الدوحة (يونا) – ناقش خبراء في الإعلام والأمن الغذائي دور وسائل الإعلام في القضاء على الجوع وتعزيز الأمن الغذائي على الصعيد الدولي، وذلك خلال حلقة نقاش عقدت في المنتدى الثاني رفيع المستوى للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي والذي انطلقت أعماله اليوم الأحد في العاصمة القطرية الدوحة.
وفي مستهل الحلقة التي عقدت تحت عنوان “تآزر وسائل الإعلام في النظم الغذائية”، أكد رئيس لجنة الأمن الغذائي العالمي، غابرييل فيريرو أنَّ الإعلام يلعب دورا حيوياً في المجتمع.
وشدَّد خلال مداخلة عبر الفيديو على أنه من المهم بشكل خاص تحقيق عالم خالٍ من الجوع وسوء التغذية، لافتاً إلى أن الإعلام يضطلع بدور مهم في إنجاز هذا الهدف.
وحثَّ فيريرو وسائل الإعلام على رفع قضايا الأمن الغذائي والتغذية إلى موقع مركزي في المناقشات المتعلقة بالتنمية المستدامة، لافتاً إلى أنَّ قدرة وسائل الإعلام على تشكيل النقاش العام تعد أداة قوية لمعالجة المخاوف المجتمعية الملحة مثل الجوع ونقص التغذية، والمساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكد على أهمية بناء قدرات الصحفيين لمساعدتهم على اكتساب المعرفة اللازمة لتغطية هذه قضايا الأمن الغذائي.
وفي مداخلته خلال حلقة النقاش، أكد المدير العام المكلف لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي محمد بن عبدربه اليامي أنَّ الإعلام عنصر أساسي في أي معادلة للقضاء على الجوع، وتعزيز الأمن الغذائي.
وحثَّ وسائل الإعلام على إبراز الأزمات الإنسانية المتعلقة بالجوع وانعدام الأمن الغذائي في تغطياتها الإخبارية، ومنحها الأولوية لا سيما في المناطق الأكثر تضرراً كما هو الحال في إفريقيا جنوب الصحراء على سبيل المثال.
وقال اليامي إنَّه عند النظر للتغطية الإعلامية لهذا الإقليم نجد للأسف الشديد أنَّ التركيز ينصب إلى حد كبير على القضايا الأمنية والسياسية، مع إغفال الجوانب الإنسانية المتعلقة بالجوع وسوء التغذية والفقر المدقع ونحوها، وهذا السلوك الصحفي ينطوي على نوع من التأطير الإعلامي السلبي الذي يتم بموجبه إبراز جوانب معينة من وضع ما وإغفال جوانب أخرى دون مراعاة لاحتياجات المجتمعات المحلية.
وأوضح اليامي أنَّ القصص والتقارير المتعلقة بمسائل الأمن الغذائي ينبغي أن تكتب من منظور المسؤولية الجماعية، بحيث يشعر الجمهور أن هذه القضية تعنيه وأن عليه أن يتصرف في حدود استطاعته للتعامل معها.
كما أكد اليامي على الدور المناط بوسائل الإعلام في تعزيز الوعي بقضايا الأمن الغذائي، ونشر الوعي حول الزراعة وأساليبها لا سيما الزراعة الذكية مناخياً، وتوعية الجمهور المحلي حول القضايا التي تهمه من قبيل موجات الجفاف، والفيضانات، وأساليب الاستعداد لها والتكيف معها.
وقال اليامي إنه ينبغي لوسائل الإعلام أيضاً أن تضطلع بدور رقابي في متابعة عملية توزيع المساعدات الغذائية وإيصالها إلى المحتاجين، بما يضمن تعزيز الشفافية والمساءلة في برامج الإغاثة والمساعدات المحلية والدولية.
من جانبه، قال الخبير في التنمية الدولية أوليفر ويلكوكس إن وسائل الإعلام عليها أن تعرف الجمهور الذي تخاطبه عندما يتعلق الأمر بقضايا الأمن الغذائي، لافتاً إلى أن هذا يتطلب إجراء أبحاث كمية ونوعية من أجل تطوير محتوى إعلامي مخصص للجمهور المستهدف سواء كان هذا الجمهور هو صانعي السياسات أو مجموعات الشباب أو عامة الناس.
وأكد أنَّ وسائل الإعلام في حاجة إلى تغطية وعرض العمل أو الأنشطة الميدانية في مجال الأمن الغذائي، وبيان ما تواجهه المجتمعات من تحديات وما تحققه أيضاً من نجاحات.
وحث على دمج الإعلام في جميع برامج الأمن الغذائي، واستخدام المنتجات والتقنيات الإعلامية عند الترويج لأهداف الأمن الغذائي، لافتاً إلى أن الإعلام يمكن أن يكون عنصراً قوياً وفاعلاً في هذا المجال، لا سيما متى ما تم توظيف جميع المنصات.
وخلال مداخلته، أكد الإعلامي والكاتب القطري عبدالله حيي السليطي أنَّ الإعلام له دور كبير في تسليط الضوء على الفعاليات والأنشطة التي تقوم بها منظمة التعاون الإسلامي بشأن الامن الغذائي.
واستعرض السليطي إسهامات قطر في مجال الأمن الغذائي واستراتيجيتها في هذا الجانب، وما حققته من إنجازات.
وشدد على أهمية فتح قنوات الاتصال بين الوزارات ومنظمات الغذاء وبين الجمهور وذلك لبث الوعي بشأن الثقافة الغذائية والزراعية، لافتاً في هذا الصدد إلى الدور المهم لتطبيقات وبرامج وسائل التواصل الاجتماعي.
كما استعرض أيضاً روبرت مرادي من مجمع التلفزيون والإذاعة التابع لرئيس جمهورية كازاخستان إسهامات المجمع في نشر الوعي بشأن الأمن الغذائي والاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية.
وتتواصل أعمال المنتدى الثاني رفيع المستوى للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي على مدى يومي الاثنين والثلاثاء من خلال جلسات وحلقات نقاش لبحث مختلف القضايا المتعلقة بالأمن الغذائي.
(انتهى)
