فلسطين

مجلس الأمن الدولي يبحث الأوضاع الكارثية في غزة ويدعو لوقف فوري لإطلاق النار وتدفق المساعدات

نيويورك (يونا/وفا) – عقد مجلس الأمن الدولي، مساء أمس اجتماعه الشهري بشأن القضية الفلسطينية، خاصة الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، دعا خلالها إلى وقف فوري لإطلاق النار وتدفق دخول المساعدات إلى القطاع.

واستمع المجلس الى إحاطة من المنسقة الخاصة لعملية السلام في الشرق الأوسط بالنيابة سيغريد كاغ.

وقالت كاغ إن شعوب المنطقة يطالبون بالعدالة والسلام، ولا يمكن أن يكون سلام دون حل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، إذ سيظل مستقبل المنطقة مقيدا بماضيها ما لم يتم اتخاذ قرارات جريئة لكسر هذه الدوامة.

وأضافت أن حل الدولتين على المحك ويجب إنقاذه، والسلام لا يمكن أن يكون ترتيبا جزئيا أو مؤقتا، ويجب أن يستند للتوافق الدولي والشرعية الدولية وينتقل من إدارة النزاع إلى انهائه.

وقالت إنه يجب دعم مؤتمر السلام المقرر في حزيران/يونيو الذي سترأسه فرنسا والسعودية، ويجب أن يطلق مسار لإنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين، ومسار يوحد الضفة الغربية وقطاع غزة ويؤدي لدولة فلسطينية مع القدس عاصمة للدولتين، وعلينا التوجه للقرارات وللتنفيذ وليس عمل نصوص جديدة.

وأضافت أن العمليات العدوانية في قطاع غزة تسببت في استهداف المدنيين، ويجب أن لا نعتاد على عدد الناس الذين يقتلون أو يذبحون من الأطفال والأمهات الذين تدمرت حياتهم، كلهم كان لديهم اسم وأحلام وتطلعات، كما تعرض المدنيون لإطلاق النار وأصبحوا في مناطق “آمنة” تتقلص بشكل متزايد، محرمون من الإغاثة ويتم تجويع الأسر وتحرم من أساسيات الحياة، وهناك عدد قليل من البضائع دخل إلى قطاع غزة وتم توزيعها من قبل الأمم المتحدة، وهذا يشابه قارب إنقاذ بعد غرق السفينة، ولا يكفي، ويجب أن تكون المساعدات الإنسانية وفق مبادئ الحياد، ولدينا خطة نسعى لتنفيذها ولن نشارك في أي آلية تنتهك الكرامة الإنسانية، والمساعدات لا يمكن أن تكون خاضعة لأي تفاوض أو تفرض التهجير.

وقالت إن المدنيين في قطاع غزة يحتاجون مستقبلا قابلا للحياة، وأي حل لقطاع غزة هو حل سياسي يتضمن دعما لأن تكون حكومة فلسطينية نشطة، وحكم يشمل غزة والضفة الغربية معا.

وقال الجراح الأميركي المتخصص في الصدمة فيروس سدبا، والذي تطوع مرتين لعلاج المدنيين في قطاع غزة في المستشفى الأوربي وفي مجمع ناصر الطبي، “أنا هنا ليس كسياسي بل كطبيب شهد الاستهداف المتعمد للنظام الطبي في قطاع غزة ومحو شعب بكامله في القطاع من قبل الاحتلال الإسرائيلي”.

وقال إن “دستور منظمة الصحة العالمية يقول إن صحة كل الشعوب تعتبر أساسية للأمن والسلام، وتطوعت في عدة مناطق نزاع، ولكن في غزة كنا نعمل بدون تعقيم أو كهرباء أو تخدير والجراحات كانت تتم على أرض غير نظيفة وقذرة، وافتقدنا وحدات الدم والمضادات الحيوية التي تكون متاحة في أي مكان في العالم. كل من تعاملت معهم هم أطفال، حيث الشظايا وصلت إلى قلوبهم ودماغهم. وعالجت نساء حوامل ونساء يحتمين في المستشفى، يطهين الطعام في أقسام الطوارئ خلال الحرب عليهم”.

وقال إن “أسس الحياة في قطاع غزة تدمرت عبر حملة عسكرية مستدامة انتهكت بشكل متعمد القانون الدولي الإنساني، فالمدنيون لا يموتون من الحرب فقط بل من سوء التغذية ومن الالتهابات ومن وقف الرعاية الصحية ومن اليأس من الحياة، وشهدت تراجعا حادا في صحة المرضى ليس بفعل الجروح بل بسبب تفاقم الجوع وسوء التغذية”.

وأضاف أن ما يجري في قطاع غزة هو كارثة، عبر حرمان الانسان من الحياة والماء والغذاء والدواء، واستمرار الإبادة الجماعية. داعيا لوضع حد لهذه الفظائع.

وأضاف “هناك شعب كامل على حافة البقاء على قيد الحياة. شهدت إصابات جماعية كبيرة وكانت الأكبر في مسيرتي المهنية. في مجمع ناصر الطبي يتوفى نصف المصابين فور وصولهم إذ لا يوجد نظام صحي في العالم قادر على التعامل مع عدد الإصابات في غزة. معظم المرضى هم من الأطفال وهناك أسر كاملة اختفت، والعام الماضي نشرت جريدة نيويورك تايمز أن 83% من المشاركين في البعثات الطبية في قطاع غزة أشاروا إلى أنهم عالجوا أطفالا أصيبوا بالرصاص في الصدر والرأس، وأنا عالجت 13 طفلا أصيبوا بالرصاص في الرأس والصدر”.

وقال إن الأطباء في غزة يتذكرون ملابس أطفالهم ويحفظونها ليتعرفوا على بقاياهم بعد قصفهم. أحث هذا المجلس على العمل على تدابير لوقف إطلاق نار فوري ودائم ووقف نقل الأسلحة، والمطالبة بفتح معابر غزة ومعاقبة إسرائيل وضمان نقل المرضى من غزة للضفة للعلاج وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام في كل قطاع غزة”.

قالت ممثلة غيانا، إنه لا ينبغي لأي إنسان أن يعيش الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة، وعلى مجلسنا اتخاذ قرارات حاسمة وعاجلة على أساس مبدأ استجابة للحالة الخطيرة التي تسود القطاع داعية إلى العودة الفورية لوقف إطلاق النار.

وأضافت أنه لا ينبغي للفلسطينيين التخلي عن حقوقهم، أو أن يتم إجبارهم على ترك وطنهم، فالتهجير القسري هو اختيار مزيف، واي صفقة سلام ينبغي أن تخضع للقانون الدولي، فالعدوان على غزة حقق سوابق في الانتهاكات للقانون الدولي، وأن استمرار منع دخل المساعدات من قبل إسرائيل يجب أن ينتهي ويجب حماية المدنيين.

وقالت: ان الحصار المستمر على قطاع غزة أصاب جهود العمل الانساني بالشلل، ومنع وصول المساعدات داعية إسرائيل للوفاء بالتزاماتها وضمان وصول المساعدات للمدنيين، فحالة انعدام الأمن الغذائي في غزة مقلقة، وكل المشاهد التي تبث في كل أرجاء العالم، ونحن لم نحرك ساكنا.

وأكدت أن بلادها تدعو الى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، ورفع الحصار عن القطاع، والسماح للجميع بالعمل لإنقاذ الأرواح، وإعادة إحياء حل الدولتين بوصفه الحل العادل والوحيد.

أعرب ممثل المملكة المتحدة بقوة العدوان الإسرائيلي المتصاعد في قطاع غزة، مضيفا “أن وقف إطلاق النار وعدم سفك الدماء هو السبيل لوقف دائرة العنف”.

وقال إن الأمم المتحدة أنذرت من خطر عدم توصيل المساعدات، وهذا من شأنه أن يزيد المأساة، لافتا أنه “نحن والأمم المتحدة جاهزون للعمل والدخول الى القطاع، وهنا رسالتنا الى إسرائيل للسماح بتمكيننا من العمل فورا”.
واعتبر ان “التهجير القسري هو خرق للقانون الدولي” منوها الى “خطر ما يقوم به المستعمرون من الاستفزاز في الأماكن

المقدسة، الأمر الذي يزيد من التوتر والعنف، ونحن سنستمر بالعمل من أجل حل الدولتين”.

قال مندوب دولة فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن صور الجياع واليائسين وهم يحاولون الحصول على المساعدات “مفجعة” و”تدمي القلوب”.

وأضاف: “هؤلاء أناس، بشر، محرومون من الماء والغذاء والدواء لفترة طويلة، ويصارعون الموت بخيط رفيع”، مضيفًا أن هذا “يُغضب الشعب الفلسطيني”.

وقال، مشيرًا إلى أعضاء مجلس الأمن: “من المُشين أن نرى هذا الوضع، ومع ذلك لا نتحرك: كم تريدون أكثر من ذلك؟”.

وأضاف أن خطة الأمم المتحدة للمساعدات، بقدراتها المُثبتة على أرض الواقع، لا تزال الخطة الوحيدة القابلة للتطبيق لإيصال مساعدات الإغاثة، وهي تتضمن جميع الضمانات اللازمة – ”

(انتهى)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى