السياحة والتراث

نجاح قطر في تأمين الفعاليات الكبرى يفرض نفسه على أعمال الملتقى العربي الثالث للأمن السياحي

الدوحة (يونا/ قنا) – فرضت تجربة دولة قطر ونجاحها في استضافة وتأمين الفعاليات الكبرى، ومنها بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 نفسها على أعمال اللقاء العربي الثالث للأمن السياحي؛ نظرا لطبيعة هذا الحدث الرياضي العالمي، الذي يستقطب ملايين الزوار من ثقافات وبيئات مختلفة، ما يفرض رؤية متكاملة في الإدارة والتنظيم والأمن والخدمات بأعلى المعايير.

وطرح المشاركون من الوزراء والخبراء ورؤساء المنظمات المعنية بالسياحة خلال جلسات المؤتمر دولة قطر كنموذج رائد وملهم في منظومتها الأمنية والتشريعية والتنظيمية والخدمية ذات الصلة بالقطاع السياحي، والتي جسدت المفهوم الشامل للأمن.

وأكد المشاركون أن تجربة قطر في تأمين زوار البلاد خلال الفعاليات الكبرى، ومنها بطولة كأس العالم، تمثل مرجعية عالمية ومصدر إلهام لكثير من البلدان، خاصة العربية منها، والتي تستعد لاستضافة فعاليات كبرى وتنشيط قطاعها السياحي، واستقبال زوار من مختلف أنحاء العالم.

وقال المهندس وليد نصار وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية خلال جلسة عقدت اليوم ضمن الملتقى: إن تنظيم وتأمين بطولة كبيرة مثل كأس العالم لكرة القدم يمثل تحديا لأي دولة، واستطاعت دولة قطر تحقيق نجاح كبير في تنظيم وإدارة وتأمين البطولة، ما جعل تجربتها محط أنظار العالم.

وتابع: “كانت دولة قطر أمام تحد كبير ونجحت في هذا التحدي، لتصبح تجربتها في تنظيم البطولة وتأمين الزوار مصدر فخر لكل العرب، والخبرات التي اكتسبتها أيضا في غاية الأهمية لتنظيم الفعاليات الكبرى بالمنطقة”.

وأضاف أن التنسيق والتعاون والشراكة بين مختلف الجهات في تأمين الفعاليات السياحية وتوفير بيئة آمنة للسائح شرط أساسي للنجاح، وهو ما يتم استلهامه من التجربة القطرية في كأس العالم، مؤكدا ضرورة العمل وفق رؤية موحدة ومشتركة لضمان النجاح المطلوب.

بدوره، قال معمر مطهر الإرياني وزير الإعلام والسياحة والثقافة اليمني خلال الملتقى: إن دولة قطر نظمت أكبر التظاهرات الرياضية في العالم، وتحتضن الآن العديد من الفعاليات المختلفة التي تجذب ملايين الزوار، لتترك إرثا دائما للعالم العربي والإسلامي والعالم أجمع.

وأضاف أن دولة قطر ودولا خليجية أخرى لديها قصص نجاح في المجال السياحي، وهو ما يستدعي الاستفادة منها.. مطالبا بوضع رؤية ومرجعية تشريعية موحدة لتعزيز المقومات السياحية تشريعيا وبنية تحتية وأمن شامل.

وكان الدكتور بندر بن فهد آل فهيد رئيس المنظمة العربية للسياحة قد نوه في كلمة خلال الملتقى بالتطور المتنامي للقطاع السياحي في دولة قطر، كما ثمن الدور القطري في تعزيز العمل العربي المشترك في هذا المجال.

وقال إن استضافة دولة قطر لكأس العالم FIFA قطر 2022 ونجاحها الباهر في التنظيم والتأمين وإدارة الحشود شكل تجربة ثرية تستفيد منها كافة الدول العربية في تنظيم الفعاليات الدولية الكبرى.

من جانبه، قال المهندس الحميدي العنزي، الرئيس التنفيذي للمؤسسة العربية للاتصالات الفضائية “عربسات”: إن دول الخليج العربية نجحت في نقل السياحة من الفكر التقليدي إلى فضاء جديد منفتح يواكب التطورات الجديدة، إلى جانب تطويرها للخدمات السياحية، وتعزيز الأمن السياحي سواء في المرافق أو على مستوى حماية السائح وفق منظورها الشامل للأمن.

ونوه في هذا السياق إلى تجربة دولة قطر في السياحة الرياضية، وقدرتها على الإبداع والابتكار والإنجاز واستغلال التكنولوجيا في تقديم خدمات سياحية متطورة، ساهمت في جعل تجربة كأس العالم 2022 أكثر متعة وسهولة لكافة الزائرين والسياح والرياضيين.

إلى ذلك، قال اللواء دكتور إيهاب العماوي من أكاديمية الشرطة المصرية والخبير الأمني في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وأمن المعلومات: إن دولة قطر حولت مفهوم الأمن إلى رسالة حضارية وخدمة شاملة بمعايير عالية المستوى وفق منهج علمي وفق خطط وأهداف قابلة للقياس.. مضيفا: “بالرغم من كل التحديات فإن دولة قطر كانت عند مستوى الحدث وقدمت نموذجا مشرفا للمنطقة والعالم”.

بدوره، قال العميد فراس محمود الرشيد مدير إدارة الشرطة السياحية في الأردن لوكالة الأنباء القطرية “قنا”: إن الملتقى العربي الثالث للأمن السياحي يأتي بعد النجاح الكبير لدولة قطر في تنظيم وتأمين كأس العالم، مما يجعل منه منبرا مهما لاستعراض التجارب الناجحة في القطاع السياحي.

وأضاف العميد الرشيد: “كان هناك تميز قطري في التنظيم والتنسيق والإدارة والأمن وفق رؤية ابتكارية وإبداعية في تنفيذ الخطط المختلفة المرتبطة بكأس العالم”.

ونوه إلى أن هذا النجاح القطري يعطي بعدا جديدا لهذا الملتقى، من خلال استخلاص الدروس المستفادة من هذا النجاح، لتكون منهجا لتنظيم الفعاليات الكبرى في المنطقة العربية.. مبينا أن القطاع السياحي تنافسي في الأساس لكنه في بعده الأمني قطاع تكاملي بامتياز.

وعقد الملتقى العربي الثالث للأمن السياحي المقرر أن يختتم مساء اليوم تحت عنوان: “الأمن وشمولية المقاصد السياحية”، وذلك ضمن فعاليات “الدوحة عاصمة السياحة العربية لعام 2023”.

ويشارك في الملتقى، الذي ينظم بالتعاون بين وزارة الداخلية ومجلس وزراء الداخلية العرب، عدد من أصحاب السعادة وزراء السياحة العرب وكبار المسؤولين من قادة الأمن السياحي، ونخبة من كبار المسؤولين والخبراء والمختصين في مجالات الأمن والسياحة في العالم العربي.

وناقش الملتقى عبر عدد من الجلسات الحوارية جملة من المحاور ذات الصلة بصناعة السياحة، ومنها البنية الأساسية للمقاصد السياحية، من خلال تأمين المطارات ضد المخاطر حسب المواصفات العالمية، وطرح تجربة قطر في أمن وسلامة المشاركين ببطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، ومخاطر الاستثمارات السياحية وآلية ضمانها.

كما ناقش المشاركون حقوق وواجبات السائح وحقوق المسافرين والإعلام ودوره في التوعية السياحية، والأمن السيبراني، لا سيما ما يتعلق منه بالجرائم الإلكترونية وآثارها على السائح، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وآلية مواجهة جرائم الاحتيال التي يتعرض لها السائح عبر بطاقات الائتمان.

وشمل الملتقى جلسة بعنوان: “تأمين السائح والمنشآت السياحية” تركز على مناقشة آلية لمواجهة الكوارث والأزمات السياحية، بالإضافة لطرح تجارب عربية في مجال الأمن السياحي.

(انتهى)

زر الذهاب إلى الأعلى