
نيويورك (يونا/قنا) – أدانت الأمم المتحدة بشدة “الهجمات العشوائية” على المدنيين في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، والتي وقعت أمس الأول السبت، وأدت إلى مقتل وإصابة ما لا يقل عن 97 شخصا.
وقالت كليمنتين نكويتا سلامي منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، في بيان لها اليوم: إنها “حزينة للغاية إزاء هذه الهجمات المروعة.. لا ينبغي أبدا أن تكون البنية التحتية المدنية هدفا وهي محمية بموجب القانون الإنساني الدولي”.
ودعت منسقة الشؤون الإنسانية الأطراف المعنية إلى وقف القتال وبذل كل ما في وسعهم لحماية المدنيين والسماح لهم بحرية الحركة ومواصلة حياتهم اليومية.
وحثت المانحين على تكثيف الجهود على وجه السرعة للوفاء بالتزاماتهم فيما يتعلق بالتمويل كي تتمكن المنظمات الإنسانية من تلافي خطر انتشار مجاعة واسعة النطاق، مشيرة إلى أن النداء الإنساني للسودان، الذي يسعى إلى جمع 2.7 مليار دولار، لم يتم تمويله سوى بنسبة 32 في المئة بعد مرور أكثر من نصف العام.
ومنذ 10 مايو الماضي، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور غربي البلاد وفوجئ المدنيون في الفاشر بالعديد من هذه الهجمات، نهاية الأسبوع الماضي، بينما كانت المدينة تشهد هدوءا نسبيا لمدة أسبوعين تقريبا، الأمر الذي مكن من إعادة فتح الأسواق واستئناف العديد من الأسر لكسب عيشها.
وعلى صعيد ذي صلة، استنكرت منظمة الصحة العالمية الهجمات المتزايدة على الرعاية الصحية في السودان، مشيرة إلى التحقق من 22 هجمة من هذا القبيل خلال الأسابيع الثمانية الماضية وحدها.
ووفقا للمنظمة العالمية، فإن أقل من 25 في المئة من المرافق الصحية تعمل في الولايات السودانية الأشد تضررا من الحرب، بينما تعمل 45 في المائة فقط من هذه المرافق بكامل طاقتها في ولايات أخرى.
وأكدت المنظمة على أهمية السلام بوصفه شرطا أساسيا لضمان صحة شعب السودان وإعادة بناء النظام الصحي في البلاد، مشددة على أهمية حماية جميع العاملين الصحيين والمرضى والمرافق في جميع الأوقات.
ويواجه السودان حاليا أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في تاريخه، حيث يعاني أكثر من نصف سكانه أي حوالي 25.6 مليون شخص من الجوع الحاد، في حين يعاني أكثر من 8.5 مليون شخص من مستويات طارئة من الجوع، بينما يعيش أكثر من 755 ألف شخص في ظروف كارثية في دارفور الكبرى وجنوب وشمال كردفان والنيل الأزرق والجزيرة والخرطوم.
ومنذ بدء الحرب في أبريل عام 2023، قتل أكثر من 18.800 شخص وأصيب أكثر من 33 ألفا، فيما فر أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم، بمن فيهم أكثر من خمسة ملايين طفل، وفقا لتقارير أممية.
(انتهى)



