الدوحة (يونا/قنا) – افتتحت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، اليوم، معرض /إلسورث كيلي: قرن من الإبداع/، في مركز قطر للابتكار وريادة الأعمال في التصميم والأزياء والتكنولوجيا /M7 /، وذلك في إطار فعاليات مبادرة /قطر تبدع/ لخريف وشتاء 2024 – 2025، وهي المبادرة الثقافية الوطنية التي تستمر فعالياتها على مدار العام وترعى وتروج للأنشطة الثقافية في قطر وتحتفي بتنوعها.
وينظم المعرض، الذي يحتفي بالمسيرة الاستثنائية للفنان الأمريكي الراحل إلسورث كيلي أحد أبرز فناني القرن العشرين، متحف غلينستون في ماريلاند بالولايات المتحدة، وذلك بالتزامن مع الذكرى المئوية لميلاد الفنان، حيث يعد أكبر معرض شامل لجميع أعماله في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.
ويشمل المعرض، الذي يستمر حتى الخامس والعشرين من فبراير المقبل وتم افتتاحه بحضور إيميلي رايلز مدير متحف غلينستون، ما يقارب من 70 عملا فنيا، مقدما استكشافا شاملا لمسيرة إلسورث كيلي المهنية التي تنوعت بين مختلف الوسائط، مثل الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي والأعمال على الورق، حيث اشتهر كيلي بأسلوبه التبسيطي وبراعته في توظيف الألوان والأشكال، ما جعل إبداعاته تترك أثرا لا يمحى في عالم الفن.
وإلى جانب الأعمال الفنية المعارة من مجموعة متحف غلينستون، يضم المعرض أيضا قطعا فنية أخرى من مؤسسات عالمية مرموقة، مثل مركز بومبيدو ومؤسسة لويس فويتون في باريس، والمعرض الوطني للفنون في واشنطن العاصمة، ومتحف فيلادلفيا للفنون، ومتحف سان فرانسيسكو للفن الحديث، إلى جانب معهد الفن في شيكاغو، ومركز ووكر للفنون في مينيابوليس، ومتحف ويتني للفن الأمريكي في نيويورك، ليصبح، من خلال هذا التنوع المبهر للمصادر، واحدا من أكثر المعارض الاستعادية شمولا لأعمال كيلي في السنوات الأخيرة.
ويشكل هذا المعرض محطة بارزة في المشهد الثقافي في قطر، كونه يقدم لأول مرة أعمال الفنان الشهير إلسورث كيلي في المنطقة، في إطار الاحتفاء بالذكرى المئوية لميلاده التي بدأت مع افتتاح أول معرض له في متحف غلينستون عام 2023 وتبعه عرض ناجح آخر في مؤسسة لويس فويتون في باريس، إذ يعد المعرض المقام في الدوحة جزءا من مشروع إرث العام الثقافي قطر-أمريكا 2021، ما يعكس التعاون الثقافي المتواصل بين قطر والولايات المتحدة.
ونظمت متاحف قطر جولة للصحفيين، اليوم، في معرضي /إلسورث كيلي: قرن من الإبداع/، و/شوميه والطبيعة: مجوهرات مستوحاة من الطبيعة منذ 1780/، المقامين في مركز قطر للابتكار وريادة الأعمال في التصميم والأزياء والتكنولوجيا /M7/، وذلك للتعرف على أقسامهما والمقتنيات التي يضمها المعرضان.
وأكدت السيدة مها غانم السليطي مدير مركز قطر للابتكار وريادة الأعمال في التصميم والأزياء والتكنولوجيا، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن الرسالة من وراء إقامة المعرضين، تكمن في إبراز مدى تأثير الطبيعة تجاه الأعمال الفنية وتشجيع المصممين، ومنحهم الفرصة الكاملة للتعرف على المقتنيات المعروضة، لإثارة الفضول والحس الإبداعي لديهم، فضلا عن تنمية الذائقة الفنية لدى الجمهور.
وأضافت أنه انطلاقا من هذا الهدف، سيكون هناك استقطاب لطلاب المدارس لزيارة المعرضين، بعد تنمية الحس الفني والإبداعي لديهم، بإقامة ورش لهم، تم تنظيمها قبل افتتاح المعرضين، لتحقيق هذا الهدف، إلى جانب إقامة ورش أخرى للتربويين، لحثهم على توظيف التجارب الفنية أثناء تدريسهم للمناهج التعليمية، بالإضافة إلى تعريفهم بالمعارض القائمة في الدولة.
وحول الأنشطة المستقبلية لـ /M7/، قالت السليطي إنه سيتم إقامة عدة معارض وورش عمل وبرامج للمصممين، بالشكل الذي يتناغم مع أهداف المركز، بتوفير البيئة المناسبة لهم، وتنمية الذائقة الفنية لجمهور المتلقين، خاصة وأن المركز لديه اهتمام كبير بالتعاون مع المصممين لإنجاز أعمالهم، وتزويدهم بنظرة مختلفة للطبيعة والبيئة المحيطة بها، عبر هذه النوعية من الفعاليات.
وفيما يتعلق بمعرض /إلسورث كيلي: قرن من الإبداع/، قالت: إنه يأتي احتفاء بالذكرى المئوية لميلاد الفنان الأمريكي، حيث يستعرض المعرض مسيرته الفنية التي تمتد على مدى قرن، ويقام لأول مرة خارج الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن المعرض يضم عدة أعمال مختارة من رسومات النباتات التي أبدعها “كيلي” عبر محطاته الفنية المختلفة، إلى جانب مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي قام بتصويرها، منها أعماله التي قام بإنجازها خلال رحلاته خارج الولايات المتحدة.
وبالنسبة لمعرض /شوميه والطبيعة: مجوهرات مستوحاة من الطبيعة منذ 1780/، قالت مدير مركز قطر للابتكار وريادة الأعمال في التصميم والأزياء والتكنولوجيا، إن أعماله مستوحاة من الطبيعة، ويعكس تاريخ /دار شوميه/ ومسيرتها في استلهام عالم الطبيعة لإنجاز المجوهرات، علاوة على عرض قطع أخرى نادرة من مقتنيات متاحف قطر، منها أعمال لم تعرض من قبل، مشيرة إلى أن أحد مخرجات هذا المعرض قيام المصممة القطرية زينب الشيباني بتصميم الشعار الجديد للدار باللغة العربية، علاوة على تصميم الفنانة القطرية شوق المانع لقطعة حصرية للمعرض، عبارة عن عمل فني يعكس التقاليد القطرية في الغوص بحثا عن اللؤلؤ، استوحته من طبيعة أعماق البحار، الأمر الذي يعكس مدى أهمية المعرض في خلق فرص واعدة لأفراد المجتمع في مجال الفن والتصميم.
وتكمن أهمية معرض /شوميه والطبيعة/ في كونه يضم ما يقارب من 107 قطع من الحلي والمجوهرات الراقية، كما يعرض 111 عملا بصريا من مجموعة كل من متاحف قطر و/دار شوميه/ بما فيها ثمانية أعمال لم تعرض من قبل.
وتتوزع مقتنيات المعرض عبر خمسة أقسام تؤكد الحضور المهم للطبيعة في تصميمات الدار، ومنها الحفاظ على الطبيعة، ورسم ومراقبة الطبيعة، بالإضافة إلى العيش والانغماس فيها، فضلا عن عرض القطع الفنية النادرة من مجموعة متاحف قطر، ما يعزز العلاقات القوية بين قطر وفرنسا منذ عقد السبعينيات في القرن العشرين، فضلا عن أن المعرض يعد إرثا للعام الثقافي قطر- فرنسا 2020.
(انتهى)