العالم

مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يوثّق اللهجات عبر مدونة (أصوات)

الرياض (يونا) – أطلق مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية مسارات العمل في مشروع (مدونة أصوات السعودية) التي يخطط لاكتمال المرحلة الأولى منها في نهاية هذا العام، وهي مدونة عامة منطوقة ومُفرَّغة كتابياً، ذات مستويات لغوية متعددة؛ سواء كانت لغة فصيحة أم لهجات محلية مُستقاة من أوعية ومصادر مختلفة من العربية الممتدة داخل المملكة العربية السعودية وفقًا لأحدث المعايير العلمية، على نحو يتوافق مع مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية (أحد برامج تحقيق رؤية السعودية 2030).

ويهدف المجمع من بناء هذه المدونة إلى تعزيز الحراك العلمي والبحثي في صناعة المدونات العربية الصوتية، إضافةً إلى جمع بيانات صوتية متعددة للهجات السعودية، وبناء مدونة صوتية وفق المنهجيات الحديثة في هذه الصناعة، ويسعى أيضًا إلى تمثيل الطبقات المجتمعية المختلفة، وتوثيق لهجاتها صوتياً داخل المجتمع السعودي، والاستفادة من التقنيات الحديثة في إيصال البيانات اللغوية الصوتية للمجتمع اللغوي العلمي؛ لدراسة ظواهرها، وإتاحة مادة صوتية مقروءة آلياً ومدعومة بالتحليلات (الصرفية، والنحوية، والمعجمية، والدلالية) لنماذج الذكاء الاصطناعي.

وتستهدف (مدونة أصوات) صُنَّاع معاجم اللهجات المحكية، وباحثي الذكاء الاصطناعي، والمهتمين بدراسة الظواهر اللغوية المقارنة بين طبقات المجتمع العمرية أو اللهجات المتعددة، إضافةًإلى الباحثين في واقع اللغة العربية والتخطيط والسياسة اللغوية العربية. وأهم ما يميزها هو اعتمادها على أحدث المعايير العالمية في هيكلة البيانات اللغوية الصوتية وإدارتها كمعياري (CODAو(TEI)، وإتاحة المشاركة لفئات عمرية مختلفة؛ لتمثيل الواقع اللغوي الحقيقي للهجات السعودية، فضلًا عن تنوع اللهجات فيها.

وتستهدف هذه المدونة اللهجات السعودية فيما يزيد عن (40) نقطةً جغرافيةً داخل المملكة العربية السعودية؛ إذ سيُسجِّل المسجل الخاص بكل نقطة أصوات فئات عديدة من المشاركين، تضم (الأطفال، والشباب، وكبار السن)، من (الرجال، والنساء)، بحيث تُرفع جميعها عبر منصة (فلكللمدونات اللغوية. وتحتوي المدونة على موضوعات عديدة، منها: (سرد القصص المصورة، والحديث عن الأماكن، والأطعمة، والعادات والتقاليد، والأعياد، والمواقف اليومية، والاقتباسات).

وستكون (مدونة أصوات) بعد اكتمال بنائها متاحةً للباحثين والمهتمين؛ للاستفادة منها في إعداد الدراسات والأبحاث، وبناء التطبيقات، والمشاركة في إضافة نقاط جغرافية جديدة، وستفيد المدونة أيضًا مطوري تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تجاوز تحديات نقص البيانات الكافية لدراسة اللهجات العربية، ودراسة الاختلافات اللغوية بين فئات المجتمع، والتعرّف الآلي إلى الأصوات أو الإملاء الصوتي باللغة المحكية.

ويُذكر أن (مدونة أصوات) تتواءم مع الخطط الإستراتيجية لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في دعم مجالات الحوسبة اللغوية، وتسريع وتيرة البحث العلمي فيها، وتعزيز مصادر البيانات اللغوية، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطبيقات اللغة العربية، والمحافظة على سلامة اللغة العربية، ودعمها نطقًا وكتابةً، وتعزيز مكانتها عالميًّا، ورفع مستوى الوعي بها، وتيسير تعليمها وتعلُّمها داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.

(انتهى)

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى