دبي (يونا/وام) – أكد مشاركون في جلسة بعنوان “كيف نجعل التمكين الإنساني أساساً للتطور الحضاري؟”، ضمن فعاليات اليوم الختامي للقمة العالمية للحكومات، ان تعزيز التفكير النقدي عامل رئيسي في تنمية وتطوير مهارات الطلاب، مشيرين إلى أن أعظم استثمار هو الاستثمار في البشر، باعتباره قائد مسيرة التنمية، وأشاروا إلى أنه ورغم أن المرحلة الراهنة تشهد تغيرات تكنولوجية متسارعة، إلا أنه يظل الإنسان من يتحكم في المشهد بأسره، حيث سيبقى الإنسان سيد الآلة.
وحدد المتحدثون في الجلسة التي شارك فيها ديفيد سينجه، رئيس وزراء جمهورية سيراليون، وكريستوفر باوتشيك، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لـPro Athlete Community، ونداموكونج سوه، بطل “السوبر بول” في الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية NFL، عدداً من الشروط الأساسية التي تساهم في تمكين البشر على رأسها حماية الموارد الطبيعية لضمان مستقبل أفضل، والعمل على تعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص.
ودعا المشاركون في الجلسة إلى تطبيق ممارسات مستدامة، لحماية الموارد الطبيعية وضمان مستقبل أفضل، والعمل على تعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص، لتحقيق أهداف التمكين الإنساني والتطور الحضاري.
وشدد المشاركون على ضرورة تبني مجموعة من السياسات التي تضمن تحقيق العدالة الاجتماعية، وتعزز الحقوق والفرص المتساوية، من خلال توفير فرص التعليم الجيد والتدريب المهني، وضمان وصول خدمات الرعاية الصحية للجميع، ودعم الرفاهية النفسية والجسدية للأفراد، ليكونوا قادرين على المشاركة بشكل فعال في محيطهم.
– مرحلة تاريخية..
في بداية الجلسة قال ديفيد سينجه: إن المرحلة التاريخية الراهنة تشهد تغيرات تكنولوجية متسارعة، إلى درجة أن الكثيرين غير قادرين على استيعابها. وأضاف أنه عند الحديث عن الذكاء الاصطناعي، يتم التركيز على “الروبوتات” وتناسي الكادر البشري، رغم أن الإنسان من يتحكم في المشهد بأسره، ولا أهمية لأي تطور تقني ما لم يكن الإنسان في القلب منه.
وتحدث رئيس وزراء جمهورية سيراليون عن تجربته الشخصية قائلاً: “عملت في قطاع البحوث في عملاق التكنولوجيا “آي بي إم”، وحصلت على عدد من براءات الاختراع، وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي، وفي اعتقادي أن تجربتي الشخصية تؤكد أن هناك تغيراً سيطرأ على علاقة الإنسان بالآلة، ولكن مهما يكن شكل هذا التغير، فإن الإنسان سيبقى سيد الآلة”.
وشدد على أهمية التفكير النقدي لإعداد جيل خلّاق قادر على الابتكار، موضحاً أنه عمل وزيراً للتعليم في بلاده، قبل رئاسته الحكومة، وفاز بجائزة أفضل وزير تعليم، لاهتمامه بتعليم التفكير النقدي الذي يعتبر أساساً لتطوير مهارات الطلاب.
وقال: إن حكومته رغم قلة الموارد تولي اهتماماً كبيراً بتحديث التعليم، وهناك مليارات خُصصت لتطوير المناهج، وتوفير بيئة مدرسية جذابة، وحتى خلال جائحة “كورونا” توسعت سيراليون في افتتاح المدارس، مضيفاً: “نحن نؤمن بأن أهم استثمار هو الاستثمار في العنصر البشري، باعتباره قائد مسيرة التنمية”.
– انصهار ثقافي..
وانتقل رئيس الوزراء إلى الشأن الاجتماعي قائلًا: “لدينا في سيراليون قيمة عظمى لا نتخلى عنها، وهي التنوع الثقافي والاختلافات بين مكونات المجتمع، التي تمثل جميعاً عنصر قوة لا ضعف، بشرط مد مظلة المساواة، ليشيع السلام الاجتماعي ويظلل الجميع، ويسمح بالتقارب بين المكونات المختلفة في المجتمع الواحد”.
وأضاف: “هذا لأننا نؤمن بقيمة الشعور بالآخر.. والحكومة تؤكد ذلك بصفة دائمة”، مشيراً إلى أن الانصهار الثقافي بين مكونات المجتمع السيراليوني لم يؤدِ في أي مرحلة، إلى ذوبان الشخصية الثقافية والهوية الحضارية للمجتمع.
– تحديث التعليم أولاً..
وفي كلمته أكد كريستوفر باوتشيك أهمية القمة العالمية للحكومات؛ باعتبارها منصة لتبادل الخبرات والأفكار، مضيفاً: “أود أولًا الإعراب عن إعجابي بالنقاشات المثمرة والبناءة التي شهدتها جلسات القمة”، ثم تطرق إلى الحديث عن نشاط شركته قلائلاً: “شركتي تسعى إلى تمكين الرياضيين، ليكونوا أكثر لياقة خلال مسيرتهم الاحترافية، وبعد اعتزالهم نتولى التخطيط لمستقبلهم المهني، ودعمهم نفسياً ذلك لأنهم في هذه المرحلة، تنحسر عنهم أضواء الشهرة، ويكونون عرضة للاكتئاب ونحو ذلك من اعتلالات نفسية”.
وقال: إن القمة العالمية للحكومات تناقش كيفية تمكين الإنسان وتسليحه بما يؤهله للنجاح في مجاله، وشركتنا متخصصة في تمكينه إن كان رياضياً، ومن ثم فإن مشاركتي في صلب اهتمامات وعناوين القمة.
وأشار إلى أن البرمجيات المستحدثة قد تكون ذات دور كبير في هذا الصدد، وهناك دراسات معمقة حول استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق رفاهية الإنسان، باعتباره صانع التكنولوجيا والمستهدف منها في آن.
وشدد على أهمية تحديث التعليم وإيلاء خططه اهتماماً أكبر بالمواهب الرياضية، قائلًا: “هناك نبرة بأن خصخصة التعليم ستؤدي إلى تطويره، ولكن هذه ليست فكرة صحيحة على الإطلاق، لأن الشركات الخاصة ستضع الأرباح المادية في صدارة أولوياتها، في حين أن التعليم استثمار يستهدف النهوض بالأوطان على المدى الطويل.
كما شدد على أن الاعتبارات التجارية لا يجب أن تطغى على العملية التعليمية، منوهاً بأن هناك بالطبع إمكانية للتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، في مجالات مختلفة، منها طرح برامج التدريب المتخصصة على سبيل المثال.
-الاستثمار الأفضل..
من جهته قال نداموكونج سوه: بعد حصولي على شهادة الهندسة في الكيمياء، قررت خوض مجال التدريب فور اعتزالي، وأضاف: “لعبت 3 بطولات “سوبر بول” وهي أكثر الرياضات شعبية في الولايات المتحدة، وبعد اعتزالي رأيت أن نقل خبراتي إلى الرياضيين الناشئين هو أفضل ما يمكنني فعله”.
وأشار إلى أن نقل الخبرات الإنسانية هو ما يصنع الحضارات؛ فالإنسان يتفرد بكونه يتعلم من خبرات أسلافه ويبني عليها تراكمياً. واختتم حديثه بالقول: “في كل مجال يبقى الإنسان محور عمليات التطوير، فهو من يصنع الجديد، وهو من يبتكر ويخترع ويستخدم، وعلى هذا الأساس يبقى الاستثمار في التعليم والتدريب أهم الاستثمارات وأفضلها عائداً ومردوداً”.
(انتهى)