تقارير وحوارات

الرئيس الكازاخستاني يؤكد دور جمعية شعب كازاخستان في ضمان وحدة البلاد وسط الاضطرابات العالمية

أستانا (يونا) – قال الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف خلال مخاطبته جلسة عامة لجمعية شعب كازاخستان، الحميس الماضي، إن الجمعية تنفذ بكفاءة مبادئ التعايش والتفاعل بين الثقافات المختلفة، والتي أصبحت التحدي الأكثر إلحاحًا الذي يواجه عالمنا الحديث.

وبحسب توكاييف، فقد أثبتت الجمعية أنها مؤسسة اجتماعية وسياسية أساسية في تجسيد وتطبيق الأفكار والقيم الديمقراطية الحقيقية. وأشار إلى أنَّ جميع النزاعات والحروب تأتي من الغطرسة القومية وعدم الرغبة في مصادقة المجموعات العرقية الأخرى.

وقال توكاييف: “لا ينبغي الخلط بين الوطنية والغطرسة القومية”.

وشدَّد توكاييف على أنَّ الجمعية لعبت دورًا حيويًا في التحديث السياسي الأخير للبلاد والوحدة الوطنية.

وقال توكاييف إنَّ “خمسة نواب في مجلس الشيوخ (الغرفة العليا في البرلمان الكازاخستاني)، يعينهم الرئيس بناءً على اقتراح من الجمعية، يقدمون التعليقات التشريعية، والرقابة العامة، ويمثلون مصالح جميع المجموعات العرقية في كازاخستان في البرلمان. بالإضافة إلى ذلك، انضم 12 عضوًا من جمعية شعب كازاخستان إلى مؤتمر كورولتاي الوطني، محضرين معهم خبرة قيمة في الدعوة إلى نموذج عالمي للحوار الوطني”.

وأكد الرئيس توكاييف أنَّ مصالح البلاد تأتي أولًا وأنَّ مصالح المواطنين يجب أن تكون في صميم كل شيء.

وذكر أنَّ الإصلاحات السياسية خلقت أساسًا جديدًا لدمج جميع المجموعات العرقية في دولة واحدة، مشيراً إلى أن الحملات الانتخابية السابقة كانت “خالية من التفضيلات العرقية والقوالب النمطية القديمة”.

وأضاف: “نتخذ قرارات محورية معًا ونبني مستقبلنا المشترك معًا. أنا متأكد من أن وحدة الهدف هذه ستكون قوة دافعة كبيرة لمبادراتنا. هذا هو أهم إنجاز لنا ولا يقدر بثمن”.

وبحسب الرئيس توكاييف، لا يمكن تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية إلا بالوحدة والاستقرار، مشددًا على  أن “الوحدة ليست فقط طريقًا لتحقيق أهداف البلاد، ولكن أيضًا أحد الركائز الأساسية للدولة”.

كما أكد توكاييف على أهمية استقلال كازاخستان ووحدة أراضيها.

وقال “يفهم شعبنا مباشرة المعنى الحقيقي للوحدة والسلام. هذه قيم دائمة لأفراد جميع المجموعات العرقية الذين نجوا من الأوقات الصعبة ووجدوا ملاذًا في كازاخستان. يعيش شعبنا في سلام لأن هذه المثل العليا معترف بها ومحترمة. هذا إنجاز غير مسبوق”.

ووفقًا لتوكاييف، فإن الحصول على جواز سفر كازاخستاني يعني أن تكون مواطنًا في بلد معترف به عالميًا، وأن يكون بإمكانك السفر بحرية في جميع أنحاء العالم واعتبار نفسك عضوًا أساسيًا في العالم الحديث.

وأضاف: “جواز سفر كازاخستان يجسد القيم التقدمية التي تقوم عليها وحدتنا وتناغمنا. وفي المقابل، يجسد علم كازاخستان الأزرق بوضوح استقلالنا المقدس ودولتنا التي تعود إلى قرون”.

وأشار إلى أن المجتمع الكازاخستاني يمثل مواطنين أحرارًا ومسئولين توحدهم المثل والقيم المشتركة.

وقال “الوحدة في التنوع” و “نحن مختلفون لكن متحدون” ليست شعارات بل هي جوهر حياتنا اليومية.

وشدَّد الرئيس توكاييف على حتمية منع الاستفزازات الهادفة إلى تقويض وحدة البلاد وسط تزايد عدد المنشورات المزيفة والمضرة. وقال إن العديد من مؤلفي هذه التصريحات الاستفزازية “لا علاقة لهم بكازاخستان ويعملون من الخارج لزرع بذور الخلاف”.

وأصدر الرئيس توكاييف تعليمات إلى مكتب المدعي العام ووزارة الداخلية ولجنة الأمن القومي لإبقاء هذه المسألة تحت رقابة صارمة والرد بما يتماشى مع القانون في حالة حدوث أي انتهاكات.

كما حثَّ الرئيس جميع المواطنين على مقاومة أجندة الكراهية وعدم التورط في حروب إعلامية خارجية أو خلافات أيديولوجية.

وقال الرئيس توكاييف: “نعم للتعددية ولا للتطرف، يظل هذا المبدأ ثابتًا. يجب أن يهيمن على فضائنا الرقمي ومجالنا العام جو من السلام والوئام والحوار البناء والتفاعل الإبداعي. هذه ليست أشياء خيالية أو فئات مصطنعة في كازاخستان. هذا ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا”.

وأكد توكاييف أن أعضاء جمعية شعب أوزبكستان ساعدوا بشكل كبير في الحفاظ على الوحدة العام الماضي من خلال صد الهجمات على المجتمع الكازاخستاني.

وأوضح أن ممثلي الجمعية أدلوا ببيانات متعددة حول قضايا بارزة خلال العام الماضي، في أعقاب موقف عملي وموحد.
وقال مخاطباً أعضاء الجمعية: “أنتم أكثر من مجرد أعضاء في منظمة عامة. أنتم ممثلون حقيقيون لأفكار السلام والوئام. عند مناقشة قضايا حساسة مثل العلاقات بين الأعراق والأديان، فإنكم دائمًا ما تظهرون الحكمة والبصيرة”.

وأضاف أنه باتباع هذا النهج، يمكن للبلاد أن تصمد أمام أي محاولة لبث الفتنة في المجتمع الكازاخستاني، داعيًا كل مواطن إلى الحفاظ بشجاعة على المثل العليا للوحدة والتضامن بين المواطنين الكازاخيين في الداخل والخارج.

وشدد توكاييف كذلك على أن معرفة اللغة الكازاخستانية تظل عنصرًا حاسمًا في سياسة البلاد، مؤكدًا أن اللغة الكازاخستانية يجب أن تصبح وسيلة للتعريف بأفضل منجزات التقدم العلمي والتعليم.

“يجب عدم التعدي على المواطنين الذين لم يدرسوا لغة الدولة ولا يعرفونها بالشكل المطلوب. في الوقت نفسه، يجب أن يصبح تعلم لغة الدولة والسعي لإتقانها معيارًا يوميًا في مجتمعنا”.

وفي ختام خطابه، قال الرئيس توكاييف إن كل مجموعة عرقية تقدم مساهمة لا تقدر بثمن في تعزيز الصداقة والوئام، ويجب على المواطنين الكازاخستانيين أن يكونوا ثابتين في التزامهم بالمُثل الأساسية للبلاد.

واختتم حديثه قائلًا: “إذا واصلنا تطوير دولة قوية ومجتمع عادل للجميع، فسنحول بلدنا إلى كتلة متماسكة غير قابلة للتدمير من الحرية والاستقلال”.

(انتهى)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى