نيويورك (يونا/وفا) – بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، الوزير رياض منصور، بثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (الولايات المتحدة الأميركية)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن مواصلة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، شن حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة المحتل، منذ 436 يوما.
وأشار منصور في رسائله، الى معاناة الشعب الفلسطيني من القتل الجماعي والتشويه والتشريد والاختطاف الجماعي والسجن والعقاب الجماعي والمجاعة في ظل الحصار الإسرائيلي والهجوم المستمر عليهم على مدار خمسة عشر شهرا متتالية، منوها الى أن عدد الضحايا في غزة تجاوز 150 ألفا ما بين شهيد وجريح، منهم ما لا يقل عن 70٪ من النساء والأطفال، هذا إضافة الى وجود آلاف المدنيين الفلسطينيين الذين لا زالوا في عداد المفقودين.
كما أشار إلى امتداد الهجوم والعدوان الإسرائيلي إلى الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، منوها إلى مواصلة قوات الاحتلال الاسرائيلي، وعصابات وميليشيا المستعمرين، هجماتهم اليومية على السكان المدنيين الفلسطينيين، والتي أسفرت عن استشهاد 986 فلسطينيا، من بينهم 210 أطفال، وإصابة 15879، وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الفترة ما بين يناير 2023 إلى نوفمبر 2024.
ونوه منصور أيضا، إلى مواصلة إسرائيل حملة الاعتقالات الجماعية، حيث جرى إعتقال 12100 فلسطيني، بينهم 440 امرأة و795 طفلا، والذين تحتجزهم إسرائيل في ظروف مزرية، إضافة الى تعرضهم للإيذاء البدني والنفسي والإهمال الطبي والتعذيب، بما في ذلك العنف الجنسي، ومشيرا إلى أن هذه الأرقام لا تشمل آلاف المختطفين من غزة.
إلى جانب ذلك، أشار منصور الى مواصلة إسرائيل التهجير القسري والتطهير العرقي للمدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في القدس الشرقية، والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم، مما أدى إلى التهجير القسري لما لا يقل عن 1757 فلسطينيا، بينهم 855 طفلا، نتيجة للعنف والهدم والإخلاء الذي استهدف الفلسطينيين بشكل خاص في القدس الشرقية المحتلة وذلك منذ أكتوبر 2023، ناهيك عن التهجير القسري المنهجي والواسع النطاق للشعب الفلسطيني في قطاع غرة.
وفي نفس السياق، تطرق منصور في رسائله، إلى أهداف إسرائيل المعلنة لتدمير الأونروا والتي تعتبر العمود الفقري للعمليات الإنسانية الدولية في غزة، والتي ترتبط بشكل جوهري بحملتها المستمرة للتطهير العرقي لشعبنا منذ عقود طويلة، مع استهداف لاجئي فلسطين وحقهم في العودة بشكل مباشر، مشيرا إلى ضرورة العمل على وقف إسرائيل من تدمير جميع أنظمة الدعم للشعب الفلسطيني، بما في ذلك وقف استهداف العاملين في المجال الإنساني، منوها إلى استشهاد 337 عاملا في المجال الإنساني، 254 منهم من موظفي الأونروا.
وفي ختام رسائله، أكد منصور أن الوقت قد حان منذ فترة طويلة لتحميل إسرائيل المسؤولية عن جرائم الحرب التي تواصل ارتكابها في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، مشددا على الحاجة الى جهود جماعية فورية وجادة لوقف هذه المذبحة وتجويع الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين في غزة، ووقف التطهير العرقي لشعبنا ووقف الاستعمار الاستيطاني لأرضهم، مشددا على ضرورة وقف إفلات إسرائيل من العقاب.
وناشد المجتمع الدولي مرة أخرى بالتحرك لإنهاء العذاب الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، وكذلك وفاء مجلس الأمن بواجباته المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، والاستجابة لمطالبة الجمعية العامة بوقف اطلاق النار الفوري والدائم وغير المشروط، وضمان احترام قرار محكمة العدل الدولية باتخاذ التدابير المؤقتة، والتنفيذ الفوري لكافة القرارات ذات الصلة، مكررا أيضا الدعوات لكافة أجزاء منظومة الأمم المتحدة، وجميع الدول والشعوب الى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وقانون حقوق الانسان والعمل على استعادة انسانيتنا الجماعية وعدم السماح ببدء عام آخر من هذه المذبحة، مشددا على ضرورة وقف الإبادة الجماعية وانهاء الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي ونظام الفصل العنصري، وتحقيق العدالة واستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
(انتهى)