الدوحة (يونا) – أكد الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، عضو هيئة كبار العلماء، إمام وخطيب المسجد الحرام، رئيس المجمع في افتتاح الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنعقد في العاصمة القطرية الدوحة اليوم 4 مايو، أن انعقاد هذه الدورة يأتي التزاما من أعضاء وخبراء المجمع بواجب البيان الذي أخذه الله جل جلاله على أهل العلم في كل زمان ومكان، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ..} [آل عمران: 187]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: بلغوا عني ولو آية.. كما تأتي هذه الدورة استجابةً للثقة التي أولتها الأمة، ووضعها ولاة الأمر في بلاد المسلمين في مجمع الفقه الإسلامي الدولي ليضطلع بمهمة بيان الأحكام الشرعية في القضايا والمسائل التي تهم المسلمين في أرجاء المعمورة، وتقديم الحلول الشرعية الناجعة لمشكلات الحياة المعاصرة استنادا إلى الكتاب العزيز، والسنة النبوية الطاهرة، والأدلة المتفرعة عنهما، واستئناسا بمقاصد الشريعة وقواعدها الكلية مع الانفتاح المعتدل على ما توصل إليه العلم الحديث في شتى مجالات المعرفة.
وأضاف أنه انطلاقًا من التوجيهات الربانية الخالدة، ينعقد المؤتمر لدراسة ومناقشة طائفة من النوازل والمستجدات التي تستوجب اجتهادا جماعيا يحقق التكامل بين الفقهاء والخبراء، ويجسِّر المسافة بين المثال والواقع، وصولا إلى قرارات رصينة منضبطة، وتوصيات متينة واضحة قابلة للتطبيق والتحقيق بإذن الله تعالى.
وأبان أنه من أبرز وأهم النوازل والمستجدات التي ستناقشها هذه الدورة، قضايا مستجدة في رعاية الطفولة، تأصيلًا لحقوق الطفل في الشريعة، وتعزيزًا لأهمية البيئة التربوية السليمة، والذكاء الاصطناعي، بوصفه أبرز أدوات التحول الرقمي المعاصر، تأصيلا لأحكامه وضوابطه في ضوء ميزان المصالح والمفاسد والمآلات، وكذلك دليل الاستصحاب بوصفه أحد أهم أدلة الاستدلال لضبط الفتوى والإفتاء في الوقائع المستجدة، بما يعزز استقرار الأحكام.
كما ستتم مناقشة الألعاب الإلكترونية، بيانا لأحكامها وضوابطها، وما تحمله مز إمكانات، وإشكالات سلوكية وأخلاقية وفقهية تؤثر على الفرد والأسرة والمجتمع سلبا وإيجابا، بجانب دراسة أثر الأمراض النفسية والعقلية على الأهلية في الشريعة، تأكيدًا على عدالة الشريعة ورحمتها، وبيانًا لمعايير المسؤولية الشرعية، إضافة إلى مناقشة بيان الأحكام الشرعية المناسبة لمستجدات في صناعة المالية الإسلامية كدفع الزيادة في القرض من طرف ثالث، وحكم أخذ الأجر على إصدار خطاب الضمان والاعتماد المستندي، وأخيرا، مناقشة أسس وضوابط الحوكمة الشرعية في المؤسسات المالية الإسلامية، دعمًا للشفافية وترسيخًا للضوابط الفقهية، وارتقاء بأداء هذه المؤسسات.
وستعرض على الدورة توصيات عدد من الندوات العلمية المتخصصة التي عقدها المجمع حول مستجدات صناعة الحلال بغية إصدار قرارات وتوصيات مجمعية.
وأوضح الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، أن مجمع الفقه الإسلامي الدولي، بصفته الهيئة الشرعية المرجعية العليا في منظمة التعاون الإسلامي، سيواصل جهوده الحثيثة في تعزيز التعاون والتنسيق مع المؤسسات العلمية، وهيئات الإفتاء والإرشاد في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي والمجتمعات المسلمة في أداء رسالته بعزم وثبات في بيان أحكام الشرع في سائر النوازل والمستجدات والقضايا التي تهم الأمة الإسلامية في كل مكان بإذنه وعونه وقوته جل شأنه.
وقدم الدكتور صالح بن حميد باسم المجمع رئاسة وأمانة عامة وأعضاء ومنسوبين وباسم عموم الأمة أتوجه، الشكر وعظيم الامتنان لدولة قطر قيادة وشعبا على استضافة الدورة، حيث خص بالشكر الجزيل، صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وصاحب السمو الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، وسعادة الأستاذ غانم بن شاهين الغانم .
كما جدد الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربيَّة السعوديَّة، ولسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس الوزراء، على ما تقدمه المملكة العربية السعودية، بوصفها دولة المقر من دعم كريم، وتسهيلات متميزة للأمانة العامة للمجمع المجمع في جدة.
(انتهى)



