تقارير وحوارات

”الإعلام البيئي“.. دور توعوي بارز في مواجهة ”التغير المناخي” والتعريف بقضاياه

أبوظبي (يونا/ وام) – يلعب الإعلام دوراً محورياً في التعريف بقضايا التغير المناخي، وتعزيز مستويات الوعي لدى أفراد المجتمع، باعتباره حلقة الوصل ما بين المعلومات والدراسات والحقائق العلمية المرتبطة به من جهة، والمؤسسات والأفراد من جهة أخرى.
يعد مفهوم ”الإعلام البيئي“ من المفاهيم التي طرأت خلال السنوات الماضية، خاصة مع تزايد الاهتمام العام بسبل مواجهة عوامل التغير المناخي، وتضاعف الجهود والمبادرات بشأنه بالتزامن مع التوجهات العالمية نحو المحافظة على البيئة وإطلاق البرامج وعقد المؤتمرات التي تُعنى بشؤون الأرض.
وفي ضوء الاهتمام الواسع لقطاع الإعلام ووسائله بالتوعية بالبيئية ضمن محتواه الإعلامي يناقش “الكونغرس العالمي للإعلام بدورته الثانية، خلال الفترة من 14 إلى 16 نوفمبر المقبل ضمن عدد من محاوره الرئيسة قضايا تتعلق بالإعلام البيئي والاستدامة وذلك بالتزامن مع استضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف ”COP28“ الذي يعد فرصة فريدة للإعلام للعب دور أكثر فعالية في تسليط الضوء على التجارب العالمية والحلول المبتكرة لهذا التحدي العالمي.
وأشارت دراسات عدة إلى ازدياد معدلات تناول الإعلام لقضايا المناخ، ووفقاً لتقرير التقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، فقد زادت تغطية تغير المناخ في 59 دولة من 47000 مقال خلال الفترة من عام 2016 إلى 2017 لتبلغ حوالي 87000 مقال في عام 2020 إلى 2021.
وأكدت الدراسات على الدور الحاسم للإعلام في مواجهة التحديات المناخية وتشكيل الوعي في أذهان الجمهور إلى جانب فعالية التأثير وارتباطه بالتركيز على الحقائق العلمية، والتأكيد على الحلول الممكنة، وتشجيع الحوار العام حول كيفية معالجة التغير المناخي.
وكشفت إحدى الدراسات عن أهمية أدوار الإعلام المحلي في عرض القضايا المناخية التي تمس سكان كل منطقة بشكل مباشر، إذ أكدت الدراسة التي نشرت في “ذا جورنال كوميونيكيشن” عام 2023 أن القصص الإعلامية التي تركز على التأثيرات المحلية للتغير المناخي، والحلول العملية، يمكن أن تعزز الانخراط العام.
من جهته، حدد تقرير للأمم المتحدة خمس طرق يمكن لوسائل الإعلام والصحفيين من خلالها دعم العمل المناخي أثناء معالجة المعلومات المضللة وتتمثل في ضرورة التأكيد على أن قضية تغير المناخ تتجاوز المناخ بتداعياتها وآثارها، وضرورة أن يتم تناول القضايا المحلية وأن يفكر الصحفي أكثر بالعدالة المناخية مع ضرورة بناء الثقة والمشاركة، والاسترشاد بالعلم.
وفي دراسة أخرى نُشرت في مجلة “جلوبال إنفيرومنت تشنج” في عام 2021، توصل الباحثون إلى أن الإعلام الرئيسي يغطي القضايا المناخية عادة في سياق الكوارث الطبيعية و ركزت معظم التغطيات على الكوارث الطبيعية والنتائج التي يمكن أن تحدث في حال عدم مواجهة أخطار التغير المناخي، وذلك بدلاً من التركيز على الحلول المحتملة والتجارب الدولية الناجحة في إطار المواجهة.
وحذر تقرير نُشر في منصة ”ناتشر كلايمت تشينج“، من تجنب التغطية لأخبار التغير المناخي، لما لذلك من أثر مباشر على تقليل الوعي العام بالتحديات العالمية، ومستويات الاهتمام بمستجدات القضايا المناخية، بما يعرقل الجهود مواجهته.
وأشارت دراسات عدة إلى أن وسائل الإعلام يمكن أن تكون أكثر فعالية من خلال تقديم المعلومات والبيانات حول تغير المناخ، وكيفية التصدي له، وتسليط الضوء على الآثار السلبية لتغير المناخ على المجتمعات والبيئة، وإجراء مقابلات مع الخبراء والمختصين في مجال تغير المناخ، وعرض قصص واقعية عن الأشخاص الذين يعانون من آثار تغير المناخ، ومن ثم دعوة الناس إلى اتخاذ إجراءات للتخفيف من آثار تغير المناخ.
وشهد الشهر الماضي، إعلان المُسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي إطلاق “ مجلس الإعلام المناخي الأول” إدراكا منها لأهمية الدور الحيوي الذي تضطلع به وسائل الإعلام في رفع الوعي حول التغير المناخي.
يوفر “ مجلس الإعلام المناخي” منصّة بارزة لإقامة حوار مثمر حول الموضوعات المرتبطة بالمناخ وسط حضور الخبرات والمتخصصين، بهدف تبادل المعرفة وإزالة الغموض حول العلوم التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتغير المناخي.
وتمثل هذه المبادرة مع غيرها من المبادرات، دعماً لدور وسائل الإعلام في تسليط الضوء على أهم الممارسات والبرامج الداعمة للعمل المناخي، وتمكيناً لها نحو زيادة الوعي، بما يدفع الأفراد والمؤسسات لاتخاذ المزيد من الإجراءات.

(انتهى)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى