جيبوتي (يونا) – قال الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله إن جيبوتي يجب أن تكون على مستوى التحديات الحالية والمستقبلية، وذلك خلال خطابه الذي ألقاه أمس الاثنين بمناسبة حفل الاستقبال التقليدي الذي أقيم إحياءً للذكرى السنوية الـ45 لعيد استقلال جيبوتي. وتطرق الرئيس الجيبوتي خلال خطابه إلى معالم الطريق الذي سلكته جيبوتي ولازالت تسلكه وفق خطى ثابتة رؤى واضحة نحو تحقيق غدٍ مشرق ومستقبلٍ طموح. وأشار رئيس الجمهورية إلى النجاح المستمر للمجتمع الجيبوتي في اكتساب مرونة عالية لمواجهة التحديات والصدمات الخارجية التي تواجه العالم وجيبوتي باعتبارها جزءاً من هذا العالم، لافتاً إلى أن تلك الصدمات التي أصبحت مترابطة بشكل متزايد في عالم منفتح ومتصل مع بعضه، وتمتد فيه رياح العولمة بلا حدود أو حواجز، مستشهداً على ذلك بجائحة وباء COvid-19 وارتفاع الأسعار بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وأوضح الرئيس الجيبوتي في خطابه الخطوط الرئيسية لاستراتيجيته الهادفة لضمان الاستقلال التام لجيبوتي والقدرة غير القابلة للتفاوض لتحقيق احتياجاتها وتنميتها، فعلى المستوى الغذائي كشف جيله عن القيام بإجراءات تنسجم مع رؤية الحكومة وتوجهاتها كاستئجار مزارع في بعض البلدان المجاورة من أجل تزويد البلاد بالاحتياجات الأساسية لتعزيز الحفاظ على أمنها الغذائي. أما عن ظاهرة ارتفاع الأسعار، فقد أكد رئيس الجمهورية عزمه على محاربة هذه الظاهرة من خلال إجراءات إضافية وآليات اجتماعية للتخفيف من الصدمة، إضافة إلى اتخاذ عقوبات رادعة ضد بعض التجار الذين يجعلون من ظاهرة ارتفاع الأسعار تجارة رابحة لتحقيق مصالح شخصية على حساب الوطن والمواطن. كما خصص رئيس الجمهورية جزءاً مهماً من خطابه للوقوف على الحدث الوطني 27 يونيو ذكرى الاستقلال، مشيرًا بإيجاز للمسار الذي سلكته جيبوتي منذ حصولها على الاستقلال الوطني. وفي هذا الصدد أكد جيله أن الأولوية تتمثل دائمًا في الحفاظ على المكتسبات والإنجازات الرئيسية لسيادة جيبوتي، ولاسيما الوحدة والعدالة والمساواة، والتماسك، والترابط، والاستقرار. وبخصوص العمل التنموي، أكد رئيس الجمهورية متابعته الدائمة باستمرار، مشيرًا إلى القيام بإصلاحات مهمة بما في ذلك النظام التعليمي، حيث أصبحت المدرسة متاحة للجميع دون تمييز، وتم التخلص من سرطان النخبوية الذي احتفظ بالمعرفة لأقلية صغيرة، وفي النظام الصحي حققت الحكومة التأمين الصحي الشامل، وتم التخلص من التمييز وعدم المساواة في الحصول على الرعاية الصحية التي كانت تبقي بل وتحاصر الفئات الفقيرة من الناس في معاناتهم. وأشار رئيس الجمهورية في خطابه إلى أن مجتمعنا منح المرأة العنان لإطلاق طاقاتها بفضل الإصلاحات الاجتماعية والسياسية التي تم وضعها، وبذلك تخلصت المرأة من المفهوم الذكوري والقيود التي كانت تخنقها فتمكنت المرأة الجيبوتية من الانخراط في كافة مجالات الحياة وأنشطتها المختلفة بعد أن حققت العديد من المكتسبات المهمة. وكالعادة استغل الرئيس إسماعيل عمر جيله خطابه للترحم على شهداء الاستقلال، معبراً عن امتنان الأمة الأبدي لشهدائها أبطال النضال الوطني من الرجال والنساء المعروفين منهم وغير المعروفين أولئك الذين لم يترددوا في تقديم أرواحهم وحياتهم فداءً لحريتنا، الذين فضلوا السير في طريق الكرامة وإن كانت مميتة تخلصًا من حياة الاسترقاق والإهانة وعملوا على كشف الظلم وفضحه والقضاء عليه. وأقيم احتفال العيد الوطني برعاية الرئيس جيله بعد أن قام رئيس الجمهورية في وقت مبكر من صباح اليوم نفسه بوضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول الواقع في ساحة قصر الشعب. وشهد حفل الإحياء التقليدي لعيد الاستقلال المجيد في ذكراه الـ45 عرضًا عسكريًا جماعيًا شاركت فيه جميع الهيئات من القوات المسلحة والأمنية في البلاد، وتم افتتاح العرض تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة. وفيما يتعلق بالعرض العسكري، فإن إضافة طائرات بدون طيار كانت بمثابة عناصر فاعلة جديدة في العرض العسكري لهذا العام، حيث تمثل الطائرات المسيرة سلاحاً استراتيجيا وأجهزة ردع عسكرية من خلال مهاراتها الفائقة وقدرتها على تقديم عمل استراتيجي للغاية في تحديد التهديدات والهجمات. وشارك أعضاء الحكومة والبرلمان وكبار الشخصيات الاعتبارية المدنية والعسكرية، بالإضافة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى جيبوتي في مراسم العرض العسكري ومراسم الاستقبال. كما شاركت السيدة خضراء محمود حيد- سيدة جيبوتي الأولى ورئيسة الاتحاد الوطني للنساء جيبوتي، في الأحداث المتعلقة باحتفالات إحياء الذكرى السنوية الخامسة والأربعين لاستقلال الوطني المجيد. (انتهى)
2 دقائق