
جدة (يونا) – شاركت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، المجتمع الدولي احتفاله باليوم الدولي الذي أعلنته الأمم المتحدة للنساء والفتيات المنحدرات من أصل أفريقي، وذلك لأول مرة في 25 يوليو 2025، حيث يُقرّ هذا اليوم ويُكرّم مساهمات النساء والفتيات من أصل أفريقي في جميع أنحاء العالم، كما يلفت الانتباه إلى الظلم المستمر الذي يعانين منه عالميًا، وإلى صمودهن، وتراثهن الثقافي الغني.
وأشارت الهيئة إلى أن هذا اليوم يشكل دعوة عاجلة لإزالة جميع العوائق الهيكلية والنظامية التي تعاني منها النساء والفتيات المنحدرات من أصل أفريقي في مختلف أنحاء العالم.
ونوهت بأن المبادئ الإسلامية تؤكد بشكل قاطع على الكرامة المتأصلة لجميع البشر، وعلى كرامة النساء والفتيات بغض النظر عن العرق أو الإثنية أو الجنس. ومن هذا المنطلق، يرفض الإسلام التمييز العنصري أو القائم على الجنس، ويدين جميع أشكال التمييز، ويؤكد على دعم حقوق النساء والفتيات ذوات الأصول الأفريقية، مبينة أن تعاليم القرآن الكريم وسنة رسول الله محمد ﷺ، أعلت من شأن المرأة، وعززت القيم الإسلامية من إرساء العدل والرحمة وتمكين جميع الأفراد، بمن فيهم النساء، دون أي تمييز.
وأكدت الهيئة دعم حقوق النساء والفتيات ذوات الأصول الأفريقية، والتزامها بتعزيز وحماية حقوق الإنسان وكرامة جميع النساء والفتيات، لا سيما من يعشن في ظروف هشّة.
وتماشيًا مع ولايتها ومبادئ ميثاق منظمة التعاون الإسلامي، تؤكد الهيئة على أهمية التماهي مع القانون الدولي لحقوق الإنسان، وخطة عمل منظمة التعاون الإسلامي للنهوض بالمرأة، وإعلان القاهرة لحقوق الإنسان في الإسلام، والتي تنص على المساواة والكرامة والعدالة.
وأقرت الهيئة بأن النساء والفتيات ذوات الأصول الأفريقية غالبًا ما يعانين من مستويات غير متناسبة من التمييز الهيكلي والعنصرية، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، والمظالم المتعلقة بالهجرة. وتتجذر هذه الأوضاع في الإرث التاريخي للعبودية والاستعمار والفصل العنصري، وتستمر في التأثير العميق على مجالات التعليم، والرعاية الصحية، والتوظيف، والعدالة، والمشاركة السياسية.
وفي إطار أولوياتها، تواصل الهيئة جهود المناصرة من أجل حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية للمرأة، بما في ذلك التركيز على حقوق المرأة والطفل، والقضاء على التمييز العنصري والإثني.
وقالت الهيئة أنها لاحظت تصاعد خطاب الكراهية والتحريض العنصري، سواء على الإنترنت أو في الواقع، خلال السنوات الأخيرة، لا سيما عندما يُوجّه ضد النساء والفتيات ذوات الأصول الأفريقية، مما يرسّخ الصور النمطية، ويعمّق الانقسامات، ويؤجج العنف.
وجددت إدانتها جميع أشكال خطاب الكراهية، داعية الحكومات والمنظمات الدولية والمنصات الرقمية إلى تعزيز الحماية القانونية وآليات المساءلة لمكافحة الكراهية والتمييز العنصري، خصوصًا في الأوضاع الهشة، مشيرة إلى أهمية تبني سياسات شاملة قائمة على الحقوق، وضرورة القيام بحملات توعية إعلامية فعّالة لتعزيز التسامح، والعدالة، والتمثيلية، وتحقيق الإدماج، ولمواجهة الصور النمطية والتمييز.
وأعلنت الهيئة تضامنها مع النساء والفتيات ذوات الأصول الأفريقية، مشيدة بقوتهن، متعهدةً بمواصلة دعم الجهود العالمية الرامية إلى القضاء على جميع أشكال عدم المساواة القائمة على العرق.
(انتهى)



