منظمة التعاون الإسلامي

الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي: الأمة الإسلامية تنتظر من العلماء حلولاً ناجعة لمشكلات الحياة المعاصرة

جدة (يونا) – أكد الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور قطب مصطفى سانو أنَّ الأمة الإسلامية في كل مكان تنتظر من العلماء حلولاً ناجعة لمشكلات الحياة المعاصرة وتحدياتها المتراكمة، وأجوبة شافية عن النوازل والمستجدات التي ما فتئت تنزل بهم. جاء ذلك خلال كلمته في حفل افتتاح الدورة الخامسة والعشرين لمجلس المجمع، والذي عقد مساء أمس الاثنين (20 فبراير 2023) في محافظة جدة، برعاية الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة، ممثلاً في الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي محافظ جدة. وأوضح سانو أنَّ الدورة الحالية تأتي بعد أربع سنوات عانت خلالها البشرية ألواناً من المصائب والآلام التي لم تعرفها من قبل، وعايشت الإنسانية في خضمها أشكالاً من التحديات والتغيرات، كما شهد العالم في ظلها صنوفاً من النوازل والمستجدات التي لم يألفها أبداً. وعبَّر سانو عن امتنان المجمع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء السعودي على ما يحظى به المجمع من رعاية دائبة وعناية فائقة، بما في ذلك الدعم المقدَّم لهذه الدورة من خلال مندوبية المملكة الدائمة لدى منظمة التعاون الإسلامي. من جانبه، أكد رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد أنَّ الدورة الحالية للمجمع متنوعة من حيث المشاركة، ومن حيث الموضوعات، وحجم البحوث المقدمة إليها، مشيراً إلى أنَّ المشاركين في الدورة يمثلون جمعاً من خيرة علماء الأمة ومفكريها. أوضح أنَّ موضوعات الدورة الحالية بلغت خمسة عشر موضوعاً متوزعة على موضوعات مهمة في نوازل العبادات، وتحديات الأسرة، والاجتماع، والتربية والتعليم، ومستجدات المال والأعمال، في حين بلغت عدد البحوث مائة وخمسة وستين بحثاً. وخاطب الشيخ ابن حميد المشاركين في الدورة قائلاً: إنَّ الأمل معقود عليكم أنتم العلماء والخبراء بعد الله جل جلاله أن تقوموا بمشيئة الله بواجب البيان، الذي أخذه الله علي أهل العلم في كل زمان ومكان، استناداً إلى الكتاب الذي جعله الله تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة، واتباعاً لهدي خير الورى، والتزاماً بمنهج الوسطية، والاعتدال الذي كان يسير عليه السلف الصالح من الصحابة الكرام. بدوره، أوضح الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه أنَّ محاور الدورة الحالية تعد من الأمور التي تفرض نفسها على الأمة الإسلامية، وعلى مراكزها الفكرية والدينية وخاصة مجمع الفقه الاسلامي الدولي. وأكد أنَّ التحديات المعاصرة تستوجب على العلماء والمفكرين التعامل معها والعمل على تثقيف المجتمعات بما يحفظ عليهم دينهم ويسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في أوطانهم وفي العالم. وأشار حسين طه إلى أن الأمانة العامة لمنظمة التعاون الاسلامي تؤكد على دعم مسيرة المجمع وأنشطته، وتدعو جميع الدول الأعضاء إلى دعمه بشكل عام، كما تؤكد على أهمية دعم صندوق الوقف التابع للمجمع، وذلك من أجل تحقيق أهدافه النبيلة، ومبادراته المختلفة. وشدَّد على أن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف نصَّت على تعليم الفتيات، وعلى المساواة في حق التعليم بين الجنسين، مشيراً إلى أنَّ هذه القضية عادت، للأسف الشديد، إلى طاولة النقاش مجدداً بسبب الفهم الخاطئ الذي تتبناه بعض الجماعات في هذا العصر. وتوجَّه حسين طه بالشكر الجزيل لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء على حرصهم على توفير كافة سبل العمل والنجاح لمجمع الفقه الإسلامي الدولي ولمنظمة التعاون الإسلامي بشكل عام. وفي ختام الحفل كرّم الأمير سعود بن جلوي محافظ جدة رعاة الدورة. وكان اليوم الأول للدورة قد شهد أيضاً عقد ثلاث جلسات علمية تطرقت الأولى لبيان حكم إلزامية التعليم بشقيه الديني والدنيوي على كلا الجنسين في الإسلام؛ فيما خصصت الجلسة العلمية الثانية لبحث موضوعي أثر جائحة كورونا على أحكام العبادات، والأسرة، والجنايات، وآثار جائحة كورونا على أحكام المعاملات والعقود والالتزامات المالية. وتطرقت الجلسة العلمية الثالثة لحكم الصلاة بغير العربية لعذر ولغير عذر، وحكم الصلاة خلف الهاتف والمذياع والتلفاز. ومن المرتقب أن تصدر عن المجمع قرارات شرعية تعالج هذه القضايا المستجدة في إطار الاجتهاد الجماعي الأصيل لعلماء العالم الإسلامي في العصر الراهن. يذكر أن الدورة تستمر أعمالها على مدى أربعة أيام خلال الفترة من 20 – 23 فبراير الجاري، بمشاركة أكثر من 200 عالمٍ من كبار علماء الأمة من الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي؛ على مستوى 57 دولة؛ وذلك لمناقشة 160 بحثاً علمياً في الموضوعات المختلفة. (انتهى)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى