
رام الله (يونا/وفا) – صعد الاحتلال الإسرائيلي عداونه على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، من قصف واستهداف مباشر للمدنيين واعتقالات واقتحامات وتهجير قسري، وتدمير للمنازل والبنية التحتية، وحصار للمدن والقرى، ليجد الشعب الفلسطيني نفسه عشية حلول عيد الفطر ما زال في مواجهة مستمرة مع آلة الحرب الإسرائيلية.
ففي قطاع غزة، ارتفعت حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 50,277 شهيدا، والإصابات إلى 114,095، منذ 7 تشرين الأول/ اكتوبر 2023.
وأفادت مصادر طبية بأن من بين الحصيلة 921 شهيدا، و2,054 إصابة، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن عددا من الضحايا مازالوا تحت الركام وفي الطرقات لأن طواقم الإسعاف والإنقاذ لا تستطيع الوصول إليهم.
وما زالت قوات الاحتلال ترفض السماح للجهات المختصة بالبحث عن أفراد طاقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني المفقودين منذ 7 أيام في رفح جنوب قطاع غزة.
وقالت الجمعية، اليوم السبت، إن مصير 9 من طواقم الإسعاف التابعة لها ما يزال مجهولا منذ سبعة أيام، عقب حصارهم واستهداف من الاحتلال في رفح.
كما واصلت قوات الاحتلال قصفها لعدة مناطق في قطاع غزة، سواء بالطائرات الحربية أو المُسيرة، او بواسطة المدفعية، موقعة المزيد من الشهداء والمصابين والدمار في ما تبقى من منازل وممتلكات.
كذلك، واصل الاحتلال تجير المواطنين قسريا في القطاع، إذ أصدر 10 أوامر إخلاء إجبارية تشمل مناطق واسعة في جميع محافظات قطاع غزة، منذ استئناف العدوان العسكري في 18 أذار/مارس الجاري، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان التي أعربت عن قلقها العميق حيال تقلّص المساحة المتاحة للمدنيين في غزة.
وفي الضفة الغربية، واصل قوات الاحتلال لليوم الـ 62 على التوالي، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها، ولليوم الـ 49 على مخيم نور شمس في ظل تصعيد مستمر، واستقدام تعزيزات عسكرية من الآليات والجرافات.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية جديدة لمخيم نور شمس، تضم آليات وجرافات ثقيلة، وسط استمرار الحصار الخانق للمخيم، وعمليات التفتيش واسعة النطاق، فيما شهد مخيم طولكرم انتشارا عسكريا واسعا داخل حاراته وأزقتها، إذ يواصل جنود الاحتلال مداهمة المنازل بعد خلع أبوابها وتخريب محتوياتها، تزامنا مع استمرار نزوح سكان حارتي الحدايدة والربايعة بعد إجبارهم على الخروج من منازلهم، وتحويلها لثكنات عسكرية.
كما كثفت قوات الاحتلال من تواجدها العسكري في مختلف أنحاء مدينة طولكرم، إذ نصبت حواجز عسكرية على مداخلها، وأوقفت مركبات المواطنين ودققت في هوياتهم، وأخضعت العديد منهم للاستجواب الميداني ونكلت بهم.
واعتقلت قوات الاحتلال الشابين ميسرة مجلي وأسيد أبو محروق من ضاحية ذنابة شرق طولكرم، قبل أن تفرج عنهما لاحقا، فيما أبلغت عائلة الشاب أنس أيمن ترابي، من الحارة الجنوبية لمدينة طولكرم، بأنه معتقل لديها، وذلك بعد فقدان الاتصال به لمدة يومين.
وأسفر العدوان المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، الى جانب عشرات العائلات من الحي الشمالي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية.
كذلك، ألحق العدوان دمارا شاملا طال البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة، حيث دُمرت 396 منزلا بشكل كامل و2573 بشكل جزئي في المخيمين.
وفي جنين، واصل الاحتلال عدوانه على المدينة ومخيمها لليوم الـ 68 على التوالي، وسط عمليات تجريف وحرق منازل، وتحويل أخرى لثكنات عسكرية.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات من حاجز الجلمة العسكري مصحوبة بصهاريج مياه الى محيط المخيم، وواصلت عمليات التجريف والتدمير داخله، خاصة شبكة الطرق.
وأعلنت بلدية جنين، عبر رئيس بلديتها محمد جرار، أن مخيم جنين أصبح منطقة غير صالحة للسكن، مؤكدا أن حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال طال 600 منزل فيه، كذلك تدمير البنية التحتية بشكل كامل.
وأضاف جرار أن الاحتلال يفرض حصارا شاملا على المحافظة التي يقطنها 360 ألف نسمة، كما تشهد حملة اعتقالات كبيرة طالت المئات من أبنائها، فيما وصل عدد النازحين من المخيم إلى 21 ألفا.
وأسفر عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها والمستمر منذ 68 يوما، عن 34 شهيدا، وعشرات الإصابات، ومئات الاعتقالات والمداهمات للمنازل والقرى والبلدات في المحافظة.
وفي بلدة طمون بمحافظة طوباس، أصيب شاب برصاص قوات الاحتلال، اليوم، خلال اقتحام البلدة، ومحاصرة منزلا فيها.
وأكد شهود عيان، أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص على شاب عند المنزل المحاصر، قبل أن تقوم باعتقاله، دون التمكن من معرفة وضعه الصحي.
وفي الخليل، جنوب الضفة الغربية، اعتدت قوات الاحتلال، ومجموعة من المستعمرين بلباس عسكري، على منازل المواطنين، وحطموا محتوياتها، واحتجزوا العائلات في خربة جنبا بمسافر يطا.
وقال الناشط الإعلامي أسامة مخامرة، إن قوات الاحتلال والمستعمرين بلباس عسكري، اقتحموا الخربة، وحطموا أثاث ومحتويات منازل المواطنين، كما اعتدوا على مدرسة جنبا، وحطموا نوافذها وكاميرات المراقبة فيها، ومزقوا الكتب المدرسية.
وأضاف، أن المستعمرين حطموا مركبتين تعود ملكيتهما للمواطنين: علي محمد الجبارين، وعيسى يونس أبو عرام، وهددوا السكان بالعودة لاقتحام القرية والتنكيل بهم وتهجيرهم.
الجدير ذكره، أن المستعمرين كثفوا من اعتداءاتهم على رعاة الأغنام وممتلكات المواطنين في خرب وقرى مسافر يطا، بحماية جيش الاحتلال، لدفعهم إلى الرحيل قسرا لصالح التوسع الاستعماري.
وفي مدينة نابلس، أصيب شاب وفتاة برضوض، إثر اعتداء قوات الاحتلال عليهما، فجر اليوم، خلال اقتحام المدينة.
وأفاد مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس عميد أحمد، بأن طواقم الإسعاف تعاملت مع إصابتين بالرضوض لشاب (40 عاما) وفتاة (18 عاما)، عقب اعتداء قوات الاحتلال عليهما بالضرب، فيما جرى اعتقال الشاب محمود عوادة خلال اقتحام نابلس.
(انتهى)



