الأجهزة التابعة للمنظمةمنظمة التعاون الإسلامي

السفير الشيخة جواهر الصباح: مستقبل الدول الأعضاء بعد النزاعات يعتمد على مدى قدرة المؤسسات على فتح المجال أمام الشباب وتمكينهم

جدة (يونا) – قدمت مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان، السفير الشيخة جواهر إبراهيم الدعيج الصباح، باسم الكويت، وافر التقدير للجنة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بمنظمة التعاون الإسلامي على طرح موضوع مهم ضمن أعمال الدورة السادسة والعشرين للهيئة الدائمة.

وقالت خلال مشاركتها في الحوار رفيع المستوى بشأن ” إشراك الشباب في الجهود الإنسانية في مرحلة ما بعد الصراع: بناء السلام والتنمية”، إن موضوع الحوار يمس واقع العديد من دول المنظمة، ويعكس قناعة راسخة بأن الشباب ليسوا فقط فئة متأثرة بالنزاعات، بل شريك محوري في بناء السلام وصناعة التعافي والتنمية.

وأضافت” لقد مرت دولة الكويت بتجربة تاريخية مؤلمة سنة 1990، وهي تجربة صنعت في الوجدان الوطني مثالاً واضحاً على الدور المحوري الذي يمكن أن يؤديه الشباب في أحلك الظروف، فقد أسهم شباب الكويت في الدفاع عن الوطن، وتنظيم الجهود المجتمعية، وإعادة تشغيل الخدمات الأساسية بعد التحرير، وكانوا في طليعة المشاركين في إعادة بناء الدولة وترميم النسيج الاجتماعي، وهذه التجربة الوطنية تمنح الكويت منظوراً عميقاً حول قيمة إشراك الشباب في مرحلة ما بعد النزاعات، باعتبارهم قوة مقاومة وقدرة وابتكار”.

وأكدت أن العديد من الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، تشهد اليوم أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد، نتيجة النزاعات الممتدة في فلسطين، السودان، الصومال، اليمن، سوريا، ليبيا وغيرها.

وتابعت” في قلب هذه الأزمات يقف الشباب، الذين يواجهون الفقر والنزوح وانقطاع التعليم، وضعف فرص العمل، وانعدام الأمان، ومن هنا تؤمن دولة الكويت بأن إدماج الشباب في جهود الإغاثة والتعافي ليس خياراً إضافياً، بل ضرورة استراتيجية لضمان الاستقرار والتنمية”.

وأشارت إلى أن دولة الكويت، وانطلاقاً من دورها الإنساني الإقليمي والدولي، تعمل من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، وبرامجها مع الأمم المتحدة، ومبادراتها الإقليمية والثنائية على دعم مشاريع تركز على:

– . إعادة بناء المدارس والمستشفيات والمراكز المجتمعية.

–  تقديم منح تعليمية وتدريبية للشباب في الدول الخارجة من النزاع.

–  تمويل مبادرات ريادة الأعمال والابتكار للشباب.

–  دعم البرامج التي تعزز المشاركة المجتمعية وبناء الثقة.

وأضافت” تؤكد دولة الكويت أهمية تمكين الشباب والشابات في برامج بناء السلام، انسجاماً مع التزاماتها في إطار قرار مجلس الأمن 2250 بشأن الشباب والسلام والأمن، وقرار مجلس الأمن 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن، وإيماناً بدورهم المركزي في إعادة تماسك المجتمعات المتضررة”.

وأكدت أن مستقبل الدول الأعضاء بعد النزاعات يعتمد على مدى قدرة المؤسسات على فتح المجال أمام الشباب، والاستماع إلى صوتهم، وتزويدهم بالمهارات والفرص ليكونوا جزءاً فاعلاً من جهود الإغاثة وإعادة البناء، مشيرة إلى أن تجربة دولة الكويت تثبت أن الشباب حين يُمنحون الثقة والمساحة، سيكونون قادرين على قيادة التحول وتحقيق السلام المستدام.

واختتمت الشيخة جواهر الصباح بالتشديد على أهمية تعزيز التعاون داخل منظمة التعاون الإسلامي لتطوير برامج مشتركة تُعنى ببناء قدرات الشباب في البيئات الهشة، وتشجع مشاركتهم في تصميم وتنفيذ خطط التعافي وبناء السلام، إيماناً بأن الاستثمار في الشباب هو الاستثمار الأكثر جدوى في مستقبل الأوطان.

(انتهى)

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى