القاهرة (إينا) – عرفت رحلة الحج من مصر إلى الأراضي المقدسة تطورا كبيرا عبر الزمن، حيث باتت اليوم أسهل وأسرع، وأقل مجهودا، مما كانت عليه في الماضي. فرحلة الحج في الماضي كان يكتنفها الكثير من الصعوبات والمشاق والأخطار للوصول إلى المشاعر المقدسة وأداء مناسك الحج، أما اليوم، وبفضل وسائل النقل الحديثة والمواصلات، أصبح الوصول إلى مكة المكرمة سريعا لا يستغرق إلا ساعات، والحج ميسرا وسهلا. ويروي الحاج محمد إبراهيم السيد (79 عاما)، صعوبة الحج في الماضي، حيث كان شاقا ومكلفا ويحتاج إلى مجهود كبير، لكن الفرحة والسعادة التي تملأ قلب المسلم بأداء هذا الركن لم تغيرها التكنولوجيا. وأضاف: كان الحجاج قديما يفدون إلى مكة عبر طرق برية عديدة، وطريق بحري واحد عبر البحر الأحمر، فالطرق البرية في الغالب تحدد من العواصم، فمثلا من بغداد عاصمة الخلافة العباسية، أو من دمشق عاصمة الخلافة الأموية، أو اليمن، أو القاهرة عاصمة الدولة الفاطمية. وأشار إلى أن قوافل الحجاج تمر بعدد من المحطات للوصول إلى المدينة المنورة، فالطريق اليماني له 3 طرق فرعية، طريق ساحلي يخرج من عدن، وطريق الجادة السلطانية ويمر بحلي ثم يلتقي بالطريق الساحلي، والطريق الثالث من صنعاء ويمر بصعدة ونجران والطائف ثم مكة. وأوضح: إن السفر عبر هذه الطرق كان محفوفا بالمخاطر منها السيول وشح المياه، وقُطاع الطرق، كما يفرض على الحجاج دفع إتاوات لأمراء أو شيوخ القبائل نظير السماح لهم بالمرور عبر ديارهم. وأكد أن الحج قديما لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنته بالحج الآن بعد التطور الهائل في وسائل النقل والمواصلات وتحسن الخدمات والأمن. من جانبها، قالت الحاجة نعمات محمد عطية (85 عاما) إنها سافرت لأداء مناسك الحج مرتين، الأولى عبر الباخرة وقضت في عرض البحر 4 أيام، وكانت رحلة شاقة مقارنة برحلتها الثانية جوا والتي لم تستغرق إلا ساعات. بدوره، قال الحاج محمد عبد الرحيم (60 عاما): إن التوسيعات الكبيرة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والتسهيلات في الإجراءات والخدمات الجيدة والمتطورة ساهمت في تيسير أداء الحج بسهولة واطمئنان. (انتهى) أيمن محمد / ع ز/ ح ص
دقيقة واحدة