دوشنبه (إينا) – تنتشر في طاجكستان أكثر من أربعة آلاف مسجد، بعدما كان هذا العدد لا يتجاوز 17 مسجدا، إبان سيطرة الروس على البلاد ما بين عامي (1917م – 1991م)، حسبما صرح به المتحدث الرسمي باسم لجنة الشؤون الدينية إحسان مكرم. وقال مكرم، في حديث مع وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا)، إنه يجري الآن في العاصمة دوشنبه بناء أكبر مسجد في آسيا الوسطى والكومنولث، يتسع لـ115 ألف مصلٍ، ويتألف من أربع مآذن، ارتفاع كل منها 65 مترا، وقبة بقطر 47 مترا. مشيرا إلى أن تكلفة المسجد، الذي تمت عمارته بالطراز الشرقي الطاجيكي الأصيل، بلغت 100 مليون دولار أمريكي، بتمويل من قطر (70 مليون دولار) والباقي على نفقة الدولة الطاجيكية. وأضاف إن طاجكستان بدأت، بعد نيل استقلالها عام 1991م، إحياء المناخ الديني في المجتمع، من خلال بناء وإعادة تأهيل المساجد والمدارس التعليمية الإسلامية التي تم إغلاقها في العهد الشيوعي، والتي يعود بناء بعضها إلى نهاية القرن الأول الهجري، كمسجد سنجين (المسجد الحجري) الذي بني في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، وسمي بـالمسجد الحجري لأن أساسه كان من الحجر الأحمر. وأوضح المتحدث باسم لجنة الشؤون الدينية، أن 99 في المائة من سكان طاجكستان، البالغ عددهم 8 ملايين، هم مسلمون، وفقا للتعداد العام للسكان 2013م. وتحدث مكرم عن تاريخ دخول الإسلام إلى تركستان الإسلامية الغربية، والتي تضم جمهوريات آسيا الوسطى الخمس: طاجكستان وأذربيجان، وأوزبكستان، وتركمانستان، وكازاخستان، وقال: إن الإسلام وصل إلى هذه المنطقة بين سنتي (716-718م) حيث فتح القائد قتيبة بن مسلم الجزء الأكبر من وادي فرغانة٬ وتجاوزها نحو الشرق حتى وصل إلى حدود الصين٬ ثم أكمل أخوه صالح بن مسلم من بعده فتح باقي منطقة وادي فرغانة، حيث توجد الآن جمهورية طاجكستان٬ إضافة إلى كاسان وأورشت. وأضاف: إن الدعوة الإسلامية في طاجكستان استمرت طيلة العصرين الأموي والعباسي، إلى أن اجتاح المغول المنطقة، ثم سيطرت روسيا بعدها على طاجكستان عام 1917م. وأشار مكرم إلى أنه تم خلال فترة حكم روسيا إغلاق المساجد التي كانت تعد بالعشرات، سعياً لطمس العقيدة الإسلامية وغرس مبادئ الشيوعية مكانها، ولتذويب الشعب الطاجيكي المسلم في المجتمع الروسي. أفشين مقيم / ص ج/ ح ص
دقيقة واحدة