
باكو (يونا) – أكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الدولي بعنوان “الإسلاموفوبيا تحت المجهر: كشف التحيزات وتحطيم الوصمات”، أن الإسلاموفوبيا تمثل تحديًا عالميًا يهدد المجتمعات الإسلامية كافة، مشددًا على أهمية الوقوف صفًا واحدًا في مواجهتها.
وأوضح الرئيس أن المؤتمر، المنعقد في العاصمة باكو، يُعقد بمناسبة الذكرى الثالثة لإقرار “اليوم الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا” من قِبل الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن الحدث أصبح تقليدًا سنويًا لرفع الوعي بهذه الظاهرة الخطيرة التي تمس البشرية جمعاء.
وأبان أن مظاهر الإسلاموفوبيا تتعدد وتشمل العنصرية والتمييز وخطاب الكراهية والاعتداءات على المساجد والمقدسات، والوصم في الإعلام ومنصات التواصل، مؤكدًا أن بعض الدول الغربية، رغم ادّعائها الدفاع عن حقوق الإنسان، تمارس سياسات ممنهجة ضد المسلمين، وتشرّع قوانين تحد من حرياتهم تحت غطاء القيم العلمانية.
وأشار إلى أن هذه الظاهرة تأخذ طابعًا مؤسسيًا في بعض الدول التي تتجاهل الإساءة للإسلام تحت ذريعة حرية التعبير، مضيفًا أن بعض الحركات والأحزاب اليمينية المتطرفة في الغرب تستغل الإسلاموفوبيا لتعزيز قاعدتها الشعبية.
كما انتقد الدور السلبي الذي تلعبه بعض المؤسسات الإعلامية في تأجيج المشاعر المعادية للمسلمين، عبر ربط الإسلام بالإرهاب والتطرف، وتشويه صورته كمصدر تهديد.
وتحدث الرئيس عن معاناة أذربيجان من الإسلاموفوبيا، لافتًا إلى الجرائم التي ارتُكبت خلال الاحتلال الذي دام 30 عامًا لأراضيها، من تطهير عرقي وتدمير للمقدسات الإسلامية والمعالم التاريخية، وتحريف لطبيعة الصراع وتحويله إلى صراع ديني. كما أشار إلى الجهود التي تبذلها أذربيجان حاليًا في إعادة الإعمار وترميم المواقع الدينية والثقافية المتضررة.
وأكد أن قرار استعادة مجلس قُضاة إيرفان مؤخرًا يُعد خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة التاريخية، وكشف حقيقة ما تعرّض له التراث الثقافي والديني لأذربيجان الغربية من محو وتزوير.
كما أعرب الرئيس عن فخره بنموذج التعايش الديني والثقافي الذي تتميز به أذربيجان، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من العالم الإسلامي، حيث عاش فيها أتباع الديانات والثقافات المختلفة عبر التاريخ في أجواء من الأخوّة والتسامح.
وختم كلمته بالتأكيد على أن الإسلام هو دين السلام والعدالة والرحمة، وأن حملات التشويه لن تنال من قيمه السامية، داعيًا الدول الإسلامية إلى تعزيز التضامن والتكاتف في مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، والدفاع عن الإسلام في المحافل الدولية، معرباً عن أمله في أن يسهم المؤتمر في كشف التحيزات وتحطيم الوصمات المحيطة بالإسلام، وتعزيز الجهود الدولية لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة.
(انتهى)



