جدة (يونا) – واحدة من جنان الله في الأرض، تعد أيقونة الجمال والسياحة في قلب المحيط الهندي، ترنو إليها كل العيون الباحثة عن الجمال، وتقصدها كل القلوب الباحثة عن الاستجمام من تعب الحياة لتحط في هذا العالم الفريد من المياه الصافية والجزر الباذخة الخضرة والشعب المضياف، إنها المالديف قبلة عشاق الجمال، وإحدى دول منظمة التعاون الإسلامي منذ عام 1976 التي تحتفل غداً الخميس 26 يوليو بيوم استقلالها الذي نالته بنضال شعبها وحافظت عليه في سلام واطمئنان بعلاقات متوازنة مع دول العالم. والمالديف هي مجموعة جزر تشمل تقريباً 1.190 جزيرة مرجانية جمعت في سلسلة مضاعفة من 26 جزيرة مرجانية، وهي تقع في قارة آسيا في المحيط الهندي، ويمر بها خط الاستواء جنوباً، وكان يسميها العرب قديماً ذيبة المَهَل أو محلديب ويُرجح أنه قد تم تحريفه وأصبح ينطق مالديف. حكمت بريطانيا جزر المالديف 78 سنة بوصفها محمية بريطانية، وقد استقلت جزر المالديف في عام 1965م، واسمها في اللغة الرسمية هو الديفي الراجي (جمهورية المالديف)، وعاصمتها مالية، والمالديف عضو في دول الكومنولث حيث انضمت إليه عام 1982م. وتشير الدراسات المقارنة في اللغويات والعادات والتقاليد في المالديف إلى انحدار المستوطنين الأوائل من السلالة الدرفيدية من ولاية كيرالا في فترة سانجام (300 ق م – 300 م)، وترجح هذه الدراسات إلى أن هؤلاء المستوطنين ما هم إلا صيادون قدموا من جنوب شبه القارة الهندية والسواحل الغربية لسريلانكا. يعتبر شعب غيرافارو – الذي ينحدر من التاميل – أحد أول المستوطنين في المالديف حيث ذكر وجودهم الفلكلور المالديفي وتأسيسهم لحكم ملكي في ماليه. كما أدت الرحلات البحرية لشعب كيرلا إلى استيطان التاميل في كل من لكشديب والمالديف حتى اعتبرت هذه الجزر كمجموعة واحدة في الأرخبيل، كما أدت هذه الرحلات إلى تأثر سكان المالديف بلغة التاميل والمالايالام، ويظهر هذا التأثر في أسماء الأماكن والشعر والرقص. يجادل البعض بأن مستوطنين من غوجارات شكلوا الطبقة الرئيسة من الهجرة للمالديف، حيث بدأت الرحلات البحرية من غوجارت إلى المالديف في عهد حضارة وادي السند. كما تشير بعض الدراسات إلى احتمالية قدوم بعض المهاجرين الأوائل من جنوب شرق آسيا. قدم السنهاليون بقيادة الأمير فيجايا إلى المالديف في الفترة ما بين عام 543 ق م حتى 483 ق م إثر إجبارهم على مغادرة موطنهم الأصلي في أوريسا. يذكر دخول الإسلام في مراسيم مكتوبة في لوحات النحاس ابتداء من نهاية القرن الـ12. وكتب الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة، الذي زار جزر المالديف في القرن الـ14، أن مغربيا يدعى أبو بركات البربري يعتقد أنه كان مسؤولا عن نشر الإسلام في الجزر، على الرغم من أن ما قاله قد تم التشكيك فيه في مصادر في وقت لاحق. وذكر بعض الجوانب الحاسمة لثقافة المالديف. على سبيل المثال، تاريخيا كانت اللغة العربية هي اللغة الرئيسة للإدارة هناك، بدلا من اللغات الفارسية والأوردية المستخدمة في الدول الإسلامية المجاورة. في 16 ديسمبر عام 1887، وقع سلطان جزر المالديف عقدا مع الحاكم البريطاني سيلان تحويل جزر المالديف إلى دولة محمية بريطانية، وبالتالي التخلي عن السيادة على الجزر في مسائل السياسة الخارجية، ولكن الاحتفاظ بالحكم الذاتي الداخلي. وعدت الحكومة البريطانية الحماية العسكرية وعدم التدخل في الإدارة المحلية في مقابل جزية سنوية، بحيث كانت الجزر أقرب إلى حالة الأميرية الهندية. ومن أهم مدن المالديف مدينة مالية العاصمة، وهي أكبر مدينة عاصمة البلاد والميناء الرئيس تشغل مساحة صغيرة ولكنها فريدة وجذابة وتشبه المدن الكبيرة لما تتميز به من نظافة وترتيب ونظام، تكثر بها المساجد، والأسواق، تتخللها شوارع صغيرة متشابكة تبدو كالمتاهة لمن لا يعرفها، الأمر الذي له سحره الخاص. جزيرة مالية يبلغ طولها كيلومتران وعرضها كيلومتر، وحدودها مكتظة بالبنايات، وعدد السكان بها حوالي 65.000، لكن مع العمّال الأجانب والسياح، يصل تعدادها إلى 100.000 شخص وهي تبدو كذلك فعلا. وجزيرة أدو المرجانية أو مدينة أدو هي ثاني مدن المالديف، ويمثل مصيفها أفضل مكان ينطلق منه السياح لزيارة بقية جزر المالديف وسكان الجزيرة يسمون أدو. ومعظم السياح يأتون إلى المالديف في رحلات منظمة، والإقامة في أحد المنتجعات التي يزيد عددها عن 95 منتجعاً، وهي مقصد لقضاء شهر العسل والإجازات العائلية، والإجازات مع الأصدقاء. يمارس السياح في المنتجعات رياضة الغوص تحت الماء. معظمها في الجزر المرجانية الثلاث القريبة من العاصمة، وجزيرة نورث آيلاند مارلاي مارلاي جنوب جزيرة آري، وهناك بضعة منتجعات أخرى في الجزر المرجانية القريبة. ((انتهى)) حازم عبده/ ح ص
3 دقائق