لشبونة (يونا) – في إطار الحوكمة والشفافية شهد المركز العالمي للحوار (كايسيد)، نشاطًا مكثفًا على مدى يومين متتاليين في العاصمة البرتغالية لشبونة لمجلسيه الإدارة والأطراف إضافة إلى أمانته العامة، وذلك من أجل تعزيز مبادراته وبرامجه حول العالم، لاسيما في المناطق التي تشهد صراعات مجتمعية عنيفة قائمة على اختلاف الأديان والثقافات.
وقد، بدأ نشاط المركز في هذا الجانب باجتماع مطول في 27 (نوفمبر) 2024 لـ (مجلس الإدارة) الذي يتكون بموجب النظام التأسيسي للمركز من ممثلين رفيعي المستوى عن الأديان والثقافات العالمية الرئيسة، يتم تعيينهم والموافقة عليهم من قِبل (مجلس الأطراف)، ويضم في إدارته الحالية، كل من: الرئيس الحالي لإدارة مسلمي القوقاز (CMB) رئيس مجلس القضاة لدى إدارة مسلمي القوقاز (مركز الإفتاء) شيخ الإسلام الأستاذ الدكتور شكر الله باشازاده، كبير أساقفة مجمع خلقيدونية ممثل البطريركية المسكونية نيافة المطران إيمانويل أداماكيس، الرئيسة المشاركة للمؤتمر العالمي للأديان الحاخام جاكلين هاريل تابيك، رئيس جمعية سايفانيريكودام في برن السويسرية الكاهن الهندوسي ساسيكومار ثارمالينغام، المنظم الرئيس للتجمع الإسلامي المسيحي السنوي للمفوضية العليا الباكستانية في لندن القس رنا خان، و من العراق الشيخ الدكتور عبد الوهاب أحمد حسن طه السامرائي، ومن المملكة العربية السعودية وعبر الاتصال المرئي المباشر الشيخ محمد بن عبدالواحد بن عبدالله العريفي، ومن دولة اليابان المنسق المشارك عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة الأديان من أجل السلام القس كوشو نيوانو، إضافة إلى الأمين العام للمركز الدكتور زهير الحارثي.
وفي اليوم الثاني 28 (نوفمبر) 2024 عقد (مجلس الأطراف) لـ(كايسيد) الذي يضم ممثلي الدول الأعضاء المؤسسة للمركز، وهم: المملكة العربية السعودية، جمهورية النمسا، مملكة إسبانيا، ودولة الفاتيكان بصفتها عضوًا مراقبًا، والمعني وفق النظام التأسيسي بالموافقة على تعيين أعضاء (مجلس الإدارة)، اجتماعًا مطولًا بمشاركة الأمين العام للمركز الدكتور زهير الحارثي، تم خلاله مناقشة الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال ومن بينها الموازنة المالية للمركز للعام المقبل 2025.
وقد استعرضت الأمانة العامة للمركز، في بيانين منفصلين اليوم (الجمعة) 29 (نوفمبر) 2024 عقب اجتماعي (مجلس الإدارة) و (مجلس الأطراف) اليومين الماضيين الإستراتيجيات العامة للبرامج والمشاريع والمبادرات التي يطلقها المركز في العديد من المجتمعات في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأميركا اللاتينية، إضافة إلى المنطقة العربية، لاسيما وأن أنشطة المركز قد حظيت خلال الفترة القليلة الماضية بإشادات دولية من الحكومات والمنظمات الأممية والمحلية والقيادات الدينية والمدنية والثقافية في المناطق التي ينشط بها، ومن ذلك الإشادة الدولية لقيادة (كايسيد) في (اكتوبر) الماضي فعالية رفيعة المستوى خلال المؤتمر الدولي للمرأة والسلام والأمن في العاصمة الفلبينية مانيلا، تحت عنوان: (تمكين المرأة لتعزيز السلام العالمي من خلال الحوار بين أتباع الأديان)، والذي ضم نخبًا من ممثلي الحكومات والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية المتخصصة ذوي العلاقة بمعالجة القضايا العاجلة المحيطة بدور المرأة وإيجاد مجتمعات سلمية، مع مشاركة قادة مؤثرين من جنوب شرق آسيا والمنطقة العربية لفهم أهمية ونطاق منصة التعاون والحوار بين مختلف المناطق، لدعم جهود تمكين المرأة وتعزيز دور ها في صنع السلام وبناء مجتمعات أكثر تسامحًا، ومن خلال مبادرات (كايسيد) في هذا الجانب مثل “أصوات النساء” و”هي للحوار”، يوفر المركز منصةً واسعةً للنساء للتعبير عن آرائهن ومشاركة خبراتهن، ويُعزز من إبراز أصوتهن في الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، مع تخصيصه (برنامج كايسيد للزمالة) للمساعدة في تمكين قيادات نسائية ليس في آسيا فقط بل في مختلف أنحاء العالم، مع تزويدهّن بالأدوات والمعارف اللازمة لتنفيذ مشاريع مبتكرة تساهم في بناء السلام في مجتمعاتهن المحلية.
و استعرضت الأمانة العامة لـ (كايسيد) جهود المركز في أفريقيا، ومبادراته وبرامجه ومشاريعه من أجل المساهمة في حماية الأماكن الدينية من تغول الجماعات والتنظيمات المتطرفة ومكافحة خطاباتها التحريضية، لاسيما في سياق التعاون مع الاتحاد الأفريقي، الذي يشيد بجهود (كايسيد) الأممية في دعم جهود استقرار المجتمعات في دول مثل أفريقيا الوسطى، نيجيريا، وموزمبيق، وغيرها من الدول الأفريقية.
كما تم استعراض مبادرات المركز في أوروبا والتي ترتكز على تعزيز شمولية المجتمعات والحوار والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة، مع العديد من المبادرات والمشاريع والبرامج التي تسهم في تنمية الشعور بالانتماء، والتركيز بشكل خاص على الفئات المهمشة، بما في ذلك الأقليات الدينية، العرقية، اللاجئين، المهاجرين، الشباب، والنساء من البيئات الهشة، انطلاقًا من خلال احترام الحقوق في 46 دولة من دول مجلس أوروبا، وذلك انطلاقًا من القيم المشتركة للتراثات الثقافية والدينية والإنسانية المتنوعة، حيث يعمل المركز على توفير مساحات آمنة وديناميكية لاستكشاف التحديات المعقدة المتعلقة بـموضوعات :(الهوية، التمييز، الإقصاء، وعدم المساواة المستندة إلى عوامل عرقية وثقافية ودينية).
وفي المنطقة العربية أوضحت الأمانة العامة أن مبادرات وبرامج (كايسيد) في المنطقة العربية قائمة على تعزيز التعاون مع القادة الدينيين والمؤسسات الذي يمثلونها، ووسائل الإعلام، والمنظمات المحلية، وصُنّاع السياسات، بهدف إيجاد تأثير دائم لمبادرات وبرامج المركز، مثل برنامج (حوار 360) والذي يهدف إلى دعم المنظمات الشريكة لـ (كايسيد) ورفع مستوى تفاعلهم ومعالجاتهم لاحتياجات مجتمعاتهم المحيطة في الموضوعات ذات العلاقة ببناء السلام، ومكافحة خطابات الكراهية مع توفير الدعم المالي والفني لتنفيذ المبادرات التي تتبناها الجهات أو المنظمات المحلية، بالتنسيق مع المنصات وشبكات الحوار التي أنشأها المركز والتي تعمل في المنطقة، وبرنامج (زمالة الصحافة للحوار) والذي يوفر للصحفيين الأدوات اللازمة لمساعدتهم في القيام بدورهم بإعداد ونشر التقارير الصحافية المتخصصة في موضوع التنوع الديني ومكافحة خطابات الكراهية، مع توفير دورات وبرامج تدريبية تعزز من قدراتهم على صناعة السرديات الشاملة الدافعة نحو نشر وترسيخ ثقافة السلام، وهو ما ينعكس إيجابًا على بناء مشهد إعلامي أكثر تنوعًا وقبولًا للآخر.
وقد، أعرب الدكتور زهير الحارثي، عن ترحيبه بأعضاء مجلسي (الإدارة) و (الأطراف)، مثمنًا الجهود الكبيرة في تعاونهما مع الأمانة العامة ” وهو ما يعزز من جهود الحوكمة والشفافية في عمل المركز وبرامجه ومبادرات على الساحة الدولية”.
وقال أن : “(مجلس الإدارة) و (مجلس الأطراف) في (كايسيد) لكل منهما دوره في دعم جهود المركز المبذولة حيال نشر قيم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات من أجل سلام واستقرار المجتمعات وتنميتها وتطورها”.
(انتهى)