الثقافة والفنون

النوروز: العيد الوطني للشعب الطاجيك

دوشنبه (إينا) – النوروز كلمة طاجيكية (فارسية) متكونة من كلمتين، الأولى: نو بمعنى جديد، والثانية روز وتعني يوم، أي اليوم الجديد. ويطلق النوروز على اليوم الأول من الشهر الأول من السنة الشمسية المعتمدة في التقويم النوروزي، حيث تنتقل الشمس من برج الحوت إلى برج الحمل. وللعالم والفلكي الشهير ابي ريحان البيروني تعريف للنوروز، يقول فيه إنه اليوم الأول من شهر فروردين، ومن هنا عرف باليوم الجديد، ذلك أنه مقدمة للسنة الجديدة، والأيام التي تليه هي للفرح والسرور. ويكرم الشعب الطاجيكي النوروز، فهو الإحتفال الوحيد الذي بقي من العصور الخوالي، مقروناً بالعظمة والمراسيم العديدة. ورغم يد التغيير الذي امتدت إليه على مدى آلاف السنين، إلا أنه لم يندثر، بل حظي هذا العيد من قبل مختلف الأقوام في البلاد بالتأييد، ليظل النوروز من أكبر مظاهر الوحدة لدى الشعب الطاجيكي. ومن أقدم وأعظم المصادر التاريخية التي تناولت النوروز وعاداته كتاب الآثار الباقية، لأبي ريحان البيروني، والذي يقول فيه السنة عند الفرس أربعة فصول، وكان لهم في كل فصل من تلك الفصول عيداً، ومن بين هذه الأعياد عيد اليوم الأول من فروردين أو عيد النوروز وهو عيد عظيم جداً لأنه عيد إحياء الطبيعة. إن الإسلام لم يعارض النوروز، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك حيث أيد هذا العيد، واستمر تكريم النوروز في العصر الإسلامي، وتجسد ذلك في رغبة شديدة لدى الفرس في الحفاظ على تراثهم العريق ومنه النوروز. يقول برتولد اشبولر وهو خبير الماني كبير في الدراسات الفارسية من بين الاحتفالات القديمة عند أهل فارس، احتفال السنة الجديدة، وبعد أن دخل الإسلام هذه المنطقة وامتد إلى نطاق أوسع من شبه القارة الهندية حتى شمال افريقيا، فسح المجال أمام النوروز كي يضحى متداولاً لدى شعوب وأقوام أخرى غير الفارس. إن الاحتفال بالنوروز عند سكان طاجيكستان هو احتفال وطني ورثوه عن الأجداد، فهو رمز المحبة والألفة وإحياء كل الموجودات، ويقام هذا العيد في هذا البلاد على مدى أربعة أيام من 21 إلى 24 مارس، وهي أيام عطلة في طاجيكستان. وقد اعترفت الأمم المتحدة بالنوروز مناسبة عالمية في عام 2010م. وقبل حلول عيد النوروز، يقيم الأطفال في طاجيكستان مراسيم تعرف بمراسيم طواف الورود، يخبرون بها الآخرين بحلول العيد وقربه، وتجري هذه المراسيم قبل أسبوع من العيد، أي بداية العشرية الثانية من شهر مارس حيث يحمل الأطفال الزهور (خاصة الزعفران) ويطوفون بها البيوت، وكلما وصلوا بيتاً هنأوا أهله بحلول العيد وحلول فصل الربيع وهم ينشدون القصائد والشعر الطاجيكي الواصف الربيع والنوروز. وفي مقابل تبريك الأطفال، يقدم لهم أصحاب البيوت الهدايا التي تكون مقداراً من القمح أو الحمص أو أنواع أخرى من الغلات والمحاصيل الزراعية أو الحلوى، وبعد أن يجمع الأطفال هذه المواد يأتون بها إلى بيت أحد الأصدقاء، حيث يولم لهم صاحب البيت وليمة النوروز. ومن عادات سكان طاجيكستان في عيد النوروز الخروج إلى الحدائق والمتنزهات وشراء الحاجيات وإقامة المراسيم الثقافية وكذلك مسابقات المصارعة المحلية، وإعداد الحلوى والفطائر والأطعمة الأخرى. ومما يزيد في فرح الناس بهذا العيد أنواع التسلية المختلفة، ومن المتعارف في عيد النوروز في طاجيكستان طبخ غذاء العيد الذي يتكون من القمح ولحم رأس الخروف، حيث يدعى الناس إلى تناول هذا الطعام، وتعتبر الأكلة النوروزية الشعبية الأكثر شهرة في طاجيكستان هي (سومنك) وهي عبارة الحلويات والقمح. ويبدأ الدعاء الخاص بعيد النوروز ببيت شعري وهو إي خداوند زمين وآسمان، تا به نوروز ديكر ما را رسان أي يا رب السماوات والأرض، إحينا حتى النوروز القادم. أفشين مقيم / ص ج

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى