الدوحة (يونا) – أوضح الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، أن الدورة الـ26 لمجلس المجمع الإسلامي المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة، لن تألو جهدا في معالجة علمية رشيقة رزينة لطائفة حسنة من النوازل والمستجدات والتحديات التي تمس واقع الناس، وتؤثر في حياة الفرد والمجتمع، ومن أهمها الذكاء الاصطناعي، والألعاب الإلكترونية، والحوكمة الشرعية، والأمراض النفسية .
واستعاد الدكتور قطب خلال كلمته بمناسبة انطلاق أعمال الدورة الـ26 اليوم 4 مايو، ذكريات انعقاد دورة سابقة لمجلس مجمع الفقه الإسلامي في الدوحة أيضا.
وقال في كلمته” كان حلمًا، فأصبح واقعًا، وكان مشروعًا، فأضحى حقيقة.. مضى 22 عاما على تلكم الدورة المباركة التي رعتها دوحة الخير، وكانت الأمة حينها تواجه منعطفًا تاريخيًّا نتيجة ما أفرزه ما كان يعرف بالنظام العالمي الجديد من تحدياتٍ فكريَّة جسام، وتغيُّراتٍ اجتماعية عظام، وتحولات اقتصادية ضرام، وإكراهات سياسيَّة ضخام.. يومها كان للمجمع، حضورٌ ومواكبةٌ وإسهامٌ في توجيه الأفكار، وتسديد الأنظار، وترشيد الخطى والمسيرة ضد الأخطار المحدقة بسائر الأقطار والأمصار، حيث أصدر قراره التاريخي بشأن ذلك النظام المشبوه دعا فيه الأمة الإسلامية إلى تحصين الأجيال في وجه التحديات التي تفرضها ممارسات العولمة عن وعي وبصيرة، كما دعا الأمة إلى الإمساك بزمام المبادرة في التعامل مع أدوات العولمة وآلياتها وفق خطط شمولية تخاطب المجتمعات الإنسانية المعاصرة بالطريقة التي تفهم واللغة التي تدرك بعيدا عن الارتجالية والسطحية والتنظير القاصر.
وأضاف” ها هي الدوحة تجدِّد رعايتها دورة مجمعيَّة أخرى، والأمة الغراء تعيش منعطفا تاريخيا لا يقل خطورة من سابقه، إذ إن التحديات الفكرية في تنام مذهل، والتحولات الاجتماعية في تصاعد مخيف، والتطورات التكنولوجية والتقنية في تسارع مبهر، والتقلبات السياسية في تفاقم مفزع.. ولعل أمرَّها وأشدها قسوة وألما ما يتعرض له فلسطين عموما، وغزة الجريحة خصوصا في ظل صمت دولي يندى له جبين الإنسانية، ولم يتخيله دعاة حقوق الإنسان قديما وحديثا”.
وأردف” أمام هذه الظروف الحالكة يجدِّد المجمع سيره الحثيث في التعامل الحكيم الرشيد مع التحديات والنوازل والمستجدات من خلال اجتهاد جماعي يعتصم بالنص، ويتبصر بالمقصد، ويستوعب التعقيد، ويدرك التشابك، ويعتد بالمآلات، ولا يتخلى عن الثوابت، ولا يجمد على المنقولات، ويتفاعل مع الواقع بلغة الحجة والرحمة والعدل والإحسان والميزان.. وسطية في التفكير والتنظير، واعتدال في التحرير والتقرير، وواقعية في التطبيق والتنزيل”.
وأكد أنه ما كان للمجمع ليواصل ما أنيط به من مسؤولية فكرية جسيمة لولا توفيق الله وفضله ثم ذلكم الدعم المادي الذي ما فتئ يحظى به من لدن قادة الدول الأعضاء بمنظَّمة التعاون الإسلامي، والدعم الفكريَالذي ما برح أعضاؤه وخبراؤه يتحفونه به عبر الندوات والمؤتمرات، ولهذا، فإن الأمانة العامة للمجمع تغتنم هذه السانحة الطيبة لتتوجه بأسمى عبارات الشكر والامتنان والعرفان للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على كرم الضيافة، وحفاوة الترحيب، كما تتوجه بخالص الشكر وفائق التقدير للأستاذ غانم بن شاهين الغانم، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وكافة العاملين بالوزارة، على ما بذلوه من جهد وتفانٍ في الترتيب والتنسيق لهذه الدورة.
(انتهى)



