
رام الله (يونا/ وفا) – لقي استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص الحي لوفد دبلوماسي في مخيم جنين أمس، إدانة واسعة على الصعيدين العربي والدولي، حيث اعتبرت العديد من الدول هذا الاعتداء انتهاكا صارخا للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية.
وفي هذا السياق، أدانت المملكة العربية السعودية تعرض وفد دبلوماسي يضم سفراء وممثلي دول عربية وأجنبية، لإطلاق نار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء زيارتهم مخيم جنين.
وطالبت السعودية المجتمع الدولي، خاصةً الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بالوقف الفوري للانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين والبعثات الدبلوماسية ومنظمات الإغاثة العاملة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما جددت مطالبتها بتفعيل آليات المحاسبة الدولية بحق جرائم الاحتلال المتواصلة، والمخالفات المتكررة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند، إن أربعة دبلوماسيين كنديين كانوا ضمن الوفد الدبلوماسي الذي أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص عليهم في جنين أمس.
وأضافت الوزيرة على منصة “إكس”، أنها “طلبت من المسؤولين استدعاء السفير الإسرائيلي لإبلاغه “بمخاوف كندا الجدية.. ونتوقع تحقيقا شاملا ومحاسبة المسؤولين”.
وأدانت وزارة الخارجية العراقية الهجوم الذي نفذته قوات الاحتلال ضد وفد دبلوماسي في مخيم جنين.
وذكرت الخارجية العراقية، في بيان، أن “استهداف الممثلين الدبلوماسيين يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية، ويعكس استخفافاً واضحاً بسلامة البعثات الدولية، وخرقاً لحرمة العمل الدبلوماسي”، مؤكدة “أن زيارة الوفد جاءت بهدف رصد الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال”.
وأكدت تضامن العراق الكامل مع الشعب الفلسطيني، داعية إلى تكثيف الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
وأعلنت البرتغال استدعاء السفير الإسرائيلي لديها احتجاجًا على إطلاق النار تجاه وفد دبلوماسي غربي وعربي في جنين.
وأعربت “الخارجية البرتغالية” في بيان، عن تضامنها مع سفيرها الذي كان ضمن الوفد، وأكدت أنها ستتخذ “الإجراءات الدبلوماسية المناسبة” ردا على إطلاق النار.
واستنكرت وزارة الخارجية التركية إطلاق قوات الاحتلال النار على دبلوماسيين، من بينهم أتراك، خلال زيارتهم جنين، ودعت إلى تحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين.
وقالت الوزارة في بيان لها إن “هذا الهجوم، الذي عرّض حياة الدبلوماسيين للخطر، دليل آخر على تجاهل إسرائيل الممنهج للقانون الدولي وحقوق الإنسان”، مضيفة أن دبلوماسيا من قنصليتها في القدس كان من بين المجموعة.
وتابعت: “يُشكل استهداف الدبلوماسيين تهديدا خطيرا ليس فقط لسلامة الأفراد، وإنما للاحترام والثقة المتبادلين اللذين يشكلان أساس العلاقات بين الدول”.
كما استنكرت وزارة الخارجية الألمانية إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على الوفد دبلوماسي، وقالت في بيان إن الوفد ضم دبلوماسيا ألمانيا وسائقا من مكتب التمثيل في رام الله.
وأضافت أن “الوفد مسجل رسميا ويجري أنشطة دبلوماسية بالتنسيق مع كل من السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي”.
وجاء في البيان “يجب على الحكومة الإسرائيلية توضيح ملابسات الحادث فورا واحترام حرمة الدبلوماسيين”.
من ناحيته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أنه سيستدعي السفير الإسرائيلي بعد تعرض دبلوماسيين لإطلاق نار من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين.
ووصف بارو، في منشور على منصة “إكس”، الواقعة بأنها “غير مقبولة”، وقال إنه سيُطلب من السفير تقديم تفسير.
وأدانت جمهورية مصر العربية، إطلاق جيش الاحتلال الرصاص الحي، تجاه عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية من دول مختلفة، أثناء زيارتهم مخيم جنين، من بينهم السفير المصري لدى دولة فلسطين.
وشددت مصر في بيان أصدرته وزارة خارجيتها، على رفضها المطلق للاعتداء، الذي يعد منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية، مطالبة “الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات تلك الواقعة”.
كما أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية إطلاق قوات الاحتلال النار تجاه الوفد الدبلوماسي من بينهم السفير الأردني في رام الله، إلى جانب عدد من الصحفيين العرب والأجانب، أثناء قيامهم بجولة ميدانية في محافظة جنين للاطلاع على الأوضاع الإنسانية فيها.
واعتبرت الوزارة في بيان، على لسان الناطق الرسمي باسمها السفير سفيان القضاة، أن ذلك يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وجريمة تخالف جميع الأعراف الدبلوماسية.
وأعرب القضاة عن رفض المملكة المطلق، وإدانتها لهذا الاستهداف، الذي يُعد انتهاكا للاتفاقيات والأعراف الدبلوماسية، خصوصًا اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961، التي تحدد الإجراءات والضوابط الخاصة بالعمل الدبلوماسي، وتمنح الحصانات للبعثات الدبلوماسية.
وأدانت إيطاليا وإسبانيا وبلجيكا، إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي تجاه الوفد الدبلوماسي أثناء وجوده عند مدخل مخيم جنين.
وأدان وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، الاعتداء، مطالبا إسرائيل “بتوضيح فوري لما حدث”، معتبرا أن “التهديدات ضد الدبلوماسيين غير مقبولة”.
وقال: “وجهت باستدعاء السفير الإسرائيلي في روما للحصول على توضيحات رسمية بشأن ما حصل في جنين”.
من ناحيتها، أدانت إسبانيا في تصريحات نقلتها وكالة فرانس عن مصادر في وزارة الخارجية الإسبانية، الاعتداء، وأضافت “كان هناك إسباني ضمن مجموعة الدبلوماسيين وهو بخير، نحن على تواصل مع الدول الأخرى المتضررة لتنسيق الرد المشترك على ما حدث، وهو ما ندينه بشدة”.
بدوره، أعرب وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو عن صدمته تجاه اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على الوفد الدبلوماسي، معتبرا أن الوفد كان في موكب مكون من 20 مركبة “واضحة المعالم”.
وطالب في منشور له على منصة “إكس”، “إسرائيل بتفسير مقنع”، مضيفا أن الدبلوماسي البلجيكي لم يُصب بأذى.
وأكد دبلوماسي كان حاضرا خلال الزيارة لوكالة فرانس برس أنه سمع “إطلاق نار متكررا” قادما من داخل مخيم جنين للاجئين.
ودعت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إلى التحقيق في إطلاق الرصاص الحي تجاه وفد دبلوماسي أثناء وجوده عند مدخل مخيم جنين.
وطالبت كالاس إسرائيل بمحاسبة المسؤولين عن هذا الاعتداء، مضيفة أن “أي تهديد لحياة الدبلوماسيين أمر غير مقبول، لذا، ولأن إسرائيل طرف في اتفاقية فيينا، فمن حقها، بل من واجبها، ضمان أمن جميع الدبلوماسيين الأجانب.
وفلسطينيا، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين استهداف الاحتلال المباشر بإطلاق الرصاص الحي على وفد دبلوماسي معتمد لدى دولة فلسطين يرافقه عدد من الصحفيين العرب والأجانب، أثناء قيامه بجولة ميدانية في محافظة جنين للاطلاع على الأوضاع الإنسانية والجرائم والانتهاكات المرتكبة من الاحتلال في المنطقة.
وأكدت “الخارجية” في بيان صادر عنها أن هذا الفعل العدواني يُعد خرقا فجّا وخطيرا لأحكام القانون الدولي، ولأبسط قواعد العلاقات الدبلوماسية المنصوص عليها في اتفاقية فيينا لعام 1961، والتي تضمن الحماية والحصانة للبعثات والوفود الدبلوماسية.
وأشارت إلى أن استهداف ممثلي الدول الأعضاء المعتمدين لدى دولة فلسطين يعد تصعيداً خطيرا في سلوك الاحتلال، ويعبّر عن استهتار ممنهج بالقانون الدولي وبسيادة دولة فلسطين وحرمة ممثلي الدول على أراضيها.
وحملت، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا الاعتداء الجبان، مؤكدة أنه لن يمر دون محاسبة.
كما أدان نائب رئيس دولة فلسطين، نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، بشدة، إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على إطلاق النار على المبعوثين الدبلوماسيين العرب والأجانب، الذين كانوا في زيارة تفقدية لمحافظة جنين.
وقال الشيخ في بيان، صدر عنه، “نطالب المجتمع الدولي بلجم هذا الانفلات الوحشي لقوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية”.
كذلك، أدان رئيس المجلس الوطني روحي فتوح جريمة إطلاق الاحتلال الإسرائيلي النار صوب الوفد الدبلوماسي في مخيم جنين.
وأكد فتوح في بيان، أن استهداف الدبلوماسيين يعد عملا إرهابيا وخرقا واستهتارا بالقانون الدولي، ودليلا على ثقافة جيش الاحتلال الإسرائيلي القائمة على عدم احترام أي قوانين دولية، أو أعراف دبلوماسية.
وحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن هذا الاعتداء، داعيا المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات الاقتصادية والسياسية، وعزل الاحتلال الإسرائيلي العنصري، وتحمل مسؤولياته تجاه هذه الانتهاكات المتكررة، والعمل بشكل عاجل على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب.
كما استنكر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عزام الأحمد، استهداف قوات الاحتلال للمبعوثين الدبلوماسيين العرب والأجانب بإطلاق الرصاص الحي تجاههم، أثناء زيارتهم التفقدية لمحافظة جنين ومخيمها.
وأكد الأحمد في بيان، أن الاستهداف الوحشي للمبعوثين الدبلوماسيين، جريمة تضاف لسجل الاحتلال الدامي، وتؤكد للعالم أجمع أن جيش الاحتلال مستمر في جرائمه ضد أبناء الشعب الفلسطيني وضد كل من يتضامن معه دون أي رادع.
يذكر أن قوات الاحتلال، أطلقت ظهر أمس الأربعاء الرصاص الحي صوب وفد دبلوماسي أثناء تواجده عند مدخل مخيم جنين، للاطلاع على أوضاع المخيم، والحصار المفروض عليه.
وضم الوفد سفراء: مصر، والأردن، والمغرب، والاتحاد الأوروبي، والبرتغال، والصين، والنمسا، والبرازيل، وبلغاريا، وتركيا، واسبانيا، وليتوانيا، وبولندا، وروسيا، وتركيا، واليابان، ورومانيا، والمكسيك وسيريلانكا، وكندا، والهند، وتشيلي، وفرنسا، وبريطانيا وعدد من ممثلي الدول الأخرى.
(انتهى)



