال شرق طوباس، عبد المجيد خضيرات، وحاولوا الاستيلاء على مركبته الخاصة، فيما حاول مستعمر دعس إحدى المعلمات في مدرسة عرب الكعابنة الأساسية في المعرجات شمال غرب أريحا ولاحق الطلبة أثناء توجههم إلى المدرسة، كما دعس مستعمر آخر طفلا في بلدة حوارة جنوب نابلس، ما أدى لإصابته بجروح ورضوض.

كما أحرق مستعمرون صالة أفراح تقع بين بلدتي سنيريا وبديا غرب سلفيت، وخطّوا على جدرانها شعارات عنصرية ومعادية للعرب، في تكرار لنهج التحريض والكراهية الذي تنتهجه جماعات المستعمرين، وأجبروا مزارعا على ترك أرضه في بلدة بيتا جنوب نابلس، ونصبوا “كرفانات” (بيوتا متنقلة) في قرية أم الخير وأطلقوا مواشيهم في المحاصيل الزراعية بمسافر يطا بالخليل، وجرفوا طرقات داخلية وتمديدات مياه وقطعوا أشتال زيتون في قرية أم صفا شمال رام الله، وهاجموا مزارعين ومركبات قرب قرية المغير، شمال شرق رام الله، وأطلقوا النار صوب مزارع، خلال عمله بأرضه في قرية تلفيت جنوب نابلس، وأجبروه على مغادرتها.

(انتهى)

زر الذهاب إلى الأعلى