أخبار الاتحاد

المندوب الفلسطيني لدى منظمة التعاون الإسلامي يدعو للتصدي للمنظومة الإعلامية للاحتلال الإسرائيلي

جدة (يونا) – أكد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى منظمة التعاون الإسلامي السفير ماهر الكركي ضرورة التصدي لما يروجه الإعلام المنحاز للآلة والمنظومة الإعلامية الإٍسرائيلية من مصطلحات مغلوطة لحرف النظر عن الحقيقة وتشويهها وطمس الرواية الفلسطينية واستبدالها برواية الاحتلال الإسرائيلي.
جاء ذلك خلال مشاركته في أعمال الورشة الافتراضية: “التداول الإعلامي لمصطلحات القضية الفلسطينية” التي عقدها اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا) الثلاثاء (21 مارس 2023) بمشاركة الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ووكالة بيت مال القدس، إضافة إلى وكالات الأنباء الأعضاء في الاتحاد، وعدد من الدبلوماسيين والإعلاميين.
وأشار الكركي إلى أنَّ الإعلام الغربي المنحاز ومن ورائه الإعلام الإسرائيلي يسعى إلى قلب الحقائق، ووفقاً لمنطق تغطيته الإعلامية فإنَّ إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لا تشن حرباً غير مبررة على الفلسطينيين وإنما تدافع عن نفسها وبالتالي فهي ليست محتلاً عسكرياً، ولا تفرض نظام فصل عنصري على الشعب المحتل.
واستشهد الكركي في هذا الصدد بالعدوان العسكري الذي شنَّه جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة نابلس الفلسطينية وبلدتها القديمة في 22 فبراير الماضي، حيث وصفت إحدى القنوات الغربية الهجوم العسكري بكلمة “مداهمة = raid”، واستعملت عبارة “خلَّفت وفاة 11 فلسطينيا”، لافتاً إلى أنَّ هذا التوصيف يغفل تعرض الفلسطينيين في وضح النهار لهجوم عسكري بالرصاص الحي من قبل جنود الاحتلال.
وأشار إلى أنَّ هذا الإعلام المنحاز يتعاطى مع القضية الفلسطينية وكأنها قضية نزاع بين طرفين وهذا ما قامت به الآلة الإعلامية الإٍسرائيلية منذ 75 عاماً من خلال حملات تضليل وتشويه وتزييف منظَّمة وعبر صور نمطية واستخدام مصطلحات مضللة تختزل القضية الفلسطينية إلى موضوع صراع لتوحي أنه صراع بين قوتين متكافئين وتغفل حقيقة وجود احتلال للأرض الفلسطينية، مبيناً أنه بهذا الخلط يسعى الإعلام المنحاز إلى المساواة بين الضحية والجلاد، ووضع الطرفين في كفتين متوازيتين من القوة العسكرية، وهو أمر مناف للحقيقة والواقع تماماً.
وشدَّد المندوب الفلسطيني على أنَّ القضية الفلسطينية ليست نزاعاً أو صراعاً وإنما قضية وطنية وإنسانية تتعلَّق بالحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني، وحقه في الحياة الكريمة والحرية والاستقلال.
وأوضح أن وسائل الإعلام المنحازة تتداول الكثير من المصطلحات الإعلامية المصمَّمَة لتشويه الرواية الفلسطينية، معتمدة في ذلك على حقيقة أنَّ الإعلام يشكل أداة توجيهية قوية تؤثر على الرأي العام العالمي بما فيه المجتمعات العربية والإسلامية، بما يخدم الرواية الإسرائيلية على حساب الرواية الفلسطينية.
وأشار الكركي إلى أنَّ الدراسات العلمية في هذا الشأن خلصت إلى وجود ازدواجية واضحة في المعايير الإعلامية الغربية وأنَّ هناك استهدافاً مباشراً للقضية الفلسطينية وانحيازاً إعلامياً لتحسين الصورة الذهنية للاحتلال الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
ونبه الكركي إلى بعض ممارسات الإعلام المنحاز مثل تغييب السياق المتعلق بالأحداث والتستر على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وتأطيرها كأعمال دفاع عن النفس وأنهم ضحايا بينما الفلسطينيون معتدون وإرهابيون.
وأكد ضرورة تفعيل العمل الإسلامي المشترك في مناصرة القضية الفلسطينية، ووضع استراتيجية عمل مشتركة وأدوات إعلامية مدروسة تعتمد على مصطلحات دقيقة للقضية الفلسطينية وتهدف إلى تصحيح الصورة المشوهة لهذه المصطلحات والتركيز على تفعيل دور الإعلام في الدفاع عن الرواية الفلسطينية ومواجهة الإعلام الإسرائيلي الذي يسعى إلى طمسها بكل الوسائل والأدوات.

(انتهى)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى