باكو (يونا) – وصف السيد رافان حسنوف المدير التنفيذي لمركز باكو الدولي للتعددية الثقافية في أذربيجان، الإسلاموفوبيا بأنها ليست مجرد ظاهرة اجتماعية، بل اخفاق أخلاقي وتشويهٌ للحقيقة، وخيانة للقيم الإنسانية المشتركة .
وألقى حسنوف كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الذي انطلق في باكو اليوم 26 مايو 2025 بعنوان “الإسلاموفوبيا تحت المجهر: كشف التحيزات وتحطيم الوصمات”، رحب فيها بالمشاركين في المؤتمر الذي يُعقد بمناسبة الذكرى الثالثة لإقرار الأمم المتحدة “اليوم الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا”، مشيرًا إلى أن مدينة باكو تمثل عبر التاريخ نقطة التقاء للحضارات والثقافات والأديا، مقدما الشكر إلى رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف على دعمه الثابت لقضايا التسامح ومكافحة التمييز، وعلى التزامه الراسخ بقيم التعددية الثقافية، كما وجّه الشكر للمؤسسات المنظمة وجميع المشاركين، مؤكدًا أن وجودهم يعكس التزامًا مشتركًا بمواجهة هذه الظاهرة المقلقة.
ولفت حسنوف إلى تفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا بشكل خاص في بعض الدول الغربية، حيث يُستخدم مبدأ العلمانية لتبرير التهميش والتمييز ضد المسلمين، كما هو الحال في فرنسا، فضلًا عن تصاعد النزعات القومية الدينية في الهند التي أدت إلى تفاقم العداء تجاه المسلمين.
وأضاف أن هذه الممارسات ليست أحداثًا فردية، بل جزء من نمط عالمي يستدعي استجابة موحدة تقوم على العدالة والرحمة واحترام الحقوق الأساسية، داعيًا إلى أن يكون هذا المؤتمر منبرًا لبناء تعاون فعّال يعزز قيم الشمولية والتفاهم والكرامة الإنسانية.
وتطرّق إلى الجدل القائم حول توصيف الظاهرة، سواء باعتبارها “إسلاموفوبيا” أو “كراهية ضد المسلمين”، مشيرًا إلى أهمية المصطلحات ودورها في تشكيل الوعي، إلا أنه شدد على أن الأهم هو الاعتراف بهذه الظاهرة كأحد أشكال التمييز التي لا يمكن محاربتها بفعالية إلا بهذا الإقرار الصريح.
وأكد حسنوف اداركه أهمية استخدام المصطلحات الصحيحة، وأهمية اللغة، مبينا أنه لا يوجد مصطلح واحد يُمكنه أن يُجسد عمق هذه الظاهرة في جميع السياقات، مشيرا إلى أن المهم هو أن اُدراك الحقيقة المُؤسفة وهي أن الإسلاموفوبيا تتزايد كقوة سلبية في العديد من مناطق العالم، وتتجلى في مختلف المجالات الاجتماعية والسياسية، ويجب الاعتراف بها بشكل قاطع كشكل من أشكال التمييز، وحينها فقط يُمكن البدء في مكافحتها بفعالية.
وأوضح أن انعقاد المؤتمر ليس كافيا لحل هذه القضية العالمية، لكن الهدف لفت انتباه القادة السياسيين والشخصيات الدينية والمنظمات غير الحكومية والمنظمات المجتمعية ووسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية إلى هذه المسألة المُلحة، واصفا المؤتمر الدولي حول الإسلاموفوبيا بالمنصةً المهمةً التي تجتمع فيها المؤسسات والمنظمات والخبراء الرائدون لدفع هذا الحوار قدمًا، مبيدا ثقته في تقديم كل مشارك في المؤتمر مساهمة قيّمة في الجهود المشتركة لمكافحة الإسلاموفوبيا.
واختتم حسنوف كلمته بتأكيد مبدأ إنساني رفيع يصنّف الناس إلى صنفين: إما إخوة في الدين، أو نظراء في الإنسانية، في دعوة إلى ترسيخ قيم الاحترام المتبادل، والتعايش، والكرامة للجميع.
(انتهى)



