الأجهزة التابعة للمنظمةالمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي

انطلاق المنتدى الثاني رفيع المستوى للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي في الدوحة

الدوحة (يونا) – انطلقت اليوم الأحد (1 أكتوبر 2023) في العاصمة القطرية الدوحة، أعمال المنتدى الثاني رفيع المستوى للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، الذي تنظمه وزارة البلدية في قطر بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، ومنظمة التعاون الإسلامي.

وخلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، أوضح وزير البلدية في قطر الدكتور عبد الله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي أنَّ استضافة قطر للمنتدى تأتي بالتزامن مع انطلاق إكسبو 2023 الدوحة ثاني أكبر حدث تشهده البلاد بعد كأس العالم 2022، لافتاً إلى أن المنتدى يعد منصة مهمة لمناقشة قضايا الأمن الغذائي وتطوير الزراعة ضمن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

وأكد أن المنتدى “يعكس التزامنا المشترك بالبحث عن الحلول المستدامة للتحديات التي نواجهها بشكل جماعي”.

وأوضح السبيعي أنَّ جدول أعمال المنتدى يتضمَّن العديد من الجلسات والمناقشات التي تهدف إلى تعزيز أهدافنا المشتركة من خلال عقد 3 منتديات فرعية، الأول: منتدى دور المجتمع المدني في تعزيز الأمن الغذائي، والثاني منتدى التكنولوجيا الزراعية المتقدمة ودورها في تعزيز الأمن الغذائي المستدام، والثالث منتدى الاتحاد الإسلامي للصناعات الغذائية حول تعزيز أسواق الغذاء في دول منظمة التعاون الإسلامي.

وشدَّد على أنَّ هذه المنتديات تمثل فرصة مناسبة لتبادل الآراء والنقاشات والمداخلات العلمية المهمة، والتي سيشرف على عرضها عدد من الخبراء وصانعي السياسات من أجل إرساء آليات مبتكرة وحديثة ستساعد على وضع الخطط والاستراتيجيات والبرامج الملائمة لتعزيز الأمن الغذائي.

وعبر السبيعي عن تطلعه إلى خروج المنتدى بنقاشات مثمرة ونتائج إيجابية تكون في مستوى تطلعات دولنا الإسلامية، وأن تكون الاستراتيجيات والحلول المقترحة قابلة للتنفيذ، وتسهم في مواجهة التحديات وتحسين مؤشرات الأمن الغذائي، وتعزيز التنمية الزراعية المستدامة في جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

وأضاف: “وإنني على يقين بأنَّ تبادل الرؤى وتعزيز التعاون والنقاشات المشتركة من شأنه تمهيد الطريق لمستقبل أكثر أماناً للغذاء لشعوبنا الإسلامية”.

بدوره، عبَّر وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري في تونس رئيس الجمعية العامة الخامسة للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، عبدالمنعم بيلاتي، عن خالص الشكر والامتنان لدولة قطر على الدعم الكبير الذي قدمته من أجل تنظيم هذا المنتدى.

وأشار إلى أهمية إثارة موضوع الأمن الغذائي في دول منظمة التعاون الإسلامي في هذه المرحلة بالذات، وذلك بالنظر إلى ما يشهده العالم اليوم من تحولات عميقة وجذرية ومتسارعة على أكثر من صعيد لا سيما ما يتعلق بالارتفاع غير المسبوق لأسعار المواد الغذائية الأساسية والطاقة والوقود، فضلاً عن التغيرات المناخية وحالات الجفاف في بعض البلدان والضغط المتزايد على الموارد الطبيعية، وتأثيراتها ومخاطرها وانعكاساتها على قطاع الزراعة وتأمين الغذاء لشعوبنا.

وأكَّد أنَّ هذا الوضع يستدعي منا جميعاً إيلاء اهتمامنا وتجنيد كل طاقاتنا من أجل تحسين مستوى الإنتاج الفلاحي، والرفع من إنتاجيته بما يعزز الأمن الغذائي لبلداننا، وذلك على اعتبار أن الغذاء يعد أول حاجات الإنسان الضرورية والأساسية وأول مقومات الحياة ومصدر أمن الشعوب واستقرارها.

ولفت إلى أنَّ اجتماع كبار المسؤولين في هذا المنتدى يعد فرصة لاستعراض ما تم تحقيقه في إطار التعاون بين المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، والدول الأعضاء، ولتحيين الخطط والبرامج والآليات للتعاطي مع التحديات الطارئة واستغلال الفرص المتاحة.

وشدَّد على أنَّ الأمن الغذائي في تونس يمثل خياراً استراتيجياً ثابتاً ومحوراً من محاور العمل التنموي على المدى الطويل، وذلك لما يوفره من ضمانات للاستقرار والسلم الاجتماعي والمقومات السيادية.

وأوضح أن الهدف الرئيس من المنتدى الثاني الرفيع المستوى حول الأمن الغذائي هو إنشاء منصة تفاعلية للحوار بين الدول الأعضاء في المنظمة بما من شأنه دعم تبادل المعرفة والخبرات في القضايا ذات العلاقة بالفلاحة والأمن الغذائي، بما يضمن للجميع الإفادة والاستفادة، ويمكن من خلق فرص لإقامة شراكات استراتيجية من أجل تحقيق الأمن الغذائي بالبلدان الأعضاء بالمنظمة.

وأكد أن تونس على استعداد تام للتفاعل إيجابياً مع كل ما سينبثق من مخرجات عن هذا المنتدى بما يخدم أمننا الغذائي المستدام.

من جانبه، أوضح نائب وزير الزراعة في جمهورية كازاخستان، يربول تاشوريكوف، أنَّ المنتدى جمع أكثر من 115 مشاركاً يمثلون 27 دولة حول العالم، لافتاً إلى أنَّ هذا يعد دليلاً على الاهتمام الكبير الذي يوليه المجتمع الدولي لمسألة الأمن الغذائي.

وأعرب تاشوريكوف عن عميق امتنانه لدولة قطر على الاحترافية العالية التي أبدتها في تنظيم هذا الحدث وعلى حسن ضيافتها.

وقال: “في الوقت الحالي، أصبحت مسألة الأمن الغذائي ذات أهمية متزايدة. لقد شهدنا جميعاً معدل تضخم مرتفعاً في أسعار المواد الغذائية، مدفوعاً بالأحداث العالمية مثل الأوبئة وتغير المناخ والصراعات والنزاعات الاقتصادية المتنامية”.

وأشار إلى أنَّ البلدان النامية تعاني بشكل خاص من هذه الظروف، لافتاً إلى أنَّ الوضع آخذ في التفاقم بسبب تغير المناخ العالمي، وانخفاض الاستثمار في قطاعي الزراعة والأغذية، مما يظهر الحاجة إلى التعاون الوثيق بين القطاعين الحكومي والخاص لمواجهة هذه التحديات.

وقال تاشوريكوف: “عند الحديث عن المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، فإن الالتزام القوي بالأهداف المشتركة والعمل المشترك المحدد أمر ضروري لتسخير الإمكانات الحالية”.

وأضاف: “كما تعلمون فإن جمهورية كازاخستان بمبادرتها بإنشاء المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي إنما ترمي إلى تحقيق هذه الأهداف على وجه التحديد”.

وأوضح أنَّ توفر التقنيات الزراعية الحديثة والممارسات المتقدمة إلى جانب التبني الواسع النطاق للحلول المبتكرة يسهم بشكل كبير في تحقيق نتائج ملموسة في ضمان الأمن الغذائي للأعداد المتزايدة من السكان في دول منظمة التعاون الإسلامي.

وشدَّد في هذا الصدد على أهمية تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية والتعاون الاستثماري من أجل تعزيز الأمن الغذائي في دول المنظمة.

وحثَّ تاشوريكوف على جعل تطوير البنية التحتية للنقل واللوجستيات، وتبسيط لوائح المنتجين وحركة المواد الغذائية بين بلداننا جانباً أساسياً من تعاوننا، مؤكداً أنه فقط من خلال الجهود الجماعية يمكننا تحويل التحديات العالمية الحالية إلى فرص جديدة.

وأضاف: “من وجهة نظر كازاخستان، باعتبارها عضواً نشطاً ومسؤولاً في منظمة التعاون الإسلامي، وواحدة من أكبر المنتجين والمصدرين للمنتجات الزراعية الصديقة للبيئة، فإننا على استعداد لتقديم مساهمة كبيرة في معالجة قضايا الأمن الغذائي داخل منطقة منظمة التعاون الإسلامي”.

وأعرب الأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي للشؤون الاقتصادية الدكتور أحمد كاويسا سنغندو عن شكره لحكومة قطر على استضافة المنتدى والترتيبات الممتازة التي تمت لإنجاحه.

وقال سنغندو في كلمته: “من الواضح أنَّ القضايا التي يتم تناولها خلال هذا المنتدى مهمة وتأتي في الوقت المناسب، خاصَّة بالنظر إلى المخاوف المتزايدة بشأن تزايد انعدام الأمن الغذائي العالمي بسبب انقطاع الإمدادات الحيوية من السلع الغذائية وضعف الإنتاج الزراعي نتيجة للصراعات المستمرة في أجزاء مختلفة من العالم”.

وكشف أن 23 دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي لا تزال مصنفة من بين 44 دولة من بلدان العجز الغذائي منخفض الدخل، والتي تحتاج إلى مساعدة خارجية في الإمدادات الغذائية.

وأضاف: “علاوة على ذلك، أدت جائحة كوفيد-19 إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي العالمي في كل بلد تقريباً، وذلك من خلال خفض الدخل وتعطيل سلاسل الإمدادات الغذائية”، لافتاً إلى أنه في عام 2020، كان ما لا يقل عن 230 مليون شخص يمثلون 11.2 في المائة من إجمالي سكان الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي يعانون من نقص التغذية.

وأشار إلى أنَّ الزراعة في غالبية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لا تزال تواجه تحديات تتمثل في انخفاض إنتاجية المحاصيل والثروة الحيوانية، وتراجع القدرة على التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ، إضافة إلى أنظمة التجارة والسوق غير الفعالة، والسياسات التي تقلل الحوافز الاقتصادية للاستثمار في الزراعة، والصراعات.

وأكد أنَّ دول منظمة التعاون الإسلامي مطالبة الآن أكثر بإنتاج المزيد من الغذاء لإطعام الأعداد المتزايدة من السكان، مشدداً على أن الحاجة الآن ماسة إلى التعاون فيما بين بلدان المنظمة أكثر من أي وقت مضى، وداعياً إلى تقديم دعم أكبر للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي حتى تتمكن من خدمتنا جميعاً بطريقة أكثر عمقاً.

من جهته، نوَّه الممثل الإقليمي لمنظمة الفاو في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا عبد الحكيم الواعر بالأدوار المهمة التي تضطلع بها منظمات الغذاء الإقليمية مثل المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، مشدداً على أنه ما لم يكن لدينا السياق الإقليمي، فمن غير الممكن معالجة تحديات القطاعات المعقدة للغاية مثل الزراعة والأمن الغذائي.

وقال الواعر: “إننا نقف اليوم عند مفترق طرق بالغ الأهمية لإعادة تحديد وتحويل مناهجنا وسياساتنا وسلاسل التوريد، ولا يرجع ذلك إلى الأزمة الأخيرة التي أدت إلى زيادة وضوح قضية الأمن الغذائي فحسب، بل أيضًا إلى التحديات طويلة الأمد مثل تغير المناخ والصراعات وزيادة الطلب على الغذاء مع تزايد عدد السكان”.

وأشار إلى أنَّ بلدان منظمة التعاون الإسلامي تواجه تحديات غير مسبوقة للقضاء على الجوع وجميع أشكال سوء التغذية، وضمان حصول الجميع على نظام غذائي صحي مناسب وبأسعار معقولة، لافتاً إلى أنَّ هذه التحديات أثقلت كاهل السكان والحكومة على نطاق واسع بضمان الحد الأدنى من الأمن الغذائي من خلال تقديم الإعانات وغيرها من أشكال الدعم التي أصبحت تمثل تحدياً في حدِّ ذاتها.

واستعرض مدير البرامج والمشاريع في المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي الدكتور ذو الفقار علي مجمل الإنجازات التي حققتها المنظمة خلال الفترة الماضية في مجال القضاء على الجوع في العالم الإسلامي، مؤكداً أن المنظمة تواصل جهودها لتحقيق رؤيتها في هذا الجانب.

وتتواصل أعمال المنتدى يومي الاثنين والثلاثاء من خلال جلسات وحلقات نقاش لبحث مختلف القضايا المتعلقة بالأمن الغذائي.

يذكر أنَّ الدوحة شهدت أيضاً الأحد انطلاق الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر الوزاري التاسع لمنظمة التعاون الإسلامي حول الأمن الغذائي والتنمية الزراعية تحت شعار: “نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي”، والذي تستضيفه دولة قطر يومي 1 و2 أكتوبر 2023.

(انتهى)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى