مؤتمر الحوار الإسلامي ـ الإسلامي

مملكة البحرين تواصل مساعيها المباركة ومبادراتها لتعزيز الحوار والتعايش الإنساني

المنامة (يونا/بنا) – عديدةٌ هي المبادراتُ التي أطلقتها مملكة البحرين، لا سيما في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في مساعيها المباركة وجهودها المتميزة لتعزيز الحوار والتعايش بين الجميع، انطلاقًا من رسالتها الحضارية السامية، واتكاءً على إرثها العريق في العيش المشترك، وقبول الآخر، والإخاء، والجنوح للسلام.

إنّ هذه الأرض الطيبة كانت السباقة للاستجابة لدعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال دخولها إلى هدي الإسلام، ملبيةً النداء الإلهي الذي حمله مبعوث خاتم الأنبياء والمرسلين إلى أهلها، فارتفعت على أرضها مآذن الحق والهدى والرشاد، وانتشرت منذ الفجر الإسلامي الأول بيوت الله التي أذن سبحانه أن ترفع ويذكر فيها اسمه، فكان لها الإسلام فخرًا وسياجًا.

ولطالما عرفت البحرين عبر التاريخ بقيمها الإنسانية والإسلامية والعربية الأصيلة، وشهدت على مدار تاريخها المعاصر مبادرات متميزة تبحث تعزيز الروابط ومواكبة التحديات.

وفي هذا السياق يجيء احتضان المملكة لمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي، تحت شعار “أمة واحدة ومصير مشترك”، برعايةٍ سامية من ملك البلاد، وبتنظيم من الأزهر الشريف، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ومجلس حكماء المسلمين.

ومن المؤمل أن يشكل المؤتمر منصة عالمية رائدة تشارك فيها نخبة من علماء الأمة ومفكريها ومرجعياتها الدينية، إلى جانب صُنّاع القرار والشخصيات المؤثرة في العالم الإسلامي، بهدف ترسيخ مبادئ الحوار البناء، وتوحيد الرؤى حول القضايا المصيرية التي تواجه الأمة، وتعزيز قيم التفاهم والتضامن بين مختلف مكوناتها الفكرية والمذهبية.

وبالأمس القريب، التقى ممثلو الأديان والشرائع السماوية على أرض المملكة عبر “ملتقى البحرين للحوار:  الشرق والغرب من أجل التعايش”، والذي انعقد في الفترة من الثالث إلى السادس من نوفمبر 2022، تحت الرعاية السامية لملك البلاد، تزامنًا مع الزيارة الرسمية التاريخية لقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، إلى مملكة البحرين؛ تلبية لدعوة الملك، وبمشاركة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين.

وكرست مملكة البحرين مواردها ودبلوماسيتها النشطة لدعم التسامح والتعايش والاحترام بين الشعوب، عبر تبني ودعم جميع المبادرات الدولية التي تكرس الحوارات بين الأديان، واستضافة العديد من تلك الحوارات والملتقيات تمثلت في تنظيم سلسلة مؤتمرات للحوار؛ منها الحوار الإسلامي – المسيحي عام 2002، ومؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية عام 2003، وحوار الحضارات والثقافات عام 2014، وتدشين وثيقة “إعلان مملكة البحرين” للحوار بين الأديان والتعايش السلمي في مدينة لوس انجلوس عام 2017، وإنشاء ‏‏‏”مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي” عام 2018، وتخصيص “كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي” في ‏‏جامعة لاسابينزا الإيطالية في روما، وإطلاق برنامج (الملك حمد للإيمان – في القيادة) بالتعاون مع جامعتي أوكسفورد وكامبريدج ببريطانيا، وإطلاق “وسام الملك حمد للتعايش السلمي” عام 2021 وغيرها من المبادرات التي تشكل علامة فارقة في تعزيز الأمن والسلم والتعايش.

وفي خضم التحديات الكبيرة التي تشهدها الأمة، يأتي مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي ليشكل منبرًا مهمًّا، وفرصة مؤاتية لجمع علماء الأمة ورموزها ومفكريها تحت فضاءٍ واحدٍ لدعم القضايا العادلة، وحماية كيان الأمة من خلال تعزيز الوحدة بين أبنائها، بما يعينهم على مواجهة كافة الأخطار والتحديات على الأمة.

إن مبادرات مملكة البحرين تشع في فضاء الإنسانية حاملة شعلة السعي لنبذ أسباب الفرقة والخلاف، واستكمال بناء نهج التقريب، ومواصلة السعي لتحقيق الوحدة الإسلامية انطلاقًا من إيمانها الراسخ بأن السبيل الأنجع لمواجهة التحديات وتحقيق الآمال والتطلعات يكمن في الوحدة وطرح أسباب الخلاف والفرقة، وإثراء المسيرة الإنسانية بالتعايش والحوار.

(انتهى)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى