إسطنبول (يونا) – بدأت الدورة الثانية عشرة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام لمنظمة التعاون الإسلامي أعمالها، في إسطنبول، اليوم السبت، 22 أكتوبر 2022. ونقلت المملكة العربية السعودية رئاسة المؤتمر إلى الجمهورية التركية في بداية الجلسة الافتتاحية، حيث ألقى الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، وزير الإعلام المكلف بالمملكة العربية السعودية كلمة نقل فيها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد، وتمنياتهما للدورة بالتوفيق والسداد. أكد أن ما يشهده العالم اليوم من تحديات وأزمات سياسية واقتصادية وأمنية وصحية تستوجب التنسيق ومواءمة الجهود بين دول منظمة التعاون الإسلامي لمواجهة تلك التحديات، لافتاً إلى أن هذا الاجتماع يأتي كفرصة للتنسيق الإعلامي المشترك بين دول المنظمة في ظل التحول الكبير الذي يشهده قطاع الإعلام عالمياً والذي يتطلب صناعة محتوى إبداعي يجذب الاهتمام ويصل للجمهور بشكل ذكي وسريع. وأشار إلى أهمية اعتماد الدورة الحادية عشرة للمؤتمر الإسلامي الإعلام لقرار دعم جميع مؤسسات العمل الإسلامي المشترك وفي مقدمتها اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي، واتحاد الإذاعات الإسلامية واللذان يشهدان حالياً تطوراً ملموساً في الأداء، وهما من أبرز الأذرع التنفيذية للعمل الإعلامي المشترك ويشكلان داعماً أساسياً لتنفيذ الاستراتيجية الإعلامية الشاملة لمنظمة التعاون الإسلامي حتى عام 2025. وشدد القصبي على أن تفعيل العمل الإعلامي المشترك لدول منظمة التعاون الإسلامي يتطلب تقييم الوضع الراهن بكل شفافية وأن نكون صادقين في تحديد أخطائنا والتحديات التي نواجهها، وأن نضع خارطة طريق بأهداف واضحة ومستهدفات معقولة ومبادرات وآليات تنفيذ مزمنة ونحدد أولوياتنا ونبني الثقة للنهوض بالعمل الإعلامي المشترك. وتقدم بالشكر الجزيل للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه ولجميع منسوبي الأمانة العامة على ما يقومون به من جهد لخدمة العمل الإسلامي المشترك. بدوره، سلط البروفيسور فخر الدين آلتون، مدير الاتصالات برئاسة الجمهورية التركية، رئيس الاجتماع، الضوء على التحديات التي تواجهها الدول الأعضاء، وقال إن ثمة مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق المؤتمر، خاصة وأن التضليل الإعلامي آخذ في ازدياد وتتولد عنه مشاكل كبيرة، في ظل صعوبة الوصول للحقيقة في جميع أنحاء العالم. وخاطب الأمين العام للمنظمة، حسين إبراهيم طه الجلسة الافتتاحية وقال إن الدورة التي تحمل عنوان: (مناهضة التضليل الإعلامي وظاهرة الإسلاموفوبيا في عصر ما بعد الحقيقة) سوف تبحث التحديات التي تواجه قطاع الإعلام وبنيته التحتية في الدول الأعضاء بالمنظمة، كما سوف تستعرض الخطاب الإعلامي الموجّه إلى الآخر عن طريق وسائل الإعلام التقليدية وعبر قنوات الإعلام الحديث وشبكات التواصل الاجتماعي مشيرا إلى أن الأخيرة أتاحت التواصل الإعلامي للجميع. وأشار الأمين العام إلى أن الدورة سوف تبحث جملة من القضايا أبرزها المسألة الفلسطينية والقدس الشريف، وإبراز الاعتداءات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى أهمية تسليط الضوء على الدول الأعضاء في القارة الإفريقية، فضلاً عن مشروع إطلاق جائزة المنظمة الدولية لمكافئة وسائل الإعلام والإعلاميين في مجال تعزيز الحوار والتسامح والوئام بين الثقافات. وأضاف إن ما يستدعي النظر هو استمرار تنامي ظاهرة الإرهاب وخطاب التطرف اللذين وجدا طريقهما إلى بعض المجتمعات في الدول الأعضاء، وما لذلك من تأثير على فئة الشباب تحت شعارات توظف الدين الإسلام الحنيف رغم ابتعادها عنه كل البعد. وأشار الأمين العام إلى أنه ينبغي على المؤسسات الإعلامية ووسائل الإعلام، التي تتبع المنظمة، وتلك التي تتبع الدول الأعضاء، مواجهة التحديات عبر خطاب واعٍ ومقنع؛ وأن تقوم بنشر أخبار المشاريع التنموية والاقتصادية والسياحية والثقافية الطموحة التي تبعث الأمل والانطلاق في النفوس بعيدا عن تلك التي تُحبط الجماهير وتدفع بهم إلى اليأس والقنوط والتفريط في خدمة الأوطان. من جهة ثانية، ثمن الأمين العام عالياً جهود القائمين على هذه الدورة مؤكداً أن التضليل الإعلامي وظاهرة الإسلاموفوبيا من أخطر الممارسات في تزييف الحقائق وتغليط الرأي العام المحلي والعالمي، مؤكداً أنهما يستهدفان تشويه الحقيقة والخبر وسماحة الدين الإسلامي ونبل قيمه، داعيا لمحاربتهما بلا هوادة عن طريق الإعلام وعبر مقاربات وآليات سيتم بحثها خلال هذه الدورة. يذكر أن الأمين العام كان قد توجه بالشكر الجزيل للقيادة التركية، على استضافتها أعمال الدورة، معربا كذلك عن شكره للمملكة العربية السعودية لما بذلته من جهود خلال ترؤسها للدورة السابقة لوزراء الإعلام.
2 دقائق