الكويت (يونا) – أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أنه لا مجال أكثر حاجة إلى النظر إليه بمنظور المستقبل ومعالجته بمفهوم الاستدامة أكثر من مجال التعليم، فالمدرسة التقليدية ستصبح بعضا من ذكريات الماضي، وستسود مدارس الذكاء الاصطناعي، ومدارس الفضاء المتسع، ومدارس البعد الافتراضي، وسيفرض المستقبل من المهن والوظائف ما لا ينتمي كثير منها لزماننا، فنحو 85% من مهن اليوم ممنوع من الظهور على قوائم مهن الغد.
جاء ذلك في كلمته عبر تقنية الاتصال المرئي اليوم الأحد (6 أكتوبر 2024)، خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الدولي: “تعليم المستقبل.. الابتكار والتكنولوجيا من أجل الاستدامة”، الذي تنظمه مبرة السعد للمعرفة والبحث العلمي، تحت رعاية الشيخة فادية سعد العبد الله الصباح رئيسة المبرة، وبالتعاون مع عدد من الوزارات والهيئات بدولة الكويت، وتستمر أعماله على مدى يومين بمشاركة دولية رفيعة المستوى.
وأشار الدكتور المالك في كلمته إلى أن المنتدى يأتي عقب اختتام مؤتمر الإيسيسكو لوزراء التربية والتعليم، الذي استضافته سلطنة عمان يومي 2 و3 أكتوبر 2024، ويعد أحد أكبر مؤتمرات التعليم التي شهدها عالمنا الإسلامي خلال خمسين عاما، وقد كان من أهم خلاصاته تجديد التأكيد الحاسم على ارتباط التربية بالتعليم ارتباطا وثيقا يثبت خطأ كل الدعاوى المنادية بالفصل التام بين العمليتين، حيث إن التربية قرين الأخلاق والقيم، والمستقبل يطالبنا بالاحتكام إلى مواثيق تثبت حتمية وجود الأخلاقيات، خصوصا في آفاق الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن التمسك بمفهوم الأخلاقيات في مجال التربية ضرورة حتمية، حيث إن الناشئة هم الشريحة الأكثر تعلقا بأدوات التكنولوجيا وتطبيقات الرقمنة، والمناهج الدراسية العالمية كلها تخطو سريعا صوب تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وهنا تبرز ضرورة الاعتداد بالأسرة وتجديد منحها حقا باعتبارها شريكا أصيلا في استكمال مربع العملية التربوية: (الطالب – المعلم – المدرسة – الأسرة)، والنجاح في ضمان اتساق العلاقة بين أضلاع هذا المربع ضمانة لمستقبل خال من التطرف والعصبية.
وفي ختام كلمته دعا المدير العام للإيسيسكو إلى التزام الخطى المتزنة المدروسة خلال تطوير التعليم، بالانفتاح على الآخر واستلهام ما لديه، دون الوقوع في شراك الاعتناق المتهافت لمناهجه، مشيرا إلى أن العديد من دول العالم الإسلامي ما تزال تعاني من القصور الاقتصادي غير الممكن من آليات النهوض التعليمي بمتطلباته المعاصرة، ويكفي العلم أن الـ250 مليونا من الناشئة الذين يشكلون هدرا مدرسيا وفاقدا تربويا على مستوى العالم غالبتهم من دول عالمنا الإسلامي، بحسب إحصائية حديثة للأمم المتحدة، وكل ذلك نتيجة السياسات الخاطئة والحروب الظالمة، كالتي يشعلها الكيان الصهيوني في فلسطين ويستهدف بها المدارس والمرافق التعليمية، لذا فإن صوتا عاليا ينبغي أن يرتفع بالمناداة لوقف هذا الظلم والحد من تلكم المأساة، لنضمن لناشئتنا حياة تعليمية محاطة بالرعاية.
(انتهى)