جدة (يونا) – نظمت منظمة التعاون الإسلامي، اليوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025، احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، وذلك في مقر الأمانة العامة بجدة، بمشاركة عدد من الشركاء الإقليميين والدوليين، بينهم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، والمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، وهيئة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD).
وهدفت الفعالية إلى تسليط الضوء على الجهود المشتركة في تقديم الإغاثة للمحتاجين، وتعزيز الشراكات الفاعلة بين المنظمات الإقليمية والدولية في مواجهة الأزمات والكوارث حول العالم.
وفي كلمة افتتاحية، أكد معالي الأمين العام للمنظمة، السيد حسين إبراهيم طه، التزام المنظمة بقيم الرحمة والتضامن التي يدعو إليها الإسلام، مشيراً إلى أن إنشاء إدارة الشؤون الإنسانية في المنظمة، جاء لتعزيز التضامن الإسلامي وتنسيق الجهود لمواجهة الأزمات والحفاظ على كرامة الإنسان في المناطق المتضررة. وأضاف الأمين العام أن العمل الإنساني مسؤولية مشتركة، وأن التعاون الدولي كفيل بإنقاذ الأرواح وبناء مستقبل أكثر عدلاً لشعوب الأمة الإسلامية وللإنسانية جمعاء.
كما أضافت الدكتورة عائشة شامي العيافي، مديرة الشؤون الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي، في كلمتها خلال الاحتفالية، أن العمل الإنساني لا يمكن أن ينجح إلا من خلال التعاون والتنسيق المشترك بين الدول الأعضاء، والمنظمات الدولية، والمؤسسات الإنسانية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني. وأشارت إلى أن المنظمة عملت على بناء وتعزيز شراكات استراتيجية مع كيانات رائدة مثل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وصندوق التضامن الإسلامي، إضافة إلى التعاون الوثيق مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، مما يسهم في إيصال المساعدات إلى مستحقيها بكفاءة وشفافية.
من جانبه، شدد الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي السعودي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة، في كلمة مسجلة للحفل، على أن التحديات الإنسانية العالمية تتزايد بكافة صورها، حتى أصبح العمل الإنساني ضرورة وليس خيارا. وأوضح أن أعداد النازحين واللاجئين حول العالم بلغت بحلول أبريل 2025 أكثر من 122 مليون شخص، مؤكداً استمرار المملكة العربية السعودية في أداء دورها الإنساني من خلال المركز الملك سلمان للإغاثة، في إيصال المساعدات إلى المجتمعات المنكوبة والمتضررة حول العالم، بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي وهيئات الأمم المتحدة والجهات الفاعلة في الميدان،وهذه أسهمت في حفظ أرواح ملايين من البشر في 108دول. كما بلغ إجمالي ما قدمته المملكة العربية السعودية من مساعدات إنسانية وتنموية لدول العالم، أكثر من 141 مليار دولار أمريكي منها حوالي 124 مليار دولار أميركي للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي و في مقدمتها قطاع غزة، مؤكدا أن غزة ستظل على رأس أولوية المملكة.
كما أعربت السيدة جويس مسويا، الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، عن تقديرها للتعاون القائم بين مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة التعاون الإسلامي في تعزيز العمل الإنساني في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أن شعار احتفالية هذا العام “من الوعي إلى المساءلة” يحث على اتخاذ خطوات جريئة وملموسة لدعم القانون الإنساني الدولي وحماية المجال الإنساني، مشددة على أن حماية العاملين في المجال الإنساني لا تنفصل عن حماية المدنيين.
من جهتها أشادت السيدة كيلي كليمنتس، نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بأهمية الشراكة التاريخية القائمة بين المفوضية ومنظمة التعاون الإسلامي، خصوصاً في ظل التحديات غير المسبوقة التي يشهدها العمل الإنساني من اعتداءات متزايدة على العاملين في الميدان، ونقص حاد في التمويل، وقيود تعرقل الوصول إلى المحتاجين. وأضافت أن مثل هذا التعاون الهادف والبناء يكتسي أهمية قصوى في تحويل قيم التضامن إلى مبادرات عملية وملموسة على الأرض، وأن العمل الجماعي القائم على القيم الإنسانية المشتركة هو السبيل الأنجع لمواجهة التحديات المعقّدة وحماية الكرامة الإنسانية.”
كما ذكر الأستاذ محمد بن سليمان أبا الخيل المدير التنفيذي لصندوق التضامن الإسلامي بأن قرار إنشاء الصندوق في عام 1974م، كأول جهاز متفرّع من منظمة التعاون الإسلامي، كان بمثابة خطوة عملية هامة، لترسيخ مفهوم التضامن الإسلامي، حيث أثبت الصندوق فاعليته الإنسانية من خلال إنجازاته وخدماته النبيلة، لتأكيد المعاني السامية للتضامن مع الشعوب الإسلامية، والأقليات المسلمة حول العالم.
وإن هذه الإنجازات تعبّر عن روح التعاون والإبداع، وتجسّد رؤية الصندوق ورسـالته في العمل الإنساني، على مدى 50 عامًا، وتـعكس حكمة التخطيط، وحسن التنفيذ، واضعاً على رأس أولوياته خدمة الإنسان أينما كان، دون تمييز أو تفرقة.
كما أكد المدير التنفيذي بأن الصندوق سيمضي قدماً تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي، في خدمة الإنسان أينما كان، إيمانًا منا بأن الإنسانية لا تعرف حدودًا، وأن الأمل دائمًا أقوى من الألم.
و أفاد السيد عثمان بلبيسي، المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” أن العاملون في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم، يواجهون مستوى غير مسبوق من المخاطر” مضيفا أنه لقي أكثر من 190 عاملاً في مجال الإغاثة حتفهم هذا العام، من بينهم زملاء الذين خدموا في الشرق الأوسط، بما في ذلك غزة واليمن والسودان. وأضاف أن العاملين في المجال الإنساني لا ينحازون إلى أي طرف، وبالتالي فإن أطراف النزاعات عليها التزام واضح بموجب القانون الإنساني الدولي بحماية المدنيين، والسماح بالوصول الإنساني دون قيود، وضمان سلامة أولئك الذين يقدمون المساعدة.
من جانبه، ذكر السيد علي حمزة بهليفان، رئيس هيئة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD)، أن واحدًا من كل 27 شخصًا في العالم، أي ما مجموعه 305 ملايين شخص، يحتاج اليوم إلى المساعدة الإنسانية. وأوضح أن من بين هؤلاء، هناك 83 مليون شخص نازح داخليًا، في حين اضطر 123 مليون شخص إلى العيش بعيدًا عن ديارهم. وأضاف أن جزءًا كبيرًا من هذه الأزمات يحدث، للأسف، في البلدان الإسلامية، مشددًا على أن “معاناة فلسطين، التي تعاني من الإبادة الجماعية، تحرق قلوبنا”. وأكد أن هيئة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD)، وهي الجهة المسؤولة عن تنسيق إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا وتقديم المساعدة الإنسانية الدولية، تعمل بلا كلل للوقوف إلى جانب المظلومين، وخاصة في العالم الإسلامي، وتقديم يد العون حيثما دعت الحاجة.
وتخلل برنامج الحفل عروض مرئية وفيلم قصير يوثق جهود المنظمة وشركائها في المجال الإنساني.
(انتهى)



