منظمة التعاون الإسلامي

​ رضوان السيد: مشكلات المجتمعات الإسلامية صارت موضوع الحوار بين الأديان دون البحث بين الحضارات الأخرى

جدة (يونا) ـ أكد أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة اللبنانية المفكر الدكتور رضوان السيد، أن مشكلات المجتمعات الإسلامية صارت موضوعاً للحوار بين أتباع الأديان دون البحث المتوازن بين الحضارات الأخرى. وقال السيد، الذي كان يتحدث أمس أمام ندوة في مقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، بجدة السعودية، حول موضوع (حوار الأديان والثقافات ـ المبادرة والإمكانات والأفاق): إن المشكلات التي يجري التحاور بشأنها كلها تقريبا خاصة بالمسلمين ومجتمعاتهم بحيث جرى نقل المشكلة إلى العالم الإسلامي من دون البحث بشكل متوازن ومتواز بين الحضارات، متسائلا عن جدوى أن تقوم جهات غير إسلامية بتبني قضية تجديد الخطاب الديني، وتوجهه. وأشار السيد إلى أن مقالة صموئيل هنتنغتون في مجلة فورين آفيرز التي تناولت موضوع صدام الحضارات شكلت علامة فارقة في تاريخ العلاقة بين العالم الإسلامي والعالم بشكل عام، وقال: إن المفكرين المسلمين وبعض الغربيين قضوا عقد التسعينيات من القرن الميلادي الماضي في مجادلة تلك الأُطروحة ومن ثلاثة منطلقات: الأول أنّ الصراع لا يجري بين الحضارات التي تتضافرُ ويستمدُّ بعضُها من بعض؛ بل بين الأُمم والدول. والثاني أنّ القرون الأخيرة حفلت بالحروب الغربية على الديار الإسلامية في موجات الاستعمار والاستيلاء المشهورة، وليس العكس. والثالث أنّ الحضارة الإسلامية هي حضارةُ أمنٍ وسلامٍ وتعاوُنٍ وتضامُنٍ وتبادُلٍ حضاري منذ القرن الثامن الميلادي وإلى زمان طغيان الجوائح الاستعمارية في القرن الثامن عشر الميلادي. أدار الندوة الدكتور عبد الله موسى الطاير، مدير عام ديوان الأمين العام، وكبير مستشاريه، بحضور جمهور من أعضاء السلك الدبلوماسي في جدة، وباحثين ومهتمين أكاديميين، بالإضافة إلى منسوبي الأمانة العامة. وتطرق السيد إلى الدوافع التاريخية التي حثت على المضي في حوار الأديان والثقافات والحضارات. مشيراً إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز لحوار الأديان بعد إعلان مكة المكرمة، حين اتخذت تلك المبادرة من العاصمة النمساوية فيينا مقرا لها فيما عرف لاحقا بمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان. ولقت السيد إلى أن هذه المبادرة قد شكلت استجابة للتحدي المطروح على الإسلام والمسلمين باعتبار أنّ الإسلام صار مشكلةً عالميةً بدأت قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر وبعدها. وأوضح المحاضر بأن الدوائر التي كانت تسعى إلى الحوار بين الثقافات اتسعت فشملت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الإيسيسكو، والألكسو وجهات دينية رسمية أو غير رسمية أو حتى من قبل الدور الكبرى أو النشطاء من المجتمع المدني العالمي. وأرجع السيد عرقلة مبادرات الحوار في مواجهة التطرف إلى قلة المؤسسات الدينية التي لم تستطع مواجهة مشكلة التطرف خلال نشأته، وكانت من نتائج خروج هذه الجهات المتطرفة قلة حجة المسلمين في الحوار لادعاء المتطرفين بأنهم يمثلون الدين الإسلامي الذي يدعو للسلام، وقال: إن المؤسسات الدينية العاملة في التربية والفتوى آنذاك لم تستطع أيضا إيجاد حل للتشققات الهائلة في الدين الإسلامي وضبطها. وشدد السيد على أهمية إنجاز فلسفة إسلامية جديدة بعد فشل فلسفة التأصيل الحالية في الخروج بالنتائج المرجوة منها، وفلسفة التأصيل هي إيجاد دليل من القرآن والسنة ضد التطرف. وقال: إن عملية إيجاد فلسفة جديدة ليس بالأمر السهل، وذلك لأن الدين لا يتبع أيا من الفلسفات العامة العالمية. ودعا السيد الدول الإسلامية إلى استعادة توازنها مع دول العالم من خلال ضبط ساحتها. مشدداً على أهمية إعادة التفكير في فهم الدين الإسلامي ومحاولة نشر عناصر الانضباط والسلام بين المسلمين أنفسهم ومن ثم العالم. ((انتهى)) أ ق، ح ع/ ح ص

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى