
مكة المكرمة (يونا) – أبو محمد صالح بن عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن حسين بن حميد، ينتهي نسبه إلى بني خالد القبيلة المعروفة.
ولد بمدينة بريدة في منطقة القصيم عام 1369هـ، ونشأ بها وتربى في كنف والده العالم العلامة البحر الفهامة الفقيه الحافظ الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد -رحمه الله.
تحصيله العلمي:
كان ملازمًا لوالده، وأخذ عنه التوحيد والفقه واللغة العربية، وحفظ بعض المتون مثل: كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب، والعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، والعقيدة السفارينية، وفي الفقه أخصر المختصرات، وملحمة الإعراب، وجزء من ألفية ابن مالك، كما قرأ في المطولات مثل: تاريخ الدول ومآثر الأول للقرماني، وسمط النجوم العوالي للعصامي، ومختصر السيرة للشيخ محمد بن عبدالوهاب.
ملازمته لولده -رحمه الله- لم تتح له التنقل بين المشايخ، وإن كان قرأ في صغره على الشيخ محمد بن صالح المطوع في بريدة كتاب التوحيد مع شرحه فتح المجيد، وحفظ عليه القرآن حفظًا غير مجود، كما درس في صغره في الإجازات الصيفية في كُتَّاب الشيخ سليمان الرزقان.
انتقل الشيخ صالح بن حميد في سن الخامسة عشرة مع والده إلى مكة المكرمة؛ حيث عُين والده رئيسًا عامًا للإشراف الديني على المسجد الحرام بمكة المكرمة سنة 1384هـ.
حفظ القرآن في المسجد الحرام:
كان قد أتم حفظ القرآن حفظًا غير موجود على الشيخ محمد بن صالح المطوع في بريدة، ومن ثم أتم حفظه مجودًا في المسجد الحرام في سن السادسة عشرة على يد الشيخ الحافظ محمد أكبر شاه المقرئ المجود المتقن، وقد كان حفظه للقرآن مجودًا في صحن الطواف بين الركنين مما يلي الرواق قرب مكبرية المؤذنين.
ويعد من أوائل خريجي جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة- الدفعة الثانية سنة 1386هـ.
كما قرأ الشيخ صالح بن حميد في الفرائض على الشيخ عبد الفتاح راوه في المسجد الحرام، وقرأ علم المنطق على الشيخ عبدالأحد الأفغاني، وعلى الشيخ إبراهيم عبيد آل محسن.
تحصيله العلمي النظامي:
أتم دراسة المرحلة الابتدائية بالمدرسة الفيصلية في بريدة سنة 1379هـ.
كما أتم دراسة المرحلة المتوسطة في المدرسة المتوسطة في بريدة وحصل منها على شهادة الكفاءة المتوسطة الإعدادية سنة 1383هـ.
ولما انتقل الشيخ مع والده إلى مكة المكرمة واصل تعليمه الثانوي بالقسم العلمي في مدرسة الملك عبدالعزيز الثانوية، وتخرج فيها شهر صفر سنة 1387/1386هـ.
بعد إتمام الدراسة الثانوية عزم على دراسة الطب، فسافر إلى مدينة شيراز في إيران، والتحق ببعثة دراسية حكومية في جامعة شاه بهلوي، وبعد أن بقي هناك سنة دراسية واحدة تركها وفضَّل الدراسة الشرعية وعاد إلى مكة المكرمة ليلتحق بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وكانت تابعة لوزارة المعارف، ثم أصبحت تابعة لجامعة الملك عبدالعزيز – شطر مكة.
أتم دراسته الجامعية منتظمًا في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية – قسم الشريعة والتربية، وتخرج فيها بتقدير “ممتاز” مع مرتبة الشرف الأولى في 18/5/1392هـ.
واصل الشيخ ابن حميد دراسته العليا فحصل على مؤهل العالمية “الماجستير” في الفقه وأصوله من جامعة أم القرى سنة 1396هـ، وكان موضوع الرسالة: “القيود الواردة على الملكية في الشريعة الإسلامية”، وحصل على مؤهل العالمية العالية “الدكتوراه” في الفقه وأصوله من جامعة أم القرى بمكة المكرمة سنة 1402هـ، بتقدير “ممتاز” مع مرتبة الشرف الأولى، وكان موضوع الرسالة “رفع الحرج في الشريعة الإسلامية”، وقد طبعتها الجامعة.
لمعالي خطيب عرفة إجازات علمية تحصل عليها من أهل العلم المشهورين، منهم:
– الشيخ سعيد بن عبدالله الحمد العبد الله الحموي ثم المكي، أجازه في القراءة برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية.
– الشيخ محمد أكبر شاه بن شاه بير شاه أجازه في القراءة برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية.
– الشيخ حمود بن عبدالله التويجري أجازه في رواية حديث الرحمة.
– الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل أجازه في مرويات الحديث.
الإمامة والخطابة في المسجد الحرام:
باشر معاليه الإمامة في المسجد الحرام متعاونًا في شهر ربيع الأول سنة 1403هـ، ثم عُين إمامًا وخطيبًا بالمسجد الحرام بقرار رسمي، وباشر عمله ابتداء من اليوم الأول من شهر الله المحرم سنة 1404هـ، وتم مؤخرًا اختياره شيخًا لأئمة وخطباء المسجد الحرام.
الدروس العلمية بالمسجد الحرام وفي غيره:
بدأ تدريسه في المسجد الحرام من شهر ذي الحجة سنة 1402هـ، ثم صدرت الموافقة السامية على تعيينه مدرسًا ومفتيًا بالمسجد الحرام.
ودروسه يومية بعد صلاة الفجر عدا يوم الجمعة؛ يتناول فيها: العقيدة والتوحيد والفقه والتفسير والأحكام والتاريخ والسير، ويتعهد المنتظمين من طلابه ومتابعتهم متابعة جادة.
وله عناية كذلك بالتدريس في المساجد، فبعد أن انتقل إلى مدينة الرياض لرئاسة مجلس الشورى كان يدرس بعد المغرب ليلة الثلاثاء في الفقه، وبعد فجر الخميس في التفسير والسيرة في مسجد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز في حي الغدير.
من الوظائف العلمية:
– عمل معيدًا بجامعة أم القرى.
– ثم محاضرًا بجامعة أم القرى
– ثم أستاذًا مساعدًا بجامعة أم القرى.
– كلف بالتدريس والإفتاء في الحرم المكي الشريف بصفة استثنائية بموجب أمر سامٍ.
– عمل أستاذًا متعاونًا في المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ودرَّس طلاب برنامجي الماجستير والدكتوراه.
مشاركته في المؤتمرات العلمية في الداخل والخارج.
له مشاركات في المؤتمرات العلمية سواء ما كان منها عن طريق المسجد الحرام وشؤونه، أم ما كان عن طريق جامعة أم القرى، أو مجلس الشورى، أو الدعوات الخاصة، وقد حضر مؤتمرات علمية في مصر والمغرب وبريطانيا وأمريكا وفرنسا وباكستان وماليزيا وكينيا وجنوب إفريقية وبنجلادش وغيرها من كثير من بلاد العالم.
من مؤلفاته وأبحاثه:
– اتخاذ القرآن الكريم أساسًا لشؤون الحياة والحكم في المملكة العربية السعودية بين حقوق الإنسان وواجباته في الإسلام.
– أثر تطبيق الشريعة في استتباب الأمن.
– أجوبة حول أسئلة تنصيرية (تلبيس مردود في قضايا حية).
من أعماله الإدارية:
– رئيس المجلس الأعلى للقضاء.
– رئيس مجلس الشورى.
– الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
– نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
– عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى.
– وكيل كلية الشريعة بجامعة أم القرى.
– رئيس قسم الاقتصاد الإسلامي بجامعة أم القرى.
– رئيس المستودع الخيري بمكة المكرمة.
– المشرف العام على المطبخ الخيري بمكة منذ سنة 1416هـ.
العضوية في بعض اللجان ورئاستها:
– رئيس لجنة الوقف الخاص بسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز بمكة المكرمة.
– رئيس اللجنة المشكلة لدراسة مدى الاستفادة من المباني لمصلحة الكليات ومعهد اللغة بجامعة أم القرى.
– رئيس لجنة امتحانات الدراسات العليا بجامعة أم القرى.
– عضو شرف للجمعية الفقهية السعودية.
– عضو شرف في رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
– عضو في لجنة الإشراف على التوجيه والإرشاد بجامعة أم القرى.
– عضو في مجلس الاقتصاد الإسلامي بكلية الشريعة بجامعة أم القرى.
– عضو في هيئة النشر بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة.
– عضو هيئة الأمناء بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة أم القرى.
– عضو مجلس غدارة مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة.
– عضو في فريق التقويم الشامل للتعليم بموافقة سامية.
– عضو في الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة.
(انتهى)



