بغداد (إينا) – شدد المشاركون في المؤتمر النوعي الإسلامي الأول للجان الوطنية في الدول الأعضاء في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو- في ختام أعمالهم اليوم الأحد في بغداد على ضرورة استخدام التربية والعلوم والثقافة لتعزيز الحوار والسلام والتعايش والفهم الصحيح للدين الإسلامي والى معالجة الفكر المتطرف والتصدي لجماعاته وتنظيماته. وأكد البيان الختامي للمؤتمر الذي عقدته الإيسيسكو بالتعاون مع اللجنة الوطنية العراقية للتربية والثقافة والعلوم، يومي 28 و29 مارس الجاري تحت شعار بغداد دار السلام والأديان أن التسامح قيمة إسلامية وإنسانية مثلى، وأن العنف والإرهاب لا دين له، وأنه لا ينبغي تغذية الكراهية بين الشعوب بإشاعة الصور المغلوطة عن حضارة بعينها أو دين أو طائفة محددة. ودعا المشاركون في المؤتمر إلى تجنب التجاذبات السياسية في علاقات المسلمين فيما بينهم ومراعاة الآداب والقيم الإسلامية في الحوار وقبول الآخر، وإبراز الصور الإيجابية فيما بينهم. كما أوصوا بالعمل المشترك والتنسيق بين الدول الأعضاء في الإيسيسكو وبقية دول العالم لإبراز قيم الاعتدال والوسطية، ونبذ العنف والغلو والتطرف والإسلاموفوبيا. كما دعوا الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية إلى اصدار تشريعات وسن قوانين تحمي المقدسات والرموز الدينية، لأهميتها في الذاكرة الإنسانية المشتركة، والتي تعد الإطار الأمثل لنشر قيم التسامح والتعايش. وأكدوا أهمية التنسيق بين العلماء والمفكرين والمختصين في مختلف أرجاء العالم الإسلامي، وفي المناطق ذات الوجود الإسلامي، لتوحيد منهجية الفتوى والتعامل مع مختلف القضايا باعتدال وواقعية وتوازن، وبيان موقف الإسلام منها لتصحيح الصور المغلوطة التي تصدر عن المتطرفين والمغالين. كما دعوا الخبراء والمتخصصين للقيام بأبحاث معمقة تتعلق بالحوار والتسامح الديني والتعايش الثقافي، وتعميم هذه الأبحاث ونشرها على نطاق واسع. وطلبوا من الدول الأعضاء تحديث وتطوير مقررات ومناهج التعليم، وتضمينها قيمَ التسامح والتعايش السلمي. وبخصوص فلسطين أوصى المشاركون في المؤتمر بتعزيز الدعم للقضية الفلسطينية والتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة، ودعوة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإقليميةً المتخصصة إلى دعم المؤسسات التربوية والعلمية والثقافية فيها وإلى فضح الممارسات الإسرائيلية الهادفة إلى تدمير التراث الثقافي الفلسطيني وطمسه وتهويده. ودعوا الدول الأعضاء إلى مواصلة الجهود وتعزيزها سعيا إلى بناء حوار فاعل بين الحضارات والثقافات وبين أتباع الأديان ، وترسيخ ثقافة السلام والتسامح داخل الأمم وفيما بينها ، من خلال التأكيد على المساواة والاعتراف بثقافات الشعوب واحترام خصوصياتها. (انتهى) ع م/ س م
دقيقة واحدة