الرياض (يونا) – أعلنت منظمة الصحة العالمية والمركز الإسلامي لتنمية التجارة، عن إطلاق تحالف جديد للتمويل الإسلامي من أجل الصحة العالمية.
جاء ذلك خلال اجتماع المائدة المستديرة الرفيع المستوى بشأن تعزيز الاستثمار في الصحة العالمية من خلال التمويل الإسلامي، الذي عُقد في الرياض اليوم الاثنين 15 ديسمبر مع كبار القادة من جميع قطاعات التمويل الإسلامي والتنمية والصحة العالمية.
ويهدف الائتلاف إلى تعزيز التعاون بين الحكومات والمؤسسات المتعددة الأطراف والجهات الفاعلة المالية والمؤسسات الخيرية والشركاء التقنيين لتوسيع نطاق استخدام أدوات التمويل الإسلامية لدعم الرعاية الصحية الأولية والتغطية الصحية الشاملة وأهداف التنمية المستدامة، والعضوية في التحالف طوعية، وستُدعى المؤسسات المهتمة إلى الانضمام إليه مع تطور المبادرة.
وشارك في اجتماع المائدة المستديرة، وزراء ومسؤولين كبار وقادة مؤسسات من منظمة المؤتمر الإسلامي والدول الأفريقية الأعضاء، إلى جانب شركاء من بنوك التنمية المتعددة الأطراف والمنظمات الخيرية والقطاع الخاص.
وبحث المشاركون الفرص الفعلية لحشد رأس المال الأخلاقي من خلال أدوات مثل الزكاة والأوقاف والصدقات والخُمس والصكوك والتكافل، وناقشوا تطبيقها على تعزيز النظم الصحية وتقديم الخدمات والتدخلات الصحية المراعية للفقراء.
وأكدت منظمة الصحة العالمية والمركز الإسلامي لتنمية التجارة أن التمويل الإسلامي – استرشادًا بمبادئ الإنصاف والتضامن والعدالة والمسؤولية المشتركة – يوفر سبيلًا قويًا ولكنه غير مُستَغل للتوسع في التمويل المستدام للصحة. وإدراكًا من الشركاء للنمو السريع للتمويل الإسلامي والإمكانات الكبيرة غير المُستَغلة لتدفقات التمويل الاجتماعي مثل الزكاة والوقف، فقد أكدوا على وجود فرصة لتوجيه موارد جديدة يمكن التنبؤ بها نحو تلبية أولويات الصحة العامة.
وسيدعم التحالف البلدان والمؤسسات سعيا لتحقيق:
- تحديد النماذج الناجحة لإشراك التمويل الإسلامي في مجال الصحة، وتوسيع نطاق تلك النماذج؛
- تيسير الحصول على الخبرة التقنية والأدوات التحليلية والإرشادات بشأن السياسات؛
- تعزيز التعلّم والتعاون المشترك على الصعيد الإقليمي بين الدول الأعضاء؛
- تشجيع الشراكات بين الجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص والمؤسسات الخيرية؛
- حشد التمويل الإسلامي المبتكر من أجل الرعاية الصحية الأولية وتعزيز النُّظُم الصحية.
وأشارت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، إلى أن التمويل الإسلامي “يُعدُّ أحد المسارات المُبشرّة لحشد الموارد المستدامة على نطاق واسع انطلاقًا من الجوانب الأخلاقية، لا سيما من أجل البلدان التي تواجه عجزًا مستمرًا في التمويل الصحي”.
وأبرزت الدكتورة لطيفة البوعبدلاوي، المديرة العامة للمركز الإسلامي لتنمية التجارة، أهمية التعاون في أنحاء إقليم منظمة التعاون الإسلامي من أجل “ترجمة التمويل المتوائم مع القيم إلى تحسينات ملموسة في الحصائل الصحية للمجتمعات الأشد احتياجًا”.
وسيبدأ الائتلاف مشاورات تحضيرية في أوائل عام 2026. وستتلقى الحكومات والمؤسسات والأطراف المعنية المهتمة بالمساهمة في تطوير التحالف على مزيد من المعلومات من منظمة الصحة العالمية والمركز الإسلامي لتنمية التجارة في الأشهر المقبلة.
(انتهى)



