جدة (يونا) – اختتمت أمس الخميس فعاليات مؤتمر الإسكان العربي الثامن والذي احتضنته جمهورية الجزائر خلال الفترة من 17-19 ديسمبر 2024.
وعقد المؤتمر تحت شعار “العمران والبناء المستدام .. تحديات وآمال واعدة”، وشملت محاوره الحديث حول العمران المستدام، والسكن اللائق والآمن ميسور التكلفة، والمدن المستدامة وجودة الحياة، وكذلك الحديث عن المباني الخضراء ومواد البناء الصديقة للبيئة.
وشهد المؤتمر مناقشات مستفيضة وتبادل للخبرات والآراء حول مواضيع متعلقة بالعمران المستدام والسكن والمدينة خلصت إلى عدد من التوصيات أهمها منح العمران المستدام أهمية فكراً وممارسة لتحقيق مدن مرنة قادرة على الصمود والاستدامة تنسجم، والهدف رقم 11 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وكذلك توحيد المفاهيم والمصطلحات والمعايير المتعلقة بالسكن اللائق والميسور التكلفة في البلدان العربية، مع العمل على توفير قاعدة بيانات للعمران والبناء والسكن والمدينة بما يراعي خصوصيات كل بلد عربي ضمن التصور العام للعمل العربي المشترك، وتبادل الخبرات والتجارب وتعميق التواصل بين البلدان العربية في الميادين المتعلقة بالعمران والبناء المستدام.
كما شملت التوصيات، وضع سياسات حكومية لتعزيز السكن الاجتماعي والسكن ميسور التكلفة بالتعاون والتنسيق بين القطاع العام والقطاع الخاص والمجتمع المدني خلال العمل التشاركي في تمويل السكن اللائق، واتباع سياسة العمران والبناء الذكي لتوفير استهلاك الطاقة وترشيدها والتكيّف مع التغيرات المناخية.
ومن بين التوصيات أيضا، استعمال التقنيات الذكية في النقل الحضري والمواصلات للتخفيف من الازدحام والانبعاثات الغازية من أجل مدن مستدامة وآمنة، والتأكيد على أهمية استعمال مواد البناء الطبيعية المحلية الصديقة للبيئة لخفض تكاليف الإنجاز من جهة، ولأثرها البيئي والصحي من جهة أخرى.
ونادت التوصيات بالعمل على تسهيل تمويل السكن اللائق من خلال القروض العقارية وتشجيع التمويل التشاركي، وتحديث المعطيات من أجل مواجهة المخاطر الطبيعية كالزلازل والتخفيف من آثارها، بجانب تبادل الخبرة والمعرفة في مشاريع المدن الجديدة ودعم فكرة مدن العشرين دقيقة من السير الوظيفي في المدن الكبرى العربية.
وأوصت النقاشات بالتأكيد على دعم الدول العربية للقضية الفلسطينية، والنهوض بالبنية الصحراوية وتنمية المدن الداخلية في الدول العربية لإحداث التوازن في التهيئة العمرانية الوطنية، وكذلك تشجيع وتدعيم وتمويل الأبحاث العلمية والأكاديمية في مواد البناء المنخفضة التكاليف واستعادة مواد البناء، ودمج فكر العمران المستدام والمباني الخضراء في مناهج التعليم في الدول العربية.
ومن بين التوصيات أيضا، ادخال تقنيات التصوير الفضائي والاستشعار عن بعد في دراسات المدن في الدول العربية ومؤشرات المناطق الحضرية والنهوض بالبيئة الصحراوية والمدن الداخلية لتجسيد التوازن الاستراتيجي لسياسات التهيئة العمرانية الوطنية في كل بلد عربي، والاهتمام ببرامج الحدّ من التوسع العمراني العشوائي في المدن العربية لاسيما في الأراضي الزراعية وأهمية استعادة المساحات العشوائية المسترجعة في مخططات التطوير الحضري، وتفعيل منهج المدن الذكية في إدارة الطرق والنقل ومراقبة الجودة البيئية ومحاربة التلوث وإدارة النفايات من خلال تعزيز الحوكمة الحضرية في المدن العربية.
(انتهى)



