أخبار الاتحادمنظمة التعاون الإسلامي

مدير عام “يونا”: ألعاب الفيديو أصبحت واقعا معاشا يحتم اتباع نهج جماعي لاستثمار فوائدها ودرء مخاطرها

جدة (يونا) – أكد المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي، الأستاذ محمد بن عبدربه اليامي، أن ألعاب الفيديو أصبحت واقعا معاشا، وأن الكل يشعر بتأثيرات هذه الألعاب في أسرته والدائرة المحيطة حوله من شباب وناشئة وأطفال، ما يحتم اتباع نهج جماعي لاستثمار ما تتيحه هذه الألعاب من فوائد، ودرء ما يرتبط بها من مخاطر.

وقال مدير “يونا” في كلمته الافتتاحية للندوة التي نظمها الاتحاد اليوم الخميس 4 سبتمبر 2025  بمقر منظمة التعاون الإسلامي حول “تمكين الشباب في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي من خلال ألعاب الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي: الفرص التحديات”، إنَّ فوائد وفرص الاستفادة من ألعاب الفيديو، أوسع من مخاطرها، مبينا أن الألعاب الإلكترونية تٌعد صناعةً ضخمةً تتنافس فيها الدولُ والشركاتُ العالمية، وأن الإحصائيات تبين حجمَ هذه الصناعة بعد أن بلغ 455 مليار دولار أمريكي خلال عام 2024 الماضي، ما يؤكد الحجم الاقتصادي الهائل لهذه الألعاب لتصبح مجالا حيويا للاستثمار والتنمية، وخلق فرص العمل في المجتمعات ولا سيما لفئة الشباب.

وأوضح أن إسهام دول منظمة التعاون الإسلامي في هذه الصناعة لا يزال محدوداً، آملاً في أنْ تعمل هذه الندوةُ على معالجة ما يمكن من خلال الخروج بتوصيات ومقترحات تسهم في بناء خطط عمل يتآزر فيها القطاعان الحكومي والخاص لدعم نهوض هذه الصناعة، وتحويلها إلى مُنتجٍ فاعلٍ وليس مجرَّد مستهلك.

وأبان أنه بجانب هذا البعد الاقتصادي، يمكن للألعاب الإلكترونية أنْ تضطلع بدور تربوي وتعليمي متى تمَّ توظيفُها بشكل منهجي ومنظَّم في ظل التأكيد على أن ألعاب الفيديو تدعم التعليم الفعال من خلال توفيرها السياق والإطار القصصي للمادة التعليمية، وتحقيق التفاعل والمشاركة العاطفية، إضافة إلى ما تتيحه من هامش للتعلم عبر ارتكاب الأخطاء وتصحيحها.

وأكد أنَّ إعادة بناء محتوى الألعاب الإلكترونية وفقاً لهذه الغايات التعليمية من شأنه أنْ يتيح  فرصاً كبيرة في نقل المعرفة، وتأصيل المفاهيم السليمة، وتمرير التراث العريق بأبعاده الثقافية والحضارية إلى الأجيال الناشئة.

وأشار مدير عام “يونا” إلى عدم خلو بعض الألعاب من المخاطر، ولا سيما على الأطفال والناشئة، ويأتي في طليعة هذه المخاطر ما تُسبِّبه من إدمان وتعلُّق شديد قد يصرف الناشئة عن العناية بالأمور الأهم في حياتهم كالتعليم، ويُؤثر سلباً على صحتهم البدنية والنفسية، كما أن بعضُ الألعاب الإلكترونية تتضمن محتوى منافٍ للقيم والثقافة الإسلامية، إضافة إلى المخاطر الأمنية المرتبطة بانخراط الأطفال في مجتمعات وبيئات قد يتعرَّضون فيها لأفكار وممارسات خطيرة.

وأردف” إذا كان التعاطي مع المشكلة الأولى يتم غالباً من خلال الأسرة، فإنَّ التعاطي بفعالية مع المشكلتين الأخيرتين يتطلَّب تضافراً في الجهود وعملاً مشتركاً من جميع الدول الأعضاء، فالنجاح في فرض محتوى ملائم في هذه الألعاب، ومراقبة مخاطرها الأمنية، يتطلَّب حضوراً قوياً ومؤثراً في السوق العالمية للألعاب الإلكترونية، وهو ما يفرض توطين هذه الصناعة في الدول الإسلامية، على النحو الذي يتيح لها قدراً أكبر من التحكُّم في مضامين هذه الألعاب وما تنشره من قيم وأفكار”.

وأضاف” لا شكَّ أنَّ أول خطوة على طريق هذا التوطين هي إعادة تصميم المناهج والمسارات التعليمية في الجامعات وفقاً لهذا الغرض، بحيث يتم استحداثُ مساراتٍ وتخصصاتٍ أكاديميةٍ جديدةٍ في مجال الألعاب الإلكترونية عموماً، وألعاب الفيديو خاصة، لدراسة سبل تطوير وتصميم هذه الألعاب، وتأهيل جيل جديد من المصممين والمطورين، واستحداثُ مؤسسات حكومية مستقلة تُعْنَى بمسألة الألعاب الإلكترونية تطويراً وتنظيماً”.

وأشاد اليامي باستحداث المملكة العربية السعودية لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، في إطار جهودها الكبيرة للنهوض بهذا القطاع الحيوي، وتعزيز إسهاماته في دفع الابتكار والتكنولوجيا.

وأرجع حرص “يونا” على تنظيم وإدارة هذه الندوة، إلى أهمية الألعاب الإلكترونية باعتبارها محوراً أساسياً في الإعلام، مشيرا إلى أن الإعلامُ يعمل على نقل المعلومات وإيصالها إلى الجمهور، وأن الألعاب الإلكترونية اليوم، باتت من أهم الوسائل التي يتم تناقل المعلومات خلالها، ولا سيما في أوساط الشباب والأطفال، موضحا أن بعض العادات المصاحبة لممارسة الألعاب الإلكترونية مثل البث المباشر لعملية اللعب على وسائل التواصل الاجتماعي، وتسجيلها في برامج “البودكاست”، ونحوها، يُقوِّي علاقة الألعاب بمجال الإعلام، الأمر الذي يحتم على وسائل الإعلام البحث عن وسيلة لاستيعاب هذه الممارسة ضمن مؤسساتها، بما ما من شأنه أنْ يتيح قدراً أكبر من الحرية في تنظيمها والإشراف عليها وضمان التزامها بالمعايير الأخلاقية والتنظيمات المعتمدة.

وشدد على ضرورة أن يكون لوسائل الإعلام في الدول الأعضاء دور أكثر فاعلية في التوعية بفوائد الألعاب الإلكترونية والتحذير من أضرارها.

واختتم اليامي كلمته بتقديم الشكر للأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، ووزارة الرياضة في المملكة العربية السعودية على جهودهما في تنظيم الندوة، كما شكر الدول الأعضاء لحرصها على المشاركة بفعالية في أعمال الندوة ومناقشاتها، آملا أن تضع الندوة أساساً متينا لتحرك إسلامي مشترك في مجال توطين صناعة الألعاب الإلكترونية وتطويرها بما يتناسب مع القيم والتطلعات.

(انتهى)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى