العالم

الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية: الاحتفال بـ”العربية” يعكس مكانتها كلغة فاعلة وركيزةً حيويةً في المشهد الثقافي والحضاري محليًّا وعالميًّا  

جدة (يونا) – أكد الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الأستاذ الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي أن اللغة العربية، تظلُّ عنصرًا راسخًا في التنوع الثقافي واللغوي.

وقال في كلمة ألقاها نيابة عنه، نائب الأمين العام للمجمع، الدكتور إبراهيم أبانمي  خلال الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي أقيم اليوم الأربعاء 24 ديسمبر 2025 بمقر منظمة التعاون الإسلامي في جدة ة، إن العربية لغةٌ حملت إرثًا حضاريًّا ومعرفيًّا واسعًا، وأسهمت على مرّ العصور في تشكيل الوعي الإنساني، وما زالت تمثّل رابطًا بين الشعوب في تاريخها وثقافاتها.

وأضاف” يسعدني أن ألتقي بكم اليوم في هذا الاحتفال الذي يجمعنا باللغة العربية في يومها العالمي، والذي يُقام بالشراكة مع منظمة التعاون الإسلامي للعام الرابع على التوالي؛ امتدادًا لجهود مشتركة تؤكد مكانة العربية ودورها في التواصل الإنساني والمشهد الثقافي لدول المنظمة، ونحن إذ نجتمع اليوم في ظل منظمة التعاون الإسلامي- نؤكد أن اللغة العربية كانت ولا تزال ركيزةً حيويةً في المشهد الثقافي والحضاري محليًّا وعالميًّا، وأن الاحتفال بها يعكس مكانتها؛ بوصفها لغة تواصل فاعلة بين الشعوب، ومكونًا أساسيًا في التنوع اللغوي والثقافي الذي تتميز به دول المنظمة”.

وأوضح أن مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يعمل وفقًا لرؤية واضحة، بمسارات متعددة تشمل: التخطيط والسياسات اللغوية، والحوسبة اللغوية، والبرامج التعليمية، والبرامج الثقافية؛ في إطار توجه مؤسسي يستشرف مستقبلًا لغويًّا قائمًا على المعرفة والتخطيط، ويعزّز مكانة اللغة العربية؛ بوصفها لغةً عالميةً، وذلك بدعم وتمكين من الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة، رئيس مجلس أمناء المجمع، الذي يواصل دعم برامج المجمع، وتوسيع نطاق عمله محليًّا وعالميًّا.

وأبان أنه انطلاقًا من هذه الرؤية المتكاملة؛ امتدّ حضور المجمع إلى العديد من المحافل الدولية؛ احتفالًا باليوم العالمي للغة العربية، ومن ذلك: الاحتفال مع رابطة العالم الإسلامي، ومنظمات الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف، واليونسكو في باريس، وجامعة الدول العربية، وفي النطاق المحلي بالشراكة مع المتحف الوطني، ومركز إثراء، وبعض الجهات الوطنية.

وتابع” نصل اليوم إلى هذا الاحتفال مع منظمة التعاون الإسلامي برعاية كريمة من  وزير الثقافة، بينما تواصل فرق المجمع تنفيذ مشروعات تمتد إلى دول عدة؛ ليشمل أثرها الطفلَ في تعلّمه الأول، والطالبَ في مسيرته الجامعية، والمعلمَ في تطوير مهاراته، إضافةً إلى الباحثين والمؤسسات في احتياجاتهم اللغوية اليومية.

وشدد على أن حضور المجمع، يتوسع ببرامجه الرقمية والتعليمية؛ إذ نُفّذ اختبار (همزة) الأكاديمي الذي يتيح للمتعلمين قياس كفاياتهم اللغوية بكل يسر وسهولة بالمصاحبة مع اليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر، ويستقبل مركز (أبجد) لتعليم اللغة العربية -الذي يمتدّ لثمانية أشهر- طلابًا من دول متعددة ببرامج نوعية تعزز مهاراتهم اللغوية، في حينِ يواصل مركز (ذكاء العربية) تطوير أدوات لغوية تعتمد على البيانات والتحليل، وتنمو المنصات الرقمية، مثل: (فلك) و(سِوَار) اللتين تقدّمان خدمات للباحثين والمختصين.

وأكد أن تعاون المجمع مع منظمة التعاون الإسلامي، أثمر عن سلسلة من المبادرات  شملت الندوات العلمية والبرامج التدريبية التي استفاد منها معلمون ومتعلمون من الدول الأعضاء، واتسع التعاون ليشمل مجالاتٍ معرفيةً وبحثيةً أنتجت أعمالًا ترصد الواقع اللغوي في دول المنظمة، من بينها كتاب: (اللغة العربية في منظمة التعاون الإسلامي)، وسلسلتَا (حالة السياسات اللغوية) و(حالة تعليم العربية لغةً ثانيةً). وتمثل هذه الشراكة عنصرًا محوريًّا في دعم المبادرات اللغوية، وتطوير السياسات التعليمية، وتعزيز حضور العربية في الدول الأعضاء.

واختتم كلمته بتوجيه الشكر إلى الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود  وزير الثقافة، رئيس مجلس أمناء المجمع على دعمه الدائم لبرامج المجمع ومشروعاته، وإلى منظمة التعاون الإسلامي على تعاونها المستمر، وجميع الخبراء والوفود على مشاركتهم التي تثري هذا الاحتفال، وتدعم مستقبل اللغة العربية.

(انتهى)

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى