واشنطن (يونا/ يونا) أكد محللون وخبراء أمريكيون أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة أمس الثلاثاء، يمثل “حادثا مؤسفا” وانتهاكا واضحا للأعراف الدولية.
وشددوا في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، على أن استهداف قطر، الدولة التي تضطلع بدور رئيسي في الوساطة، يهدد المساعي الدبلوماسية في المنطقة ويضع الولايات المتحدة أمام اختبار صعب.
وفي هذا السياق قال الدكتور بول ديفيس، نائب رئيس تطوير الأعمال الحكومية في شركة “سيكوردام”، ومؤسس ورئيس مؤسسة “جانس ثنك” لشؤون الأمن الدولي، في تصريح لـ(قنا) “إن الهجوم على الدوحة كان غير متوقعا، ولم تكن الولايات المتحدة تعلم به في الوقت المناسب”، مشيرا إلى أن ذلك “سيترك تداعيات خطيرة على علاقات واشنطن بدول الخليج وعلى الدبلوماسية في ملف غزة”.
وأضاف: “أن الولايات المتحدة تعمل بجد للحفاظ على الدور المحوري لدولة قطر كوسيط أساسي لا غنى عنه، إذ أثبتت الدوحة بمصداقيتها وفاعليتها أنها الجهة الوحيدة القادرة على أداء هذا الدور”، لافتا إلى أن هذه الضربة “ستؤثر مؤقتا على صورة الولايات المتحدة وقدرتها على التنسيق مع شركائها الخليجيين”.
من جانبه، اعتبر الدكتور توماس إس. واريك، الزميل الأول غير المقيم في مبادرة سكوكروفت للأمن في الشرق الأوسط، في تصريح مماثل، أن الموقف الأمريكي بعد الضربة حمل رسائل مهمة أبرزها “تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقطر بعدم تكرار مثل هذه الهجمات”.
وقال واريك: “إن واشنطن مصممة على إعادة إطلاق عملية الوساطة بمشاركة قطر ومصر، وقد نشهد خطوات ملموسة خلال الأيام المقبلة”.
وأضاف أن “استهداف الدوحة يشكل خرقا للأعراف الدولية التي تحظر المساس بالوسطاء”.
من جهته، وصف السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، الهجوم بأنه “انتهاك واضح للقانون الدولي”.
وقال ميرفي في تصريحات صحفية: “إن طالبان وحماس لديهما تمثيل سياسي في قطر لأن الدوحة تاريخيا عملت كوسيط بين هذه المجموعات والدول الشرعية مثل الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، وذلك بطلب من واشنطن نفسها”.
وذكر ميرفي أن قطر وسيط رئيسي وعلى الناس أن يدركوا أن الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي هما من طلبا منها القيام بهذا الدور، وما تلقته مقابل ذلك هو ضربات جوية.
بدوره، أكد روبرت مالي، المبعوث الأمريكي السابق لشؤون إيران ومستشار الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في شؤون الشرق الأوسط، أن الضربة “تؤكد عدم اهتمام الحكومة الإسرائيلية بالتوصل إلى نهاية تفاوضية للحرب في غزة”.
وقال مالي في تصريحات صحفية إن “الهجوم يتسبب في تسميم البيئة لأي دولة ترغب في الوساطة مستقبلا”، محذرا من أن غياب معارضة سياسية واسعة داخل الكيان الإسرائيلي يعكس كيف أصبح “الدمار التام والاستسلام غير المشروط سياسة مقبولة على نطاق واسع”.
(انتهى)
